السياسي جيمي موهلالا

تعرض السياسي جيمي موهلالا إلى رصاص مسلحين أطلقوا النار عليه وأردوه قتيلًا، قبل يوم من اعتزامه تقديم أدلة إلى المحكمة تؤكد وجود عملية احتيال  نفذها ملياردير مسؤول، طالت إنشاء إستاد تقام عليه مباريات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.

وكشف المغدور موهلالا عن عقود بناء مزورة لإستاد "مبومبيلا" بقيمة 80 مليون جنيه إسترليني، وذكرت أرملته السيدة بوني أن قاتل زوجها أراد إيصال رسالة مفادها أن ثقافة الفساد تستشري داخل الإتحاد الدولي لكرة القدم، مضيفة أنه "إذا أراد أحد في جنوب إفريقيا الكشف عن فساد في البلاد قبل موجة الاعتقالات الأخيرة لمسؤولين من الفيفا، والتي انتهت باستقالة رئيس الإتحاد سيب بلاتر، فقد يكون ذلك له عواقب وخيمة، حيث كلف الأمر حياة زوجي الذي أراد تصحيح الأوضاع وعمل شيء صحيح في المجتمع"

وكشفت أحدث فضائح "الفيفا" التي توالت أخيرًا، عن وجود عمليات شراء للأصوات لإرساء تنظيم بطولة كأس العالم على دول بعينها، كما أن هناك إدعاءات تفيد فوز المغرب بشرف تنظيم البطولة خلال عملية تقديم العطاءات، إلا أن هناك تلاعبًا في النتائج تم من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لإرساء التنظيم على جنوب إفريقيا.

وعمل السيد موهلالا متحدثًا باسم هيئة "مبومبيلا"، وهو معلم سابق انضم إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي "ANC" وهو في سن صغيرة، وأصبح سياسيًا فيما بعد خلال فترة التسعينات، وكرئيس لهيئة إستاد "مومبيلا" المثير للجدل الذي يتسع لـ46,000 مقعدًا خلال فترة الإنشاء، كان هو في وسط عمليات الإنشاء التي تجري داخل الإستاد الذي كان يتميز بمقاعد من اللونين الأبيض والأسود، صممت لتعكس قربها من حديقة كروغر الوطنية.

وأدى المبلغ المخصص لإنشاء الإستاد وهو 80 مليون جنيه إسترليني، لإحداث انقسامات في الرأي، حيث أنه يجري بناءه في ظل وجود أناس محرومين يقفون في طوابير من أجل الحصول على المياه، كما يتشاركون في المرحاض مع الجيران، ومع ذلك فقد دعم السيد موهلالا المشروع على اعتبار أن البطولة ستجلب ليس فقط الأمل لذلك المجتمع الفقير، وإنما أيضًا فرص العمل، فهو يرى بأن إنشاء مثل هذا الإستاد سيمثل شيئًا عظيمًا للشباب من خلق فرص للعمل.

وأقام موهلالا مع اقتراب الإنشاءات داخل الإستاد على الانتهاء، إدعاءً ضد زميل له في هيئة "مبومبيلا" لوجود تآمر واحتيال يتعلق بالأرض التي أقيم عليها الإستاد، كما كشف عن وجود شهادات ضريبية مزورة تستخدم لتأمين مناقصة إنشاء الإستاد الجديد، ما أدى إلى تدخل الشرطة لإجراء التحقيقات بشأن هذه المزاعم مع توقيف العديد من المسؤولين الكبار في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي "ANC" في مبومبيلا بما فيهم رئيس البلدية يعقوب دلادلا.

وطالب الحزب أن يقدم السيد موهلالا استقالته بعد تعيين العديد من المسؤولين، وفي الوقت ذاته فقد أجرى الحزب سلسلة انتقالات لسياسيين مثل السيد دلادلا الذي كان قد ارتبط اسممه بفضيحة العطاء، وفي ظل الضغوط المتكررة الواقعة على السيد موهلالا، إلا أنه رفض التنحي وكان الحزب في سبيل توقيع إجراءات تأديبية عليه، بعد هذه الأحداث تعرض موهلالا إلى حادثة الاغتيال.

وتذكر بوني أن زوجها كان لا يذكر أي تفاصيل عن عمله، ولكنه كان يقول بأن الفاسدين يريدون النيل منه وأن عليهم الرحيل في المساء لأن الأمر خطير جدًا، إلا أن اغتياله جاء سريعا قبل يوم من تقديمه أدلة للمحكمة تكشف عن وثائق مزورة مستخدمة للفوز بعقود بناء مربحة من خلال عملية تمت في وضح النهار عند منزله في بنيلسبروت، الذي يبعد مسافة 40 كيلومترًا من الإستاد.

وبعد عام من اغتيال موهلالا، وبالتحديد في كانون الثاني/يناير 2010، تم استهداف السياسي سامي مباتلانين، البالغ من العمر 45 عامًا، والذي تم اغتياله رميًا بالرصاص وهو يقبع على فراشه، وفي تحقيق تم إجراؤه فيما بعد من جانب خدمات الإيرادات في جنوب أفريقيا، فقد تم وضع الهيئة المسؤولة عن إنشاء الإستاد تحت الحراسة، فيما دعت معاينة مستقلة إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد السيد دلادلا، إضافة إلى الشركة المسؤولة عن إدارة المشروع بعد توصل التحقيقات إلى وجود وقائع فساد على أنه لم يتم التوصل حتى الآن للمتسبب في قتل السيد موهلالا