دمشق ـ نور خوام
امتد نفوذ ما يسمى بتنظيم "داعش" من قاعدته في سورية والعراق بمعدل ينذر بالخطر، وذلك عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وخارجها على مدار السنوات الماضية.
وشكل "داعش" اتصالات مع جماعات متطرفة أخرى لتنفيذ اعتداءات متطرفة في جميع أنحاء العالم، وأثارت لقطات وحشية تم نشرها من قبل التنظيم، العداوة والنفور على نطاق واسع، بينما يواصل تنظيم "داعش" تجنيد الأجانب من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرهم.
وفيما يلي خرائط توضح مدى وسرعة امتداد نفوذ "داعش" وحلفاؤه:
أولًا: في الشرق الأوسط
العراق وسوريا
يشغل "داعش مساحات كبيرة في سورية والعراق منذ حزيران/يونيو من عام 2014، حيث سيطر التنظيم على الأراضي حتى الجنوب من معاقله في مدينة الرقة السورية ومدينة الموصل في العراق، وبعد الاستيلاء على مدينة تدمر، بات التنظيم يفرض سيطرته من تدمر وحتى الحدود السورية العراقية، وكذلك الحدود التي تفصل سوريا عن الأردن.
لبنـــان
أعلنت جماعة "أحرار السنة" المتطرفة والمناهضة لـ"حزب الله" في بعلبك عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تحالفها مع زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي بعد إعلانه خلافة المسلمين.
ويمتلك "داعش" خلايا نائمة في لبنان، ويظهر ذلك جليًا بعد محاولة السيطرة على قري لبنانية في القلمون مطلع عام 2015 وزيادة عدد الميليشيات المسلحة في المنطقة، وتصدى مقاتلو "حزب الله" في حزيران/يونيو عام 2015، لهجوم من "داعش" على الحدود السورية اللبنانية.
ادعى مسؤولون سعوديون القبض على 93 شخصًا على علاقة بتنظيم "داعش" خلال الأشهر القليلة الماضية، ومنع الهجمات المتطرفة بما فيها الهجوم على السفارة الأميركية في الرياض.
وزعم "داعش" بأن هناك خلايا نائمة في المملكة العربية السعودية، في حين أعلن أبو بكر البغدادي أن التنظيم أقام ولاية له في المملكة، كما ادعى التنظيم مسؤوليته عن العديد من التفجيرات التي طالت مساجد الشيعة والتي نفذها ميليشيات متحالفة مع "داعش" تدعو إلى استهداف المواطنين من أهل الشيعة في السعودية.
اليمن
أعلن "داعش" رسميًا الخلافة في اليمن مع بداية عام 2015، بعد مداهمة جماعات موالية لـ"داعش" تتواجد في وسط وجنوب و شرق اليمن خصوصًا تريم في حضرموت، لعدة مواقع عسكرية.
ونشر "داعش" فيديو للمليشيات المتحالفة معه وهم يرفعون الراية السوداء في العاصمة اليمنية صنعاء في نيسان/إبريل من عام 2015، فيما نفذ التنظيم هجمات على المساجد الشيعية ومقرات الحوثي في المدينة، كما استخدم السيارات المفخخة والانتحاريين في الهجوم ما تسبب في وقوع المئات من الضحايا.
الكويت
في ظل سيطرة الشيعة على جنوب العراق، فإن ذلك كان بمثابة حماية للكويت من وصول "داعش" إليها، ولكنها لم تسلم أيضاً من الاعتداءات المتطرفة، حيث تعرض أحد مساجد الشيعة في الكويت الجمعة الماضية لانفجار ضخم تسبب في مقتل 27 شخصًا كانوا يؤدون الصلاة في ذلك الوقت، وتبنى "داعش" مسؤولية الهجوم المتطرف.
تركيــــا
في تموز/سبتمبر 2011، شرعت تركيا بترحيل ما يزيد عن 800 شخص من الأوروبيين الذين حاولوا الانضمام لـ"داعش"، فما زالت تركيا نقطة عبور معتادة لهؤلاء ممن يريدون الانضمام إلى "داعش"، كما تندلع معارك بالقرب من الحدود التركية بين الميليشيات الكردية "YPG" والميليشيات الإسلامية.
ثانيًا: شمال إفريقيا
ليبيــــا
أحكم تنظيم "داعش" سيطرته على مدينة سرت الساحلية، كما يحارب من أجل السيطرة على درنة بالتعاون مع ميليشيات تنظيم "القاعدة"، كما استولى على هراوة، ويحاول السيطرة على مصراتة ومواصلة الزحف في المدينة.
ويستخدم "داعش" ليبيا كساحة للتدريب في ظل وجود ما لا يقل عن 3,000 مقاتل يتعهدون بالولاء للتنظيم هناك.
الجزائـر
تعرض الصحافي الفرنسي هيرفييه غورديل عام 2014، للذبح على أيدي مجموعة منشقة عن تنظيم "القاعدة" تسمي "جند الخلافة"، والتي تتحالف مع "داعش"، وأسهمت هذه الجماعة بقتل 10 جنود في نيسان/ابريل عام 2014.
مصـــر
توجد في سيناء، جماعة تعهدت بالولاء لـ"داعش" تعرف بـ"ولاية سيناء"، تورطت في تنفيذ عمليات انتحارية وإطلاق نار وقطع للرؤوس، وتم تسميتها "جند الخلافة" بعد تشكيل الجماعة الجزائرية عام 2014، وتحالفت مع ما "داعش" وتعتمد على راياتها السوداء.
تونس
حتى قبل مقتل 38 شخصًا خلال الهجوم الأخير الذي وقع في أحد الشواطئ في سوسة، فقد اعتبرت تونس ضمن أكبر المصدرين لمقاتلي "داعش" بما يزيد على 2,400 من المدنيين ممن انضموا إلى "داعش" منذ 2011.
وتعد حاليًا مدينة تطوان في تونس، إحدى النقاط المهمة لميليشيات "داعش" الذين يسافرون من وإلى قواعدها في ليبيا.
ويذكر أنه في 18 آذار/مارس عام 2015، قام اثنان من المسلحين بقتل 23 شخصًا في متحف "بوردو" في العاصمة التونسية، فيما اعتقلت الحكومة الرسمية التونسية 100 مسلحًا مشتبه به خلال ثلاثة أيام في شهر شباط/فبراير.
ثالثًا: آسيا
باكستـان
عُثر على آثار للتنظيم المتطرف في خيبر باختونخوا في ضاحية بيشاور تمثلت في كتابة على الجدران ومنشورات تم توزيعها بواسطة الجماعات الإسلامية المحلية.
ويشغل "داعش" أيضاً خوراسان، وهي المنطقة التاريخية التي تغطي باكستان وأفغانستان وأجزاء من الهند، وذكر المتحدث الرسمي باسم "داعش" في كانون الثاني/يناير، أن أحد القادة السابقين لـ"طالبان" حافظ سعيد خان سيكون بمثابة الحاكم على المقاطعة.
أفغانستان
أدعت جماعات متطرفة بولائها لـ"داعش" التي تجاهد في طالبان، كما ثبتت مجموعات من المقاتلين رايات سوداء بالقرب من كابول وفي حي الحسكة مينا في ننجرهار، حيث يدعى بأن القائد السابق لـ"طالبان" أبو خالق سيكون ممثل لـ"داعش" هناك.
وفي أيلول/سبتمبر 2014، قتل مؤيد "داعش" والقائد السابق لـ"طالبان"، في غارة جوية بواسطة طائرة دون طيار في إقليم هلمند