تنظيم "داعش"

يصادف الأحد الـ 28 من شهر حزيران/ يونيو انقضاء سنة ملؤها الخراب والدمار على إعلان تنظيم "داعش"، إقامة "الخلافة" المزعومة، في بيان للمتحدث الرسمي باسم التنظيم أبو محمد العدناني.  

وتمكن تنظيم "داعش" منذ الـ 29 من شهر حزيران/يونيو من العام 2014 من تشكيل ثماني ولايات في مناطق سيطرته داخل الأراضي السورية، والولايات هي"ولاية الرقة، ولاية حلب، ولاية البركة، ولاية دمشق، ولاية الخير، ولاية الفرات، ولاية حماة، ولاية حمص".

 واستطاع السيطرة على مساحة تعادل نحو 50% من مساحة سورية، حيث سيطر على أكثر من 90 ألف كلم مربع، من المساحة الجغرافية لسورية، ويتواجد في تسع محافظات سورية، هي حمص، الرقة، دير الزور، الحسكة، حماة، حلب، دمشق، ريف دمشق والسويداء، إضافة لوجود موالين له في محافظة درعا.

كما يتولى التنظيم السيطرة على مساحة متصلة من جنوب مدينة الحسكة وبلدة الهول في جنوب شرقها مرورًا بمعظم دير الزور وغالبية محافظة الرقة وصولًا إلى بلدة الراعي بريف حلب الشمالي، ومنطقة الصوانة في ريف حمص الشرقي، ومعظم البادية السورية حتى ريف السويداء الشمالي الشرقي والأطراف الشرقية لريف دمشق، إضافة لسيطرته على مناطق واسعة في جنوب العاصمة دمشق.

وشهد العام الأول من إعلان "الخلافة" المزعومة، أحداثًا متسارعة، حيث بات التنظيم يسيطر على مقدرات الشعب السوري من النفط والغاز، إثر حصوله على معظم حقول النفط والغاز في سورية، باستثناء حقلي شاعر وجزل في ريف حمص الشرقي واللذان تسيطر عليهما القوات الحكومية، وحقول رميلان التي تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي.

وعمد "داعش" فيما يخص تعامله مع الأطفال إلى العمل في مضمارين متصلين وهما التعليم والتجنيد، حيث أنشأ مئات المدارس المنتشرة في مناطق سيطرته داخل الأراضي السورية، والتحق بها عشرات آلاف الأطفال، الذين تم تدريسهم مواد التوحيد واللغة العربية والرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية واللغة الإنجليزية، وتتألف مادة التوحيد من  179 صفحة، وهي عبارة عن رسالة لمحمد عبد الوهاب أحد علماء الجزيرة العربية، والذي يتحدث فيها عن الأصول الثلاثة في التوحيد.

 وعمل التنظيم على "إيقاف التدريس في مدراس بمناطق سيطرته لحين إخضاع المدرسين والمدرسات لـ "دورة شرعية"، وتوقيعهم على أوراق "استتابة" من "تعليم المناهج الباطلة والقومية والوطنية والبعثية ومن العمل بالقوانين الوضعية والتحاكم إلى الطواغيت"، حتى يتمكنوا من التدريس في المدارس الواقعة في مناطق نفوذه، بالإضافة إلى فصل التلاميذ والطلاب الذكور عن الإناث ومنع تدريس المدرسين الذكور للطالبات والتلاميذ الإناث.

وفرض تدريس المدرسات للتلاميذ والطلاب الإناث، إضافة لقيام مدرسين وعناصر من التنظيم من جنسيات سورية وغير سورية، بتدريس الأطفال، وإغلاقه عشرات المدارس التي كانت تدرس المناهج الحكومية.

وافتتح مكاتبَ سماها مكاتب "أشبال الخلافة"، والتي تجند الأطفال، وتستقبل الأطفال الراغبين بالانضمام إلى صفوف التنظيم، إضافة إلى إقناع واستقطاب الأطفال الذين يقطنون قرب مقار للتنظيم ومساكن لعناصره، والذين يرتادون المدارس والمساجد في مناطق سيطرته، والأطفال الراغبين بالانضمام دون موافقة أولياء أمورهم، والأطفال الذين يحضرون في ساحات تنفيذ "الإعدام والذبح والصلب والجلد والرجم".

وشكل التنظيم كتائب تحت مسمى "أشبال الخلافة" ممن انضموا إليه، حيث قتل في شهر حزيران 2015، 14 طفلاً مقاتلاً بعد نقلهم إلى جبهات القتال في العراق، كذلك أرسل كتيبة مؤلفة من 140 عنصرًا من الأطفال دون سن الـ 18، ومن المنضمين حديثًا إلى معسكرات التدريب التابعة للتنظيم، إلى جبهات القتال في مدينة عين العرب "كوباني"، وذلك في الـ 25 من شهر كانون الثاني/ يناير من العام 2015.

وقتل 6 منهم في الاشتباكات مع الوحدات الكردية، إضافة لإشراك الأطفال في تنفيذ عمليات الإعدام، ومنها إعدام طفلين من جنسيات آسيوية لعنصرين من التنظيم قال إنهما عميلان للمخابرات الروسية، وإشراكهم في إعدام 9 رجال في ريف حماة، قال التنظيم إنهم "روافض"، فضلًا عن ممارسة أنواع من التعذيب من قبل عناصر التنظيم على الأطفال.

ووزّع تنظيم "داعش"، في أواخر آب/ أغسطس من العام 2014، نحو 300 فتاة وسيدة من أتباع الديانة الأيزيدية، ممن اختطفن في العراق قبلها بأسابيع، على عناصره في سورية، خلال شهر آب الفائت، وذلك على أساس أنهن "سبايا من غنائم الحرب مع الكفار"، وقبل أيام وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل 42 أيزيدية مختطفة إلى مقر للتنظيم وعرضهن "للبيع" مقابل مبلغ يتراوح بين 500-  2000 دولار أميركي.

كما تمكن نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في محافظتي دير الزور والرقة، في مطلع شهر تشرين الثاني / نوفمبر، من توثيق ست حالات "سبي" على الأقل، لنساء سوريات من المسلمات السنة، من الريف الشرقي لدير الزور، تم "سبيهنَّ" من المساكن العسكرية التابعة للفرقة 17، في محافظة الرقة، عند سيطرة التنظيم على الفرقة، والنساء هنَّ زوجات ضباط وصف ضباط، في القوات الحكومية بالفرقة 17، وتم توثيق الحالات الستة من ضمن نحو 80 حالة، لنساء سوريات، كما وردت معلومات أن عناصر التنظيم قام بسبيهنَّ، في مناطق مختلفة بمحافظتي الرقة ودير الزور.

كما استمر "داعش" باختطاف أكثر من 220 مواطنا آشوريًا من قرى بريف تل تمر هاجمها التنظيم في الـ 23 من شهر شباط / فبراير من العام الجاري 2015، واقتادهم إلى منطقة جبل عبد العزيز، قبل نقلهم إلى مناطق سيطرته في ريف الحسكة الجنوبي، حيث أفرج التنظيم عن نحو 26 مواطناً مدنياً بينهم أطفال ومواطنات وسيدات مسنات، ولا يزال التنظيم يختطف أكثر من أربعة آلاف مواطن مدني، من محافظات دير الزور وحمص وحماة وحلب والحسكة والرقة وريف دمشق.

وفجّر التنظيم عشرات الأضرحة والمقامات والمزارات الخاصة بأتباع الطريقة الصوفية ومشايخها، في محافظات دير الزور والرقة والحسكة وحمص وحماه وحلب وإدلب، حيث قام في منتصف شهر آب/ أغسطس الفائت من العام 2014 بتفجير مزار النبي داود في قرية دويبق في ريف حلب الشمالي الشرقي، عقب أيام من سيطرة التنظيم على القرية، إضافة إلى تفجير وتحطيم كنيسة ومحتوياتها في ريف تل تمر في محافظة الحسكة.

كما فجر مقاتلون من "داعش" في الـ 12 من تموز / يوليو الفائت من العام 2014، مزاراً للشيخ عبد القادر الجيلاني في قرية خربة زينب في الريف الشرقي لمدينة سلمية، وقاموا بذبح القائم على المزار ونجله، بينما فجر مقاتلو التنظيم في أوائل شهر يوليو 2014، مزارًا في قرية حربل، في ريف حلب الشمالي، كما فجر "داعش" في شهر حزيران الجاري مزارين في منطقة تدمر في ريف حمص.

ونفذ التنظيم آلاف عمليات الإعدام في مناطق سيطرته بتهم "الردة، قتال داعش، السحر، العمالة والتجسس لصالح القوات الحكومية، سب الذات الإلهية، سب الرسول، ممارسة الفعل المنافي للحشمة مع ذكور، الزنا، قطع الطريق والتشليح، ، الغدر بالمجاهدين، تجنيد أبناء عشيرة الشعيطات بمعسكر تدمر، الخروج في مظاهرة ضد "داعش" والتحريض على قتالها، قتال التنظيم والتنسيق مع الصحوات في تركيا، خيانة المسلمين، تشكيل صحوات لقتال "داعش"، إيصال معلومات عن التنظيم ، الانتساب لميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام، التشيع، الاتجار بالمخدرات، وخلايا نائمة لقتال التنظيم، تدريبه من قبل التحالف في تركيا لقتال "داعش"، كشف عن عورات المجاهدين" إضافة إلى عدد من التهم الأخرى التي وجهها التنظيم للذين قام بإعدامهم.

كما أعدم التنظيم 3027 من المدنيين والمقاتلين وعناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وعناصر "داعش"، الذين تم إعدامهم بمناطق سيطرته في الأراضي السورية، منذ إعلانه عن "خلافته" في 29 / 6 / 2014 وحتى فجر اليوم 28 / 6 / 2015.

وبلغ عدد الذين أعدمهم التنظيم رمياً بالرصاص، أو بالنحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة 1787 مواطناً مدنياً بينهم 74 طفلاً و86 مواطنة، من ضمنهم ثلاثة مجازر نفذها "داعش" في محافظات دير الزور وحلب وحماة.

كما أعدم التنظيم أكثر من 930 مواطنا من العرب السنة من أبناء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور
الشرقي، و223 مواطناً مدنياً كردياً تم قتلهم بإطلاق نار وبالأسلحة البيضاء في مدينة عين العرب "كوباني" وقرية برخ بوطان في الريف الجنوبي للمدينة، و46 مواطناً مدنياً تم إعدامهم في قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من الطوائف الاسماعيلية والسنية والعلوية في الريف الشرقي لمدينة سلمية، وذلك حرقاً وذبحاً وبإطلاق النار من قبل عناصر تنظيم "داعش"
وبلغ عدد مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و"جبهة النصرة"، ووحدات حماية الشعب الكردي الذين أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية 216، بعد ما استطاع أسرهم، نتيجة الاشتباكات التي تدور بين التنظيم والفصائل المذكورة أو اعتقلهم على الحواجز التي نشرها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.

وأعدم تنظيم "داعش" 143 من عناصره، بعضهم بتهمة "الغلو والتجسس لصالح دول أجنبية" وغالبيتهم أعدموا بعد اعتقالهم من التنظيم إثر محاولتهم العودة إلى بلدانهم، إضافة إلى إعدامه 881 ضابطاً وعنصراً من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وذلك بعد أسرهم في معاركه مع القوات الحكومية أو إلقاء القبض عليهم على حواجزه في المناطق التي يسيطر عليها.