رام الله ـ وليد أبو سرحان
طالب مبعوث الرباعية الدولية توني بلير، في زيارته الأحد لقطاع غزة، حركة "حماس"، بالاعتراف بحدود عام 1967، كأساس للحل مع إسرائيل، والتنازل عن الأراضي المحتلة عام 1948، وذلك كشرط لإقناع دول العالم بضرورة إعادة إعمار قطاع غزة، واستعادة الوحدة الوطنية مع الضفة الغربية.
وأوضحت مصادر إعلامية، الإثنين، أنّ بلير طلب من "حماس" تقديم إيضاحات للمجتمع الدولي، في شأن إمكان اعترافها بحدود دولة فلسطين على حدود عام 1967، كحل نهائي، حتى يتمكن من الترويج لدعم إعادة الإعمار والمصالحة وحل مشاكل قطاع غزة المتفاقمة.
وأبرز بلير، أثناء زيارته لغزة، الأحد، أنّ "أهالي القطاع يعانون في حياتهم اليومية، وغزة مفصولة عن الضفة الغربية، ليس فقط ماديًا بل أيضًا سياسيًا، إذ أنَّ المصالحة على ما يبدو تنهار، واتفاق مؤتمر القاهرة تحت قيادة مصر، على برنامج كبير لدعم غزة، ولكن حتى الآن، لم يحصل سوى تقدم محدود".
وأَضاف "حتى الأموال للرواتب التي تشكل ضرورةً للعديد من العائلات لم يتم دفعها، نحتاج إلى التغيير في غزة، لفتحها وإعادة وصلها مع العالم، ولأجل هذا، نحتاج إلى المصالحة في السياسة الفلسطينية، ومن أجل المصالحة، نحتاج إلى وحدة على أسس تدعم السلام".
وتابع "يجب على تقاربنا أن يكون محكومًا بهذه العناصر، التي يأتي في مقدّمتها دفع الرواتب، والاتفاق على البنية التحتية الأساسية الضرورية لغزة، لاسيما الطاقة، والمياه، والسكن، على أن يتم، بالتزامن مع ذلك، وصول التمويل المناسب من مؤتمر القاهرة".
وبيّن أنّ "كل ذلك يأتي بتقديم حماس إيضاحات للمجتمع الدولي، هل هي حركة وطنية فلسطينية تخصص نفسها لتحقيق دولة فلسطينية، أم جزء من منظومة وحركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية، تختص بحكومات خارج غزة؟، هل لدى حماس الاستعداد لقبول دولة فلسطينية على حدود عام 1967 أم لا، مع كون مثل هذه الدولة الحل النهائي للصراع؟ في مثل هذه الحالة، فإن المجتمع الدولي سيتمكن من ترويج ودعم إعادة الإعمار، والمصالحة".
وتابع بلير "إن مصر يجب أن تحصل على ضمانات ذات مصداقية حول أمنها، والذي يتأثر بغزة، مع ضمانات بأن غزة لن يتم استخدامها كقاعدة لأية نشاطات إرهابية في سيناء، وأنه سيكون هناك تعاون مع الحكومة المصرية لمنعه".
ودعا بلير إلى أن تكون معابر غزة مفتوحة بطريقة تسهل حركة الأفراد والبضائع، لكي تتمكن غزة من أن تتوحد مع العالم الخارجي، وتنمو اقتصاديًا، مطالبًا الاحتلال الإسرائيلي بـ"فتح المعابر والسماح لأقصى كمية من المواد بالدخول، وتجنب العودة إلى دمار ثلاث حروب في ستة أعوام".
وأشار إلى أنه "على مصر أن تقود مفاوضات في شأن المستقبل بعيد المدى لغزة، بما في ذلك قضايا مثل المطار والميناء، كما تم الاتفاق عليها بعد الحرب الأخيرة".
وأكّد بلير أنّ "العدوان الأخير على قطاع غزة تركها مدمرةً، وشعبها أكثر فقرًا، وفي وضع أصعب"، منوهًا إلى أنّ "الظروف على الأرض ليست محفزة للسلام، بل على العكس، وغزة هي المثال الحي على ذلك، وحتى في الضفة الغربية".
وشدّد على أنّ "الشروط المطلوبة لتحقيق سلام ناجح تتلخص بإجراء تحسين جذري في حياة الفلسطينيين اليومية، وسياسة فلسطينية موحدة".