الملك سلمان بن عبد العزيز

اطلع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في جلسة مجلس الوزراء السعودي المنعقدة الاثنين، على نتائج الاجتماع الرباعي الذي شارك فيه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، لمناقشة الوضع في سورية وإنهاء الأزمة السورية، فيما اطلع على مضمون الرسالة التي بعثها لرئيس مصر عبد الفتاح السيسي.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الملك سلمان اطلع على مضمون الرسالة التي بعثها إلى السيسي والاتصالات الهاتفية التي تلقاها من رئيس روسيا فلاديمير بوتين ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان، ورئيس أفغانستان أشرف غني أحمدزي ونتائج استقبالاته لرئيس مجلس الوزراء في البحرين خليفة بن سلمان آل خليفة، ورئيس وزراء أثيوبيا هايلي مريام دسالني، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري .

وأوضح وزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي في بيانه عقب الجلسة، أنه اطلع على نتائج الاجتماع الرباعي الذي شارك فيه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع نظرائه من أميركا وروسيا وتركيا لمناقشة الوضع في سورية وإيجاد حل لإنهاء أزمة الشعب السوري.

واستمع المجلس إلى نتائج زيارات وزير الخارجية إلى كل من إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والنمسا، منوهًا بعمق العلاقات الثنائية بين السعودية وهذه الدول وحرص الجميع على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة في مجالات عدة.

وتطرق مجلس الوزراء إلى احتفاء الأمم المتحدة بالذكرى الـ 70 لتأسيسها الذي جاء هذا العام تحت شعار "أمم متحدة قوية من أجل عالم أفضل"، وشدد الملك سلمان على أن المتغيرات والتحديات التي نواجهها في عالمنا المعاصر أمنيًا واقتصاديًا وفكريًا وبيئيًا وصحيَا تفرض على الجميع تعزيز دور الأمم المتحدة وتفعيل مؤسساتها والدفع بالجهود الرامية إلى إصلاح المنظمة الدولية بما يمكنها من مواكبة المستجدات على الساحة الدولية.

وفي الشأن المحلي، نوه مجلس الوزراء بحصول المؤسسة العامة لتحلية المياه على جائزتين من قمة المياه العالمية، مؤكدًا أن صدارة المملكة في مجال هذه الصناعة الاستراتيجية المهمة يجسد دعم خادم الحرمين لهذا القطاع الحيوي المهم.

وأقر المجلس عددًا من الترتيبات لتقديم خدمة تأمين الغاز للمستهلك بكفاءة عالية، من بينها التأكيد على شركة الغاز والتصنيع الأهلية، وقضت بإنشاء خط أنابيب من محطة "أرامكو" السعودية إلى الرياض، وإنشاء محطات جديدة في مناطق الاستهلاك البعيدة عن المحطات الحالية، والاحتفاظ بمخزون من الغاز في جميع محطاتها يفي بما يعادل استهلاك 20 يومًا.

ووافق مجلس الوزراء بالتباحث مع الجانب البرازيلي في شأن مشروع اتفاقية بين حكومة السعودية وحكومة البرازيل في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بعد اجتماع وزير الخارجية جون كيري مع الملك سلمان بن عبد العزيز مساء أمس السبت في الرياض، بأن البلدين اتفقا على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة، والسعي في الوقت نفسه إلى تسوية سياسية للصراع الدائر في سورية منذ أكثر من أربعة أعوام، لكن البيان لم يوضح ماهية الدعم المقصود.

والتقى الملك سلمان كيري مساء أمس السبت وناقش معه عددًا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك ومجمل الأحداث التي تشهدها المنطقة، وخصوصًا ما يتعلق بمستجدات الأحداث في الأراضي الفلسطينية وأهمية تأمين الحماية للشعب الفلسطيني من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة السورية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وعلى الصعيد ذاته، عقد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز في الرياض أمس اجتماعاً مع كيري والوفد المرافق له، بحثا فيه آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإيجاد حلول لها وموقف البلدين منها.

وتأتي زيارة كيري إلى الرياض في إطار جولة شملت فيينا، حيث التقى بنظرائه  السعودي والتركي والروسي، ودعت المعارضة مسانديها في الخارج بما فيهم السعودية إلى تقديم مزيد من الدعم للتصدي لهجمات كبيرة يشنها الجيش السوري بدعم من مقاتلي "حزب الله" اللبناني ومقاتلين إيرانيين تحت غطاء جوي روسي.

 وتزود الولايات المتحدة والسعودية ودول أخرى تعارض الأسد، المعارضة السورية ببعض الدعم العسكري، مثلما فعلت "وكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية التي درّبت عدداً من المقاتلين وقدّمت صواريخ مضادة للدبابات.

وذكر كيري في فيينا الجمعة أنه "يتوقع أن تبدأ محادثات جديدة بشأن سورية الأسبوع المقبل"، وتعثرت حتى الآن كل المساعي الديبلوماسية لإنهاء الصراع بسبب مطلب الولايات المتحدة وحلفائها رحيل الأسد عن السلطة، وقالت السعودية إنه "لا بد من رحيل الأسد للقضاء على تنظيم داعش"، منتقدةً حملة القصف التي تشنها روسيا في سورية.

وأعلن وزير الخارجية عادل الجبير بعد لقاء فيينا، انه ووزراء الخارجية الآخرين "لم يتوصلوا لإجماع في شأن المستقبل السياسي للأسد"، فيما ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان "الكرملين يريد من سورية الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية".

وانتقدت واشنطن موسكو لتركيزها معظم عمليات القصف على جماعات يؤيدها الغرب وحلفاؤه لا على "داعش"، ويرى الكرملين انه "من المستحيل التمييز بين المتطرفين"، وفي تعليقات أشارت إلى تغيير في موقفه، قال لافروف إن "روسيا ستكون على استعداد لمساعدة مقاتلي الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب، إذا عرفت أماكن وجودهم".
وأكد الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان سبل حل الأزمة السورية، مضيفًا أن الزعيمين عبرا أيضا عن قلقهما لتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.