تنظيم "داعش"

يواصل مسلحو تنظيم "داعش" تقدمهم من مدينة تدمر السورية التاريخية، وسط مخاوف حول سلامة مواقع التراث العالمي التي يمكن أن تتعرض للتدمير علي يد التنظيم مثلما حدث في العراق.

وحذرت إدارة الآثار السورية من أنَّ مسلحي "داعش" يقاتلون القوات الحكومة على بُعد أقل من اثنين كيلومتر من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم.

وأكد مدير الآثار مأمون عبد الكريم، أنَّ التنظيم وصل إلى واحة بعد التغلب على القوات الحكومية في قتال عنيف أودى بحياة 110 أشخاص،  مشيرة إلى أنَّ "مدينة تدمر باتت تحت التهديد".

وأوضح عبد الكريم أنه على اتصال مع زملائه الموجودين في تدمر ويصف مدينة تدمر بأنها موقع تراث له "قيمة عالمية استثنائية".

وتقع المدينة القديمة على طريق القوافل وتشمل معابد يرجع تاريخها إلى القرن الأول والثاني للميلاد، وتتميز شوارعها بمزيج فريد من المعمار اليوناني والروماني مع التأثيرات الفارسية.

وجاء تقدم "داعش" في الوقت الذي تشهد فيه القاهرة تنظيم مؤتمر دولي لمعالجة الدمار الذي حل بالفعل في المواقع الأثرية العراقية.

وشارك في المؤتمر مسؤولون من الشؤون الخارجية والآثار من 11 دولة عربية لإدانة هدم المتطرفين "للتراث العراقي بالجرافات ومواد شديدة الانفجار".

وأشار عبد الكريم إلى أنَّ سورية لم تتم دعوتها إلى المؤتمر، لافتًا إلى أنَّ المسؤولين سيحاولون ضمان سلامة الآثار، وأضاف "يمكن أن نحمي التماثيل والقطع الأثرية؛ ولكن لا يمكننا حماية الهندسة المعمارية، والمعابد".

ونوَّه بأنَّ ليس لديه شك في أنه إذا سقطت مدينة تدمر في قبضة "داعش"، فإنها ستعاني من مصير مماثل لنمرود القديمة، قائلًا: "إذا سقطت المدينة ستكون كارثة دولية، وستشهد تكرار الهمجية والوحشية التي رأيناها في نمرود والخضر والموصل".

يُذكر أنَّ هذه لن تكون المرة الأولى التي تفقد فيها القوات الحكومية السيطرة على مدينة تدمر، حيث وقعت تحت سيطرة المتمردين من شباط/ فبراير إلى أيلول/ سبتمبر 2013 قبل أن تستعيدها القوات الحكومية.

وأعلنت مصادر مطلعة، قتل 70 جنديًا من الجيش السوري من بينهم ستة ضباط خلال المعارك مع "داعش" التي شهدت مقتل 40 متطرفا، من بينهم اثنان من قادة التنظيم، مثل أبو مالك أنس النشوان، الذي ظهر في فيديو لقطع رؤوس 28 من المسيحيين الإثيوبيين والإريتريين في ليبيا الشهر الماضي.