دمشق - ميس خليل
يواصل تنظيم "داعش" تقدمه نحو قصر الرئيس السوري بشار الأسد ولا يبعد عنه سوى خمسة كيلومترات فقط بعدما سيطر مقاتلوه على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.
وسيطر التنظيم المتطرف بالتحالف مع عناصر "جبهة النصرة" التابعة لـ"القاعدة" على أكثر من 90% من مخيم اليرموك في ظل أنَّ أكثر من 18 ألف من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين محاصرون دون أدنى متطلبات الحياة الأساسية.
وتشن طائرات القوات الحكومية غارات وصفت بالأعنف طيلة الصراع الدموي في سورية بعدما تمكن "داعش" من اجتياح اليرموك إثر تحالف مع "النصرة" بعد معارك شرسة في الماضي بينهما.
وقتل مواطن سوري وأصيب آخرون خلال الهجمات، أمس الثلاثاء، كما شن الطيران الحربي أكثر من 25 غارة جوية خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وصرَّح مؤسس ومدير المرصد السوري لحقوق ألإنسان رامي عبد الرحمن، بأنَّ حوالي 2000 لاجئ فروا من المخيم منذ أن سيطر عليه المتشددون.
وأظهرت تقارير، أمس الثلاثاء، أنَّ مقاتلي "داعش" قطعوا رؤوس بعض الرهائن بعد الاستيلاء على نسبة كبيرة من المخيم، وأوضح عبد الرحمن أنَّ مقاتلي "داعش" قطعوا رؤوس اثنين من الرجال منذ اندلاع الأحداث، الأربعاء الماضي، وأطلقوا النار على خمسة آخرين.
وأضاف "أعمار الرجلين اللذين تم قطع رأسيهما تتراوح بين 25 و35 عامًا؛ ولكن لم يتسنَ لنا التأكد من هذه التقارير بشكل مستقل".
ووصف المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين المعروفة باسم "الأونروا"، كريس جونيس، الوضع داخل المخيم بـ "غير الإنساني".
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئا لتقييم الأوضاع المتدهورة داخل المخيم وناشد المجلس بالإخلاء الآمن للاجئين، ووصف رئيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، بيير كراهينبول، الوضع داخل المخيم بـ "الكارثي".
وكان اليرموك تحت حصار الحكومة لمدة عامين تقريبًا، ما أدى إلى تجويع المدنيين، بينما كان يكافح عمال الإغاثة لتوزيع المساعدات الغذائية داخل المخيم.
وكشف تقرير أنَّه كان يتم إطلاق النار على النساء برصاص قناصة وهن يحاولن جمع النباتات لإطعام أطفالهن الذين يتضورون جوعًا.
وكان يعيش في المخيم حوالي 160 ألف لاجئ وفروا من المنطقة بعد اندلاع القتال بين المتمردين والمقاتلين الموالين للأسد.