رأس الخيمة - صوت الإمارات
أنقذ ثلاث شبان مواطنين أربعة صبية مواطنين أيضا، تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، من الموت غرقا في جزيرة الساحل، المطلة على منطقة الرمس في رأس الخيمة، بعد أن قادتهم "المصادفة" المحضة إلى موقع الحادث، إثر إخفاقهم في الوصول إلى وجهتهم الأصلية في الموعد المحدد، ليتوجهوا إلى الساحل، الذي ساقتهم إليه العناية الإلهية لإنقاذ الصغار من موت محقق .
الشباب المواطنون وشهود عيان رووا قصة إنقاذ الصغار الأربعة من "موت جماعي" محدق بهم بتلك الطريقة الدرامية والمأساوية، التي تناقل أهالي رأس الخيمة تفاصيلها على مدار الساعات الماضية، وتداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، في واقعة طغى عليها التوتر والقلق بين الصغار الغرقى والمنقذين والأهالي ممن شهدوا الحادثة، التي أسفرت عن تعافي اثنين من الصغار في موقع الحادث على الساحل مباشرة، بينما نقل الآخران إلى مستشفى صقر، حيث خضعا للإسعافات الأولية، وخرجا في الليلة ذاتها بعد تعافيهما والاطمئنان إلى سلامتهما .
سالم علي الخنزوري، 27 عاما، من منطقة شمل في رأس الخيمة، يعمل في شرطة أبوظبي برتبة "عريف"، أشار إلى أنه كان مع صديقه زيد علي الشحي، 30 عاما، وهو عسكري أيضا، عصر الخميس الماضي، ينويان المشاركة في طواف حول رأس الخيمة، نظمته اقتصادية رأس الخيمة، لكنهما تأخرا عن موعد انطلاق الحدث، ليقررا تغيير الوجهة صوب ساحل المعيريض في البداية، قبل أن يحسما أمرهما بالتوجه نحو ساحل الرمس، لممارسة رياضة المشي والركض والسباحة، في مفارقة لافتة، تؤكد أن إرادة الله، سبحانه، ساقتهما إلى هناك لإنقاذ أرواح الصغار .
استطرد سالم بعد وصولنا إلى ساحل الرمس وجدنا خمسة صغار، ولفت أنظارنا أن أربعة منهم يمارسون السباحة في موقع بعيد عن الساحل وفي ظل شدة الأمواج، بصورة غريبة لا تخلو من مجازفة، لاسيما أن أعمارهم صغيرة وسط المخاطر المحيطة بهم، وخلال ممارستنا الرياضة على شاطىء الرمس سمعنا فجأة أصوات صراخ ونداءات استغاثة، اكتشفنا لاحقا أنها قادمة من جهة الصغار، طلبا للنجدة، إذ جرفتهم الأمواج بعيدا عن الكاسر القريب والساحل بصورة تدريجية، وشاءت عناية الله أن نسمع أصوات استغاثتهم، وكنا أنا وصديقي ومواطن ثالث الأقرب إليهم، والأخير كان بصحبة أطفاله على (قارب مطاطي) للترفيه، وهو سامي محمد غردقة، لنشكل الثلاثة "فريق إنقاذ" في مهمة طارئة وعاجلة، لا تحتمل التأخير أو انتظار وصول الجهات المختصة، نظرا لبلوغ الخطر مرحلة متقدمة، وتمكنا، الثلاثة، من إنقاذ الأطفال خلال نحو 10 دقائق، قبل أن تصل سيارات الإسعاف والجهات الأخرى المختصة إلى موقع الحادث لنقل طفلين من الغرقى إلى المستشفى .
الخنزوري بيّن أن المواطن الثالث "سامي غردقة" تكفل بإنقاذ طفل يدعى عبدالله، فيما اتجه هو إلى الطفل الأبعد في عمق البحر، والذي كان في حالة ذعر شديد، منعته في البداية من سماع ما أطلبه منه من تعليمات لاتباعها، وتولى صديقه زيد الشحي إنقاذ طفل آخر هو عصام الرمكوني، إلى أن أخرجناهم إلى رمال الشاطىء جميعا، موضحًا أن عملية الإنقاذ تطلبت جهداً كبيراً بسبب قوة الأمواج وبعد المسافة عن الساحل وحالة الإنهاك، التي أصابتنا نحن والصغار، بجانب تجرعنا كميات كبيرة من المياه المالحة، فيما تطلب التغلب على الأمواج الشديدة الاستعانة بالقارب المطاطي، ومعاودة المحاولة لانتشالهم من وسط الأمواج بعد محاولة أولى فشلت لإنقاذ الطفل الأبعد .
سامي غردقة، الطرف الثالث من "فريق الإنقاذ" العفوي أشار إلى أنه كان بصحبة أبنائه على الشاطئ، مستخدما قاربا مطاطياً للتنزه في مياه البحر، حيث سمع صوت استغاثة الأطفال، وسط سيطرة حالة من الهلع على الصغار الغرقى، بعد أن بدأت أمواج البحر في سحبهم، ليبادر إلى إنزال أطفاله من القارب على الشاطئ، متجها بالقارب المطاطي للمساهمة في إنقاذ أحدهم، حيث انتشله من المياه وأركبه القارب، حتى أنزله على الكاسر، نظراً لشدة الأمواج .