أثينا ـ علي صيام
تراجعت آمال اليونان في البقاء ضمن "منطقة اليورو" بعد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الأربعاء؛ إذ شنّ رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس هجومًا عنيفًا على دائني بلاده بسبب موقفهم المتشدد بشأن خطة إنقاذ بلاده.
وكتب تسيبراس في تغريدة له "يشير هذا الموقف المتصلب بشأن خطة الإصلاح إلى عدم إمكانية التوصل إلى اتفاق مشترك، أو أن المصالح الخاصة هي التي تحرك الأمر، لاسيما بسبب الرفض المتكرر من قِبل بعض المؤسسات لإجراءات الإصلاح التي اقترحتها، وهو الأمر الذي لم يحدث في أيرلندا أو البرتغال"، وهو ما يؤكد عدم توافق الطرفين بشأن خطة الإنقاذ.
وحققت قمة قادة مجموعة اليورو، الاثنين الماضي، في بروكسل بعض التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مشترك بين الطرفين، واقترحت اليونان تخفيض المعاشات التقاعدية وزيادة الضرائب، ولكن بعد يومين من القمة تم اتهام تسيبراس بالتراجع عن تعهداته، بينما يريد الدائنون إنهاء الصفقة لإطلاق سراح مزيد من القروض قبل يوم الثلاثاء المقبل، وهو الموعد النهائي لأثينا لسداد دين يقدر بـ1.6 بليون يورو لصالح صندوق النقد الدولي.
في حين أعرب الدائنون أيضًا عن إحباطهم بسبب فشل حكومة اليونان في تقديم إجراءات إصلاحية ذات مغزى في مقابل الحصول على القروض.
وحذر المسؤولون في بروكسل من فشل المقترحات اليونانية في التوافق مع مطالبهم الرئيسية بشأن خفض الإنفاق الحكومي، وقيل إن رئيس صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، شاركت في قمة بروكسل ودار بينها وبين تسيبراس حوار شديد اللهجة بشأن مقترحات اليونان، والتي تعتمد على زيادة الضرائب دون محاولة الحدّ من "بيروقراطية" الحكومة بشكل كافٍ، مما أدى إلى وصول الطرفين إلى طريق مسدود مع شعور اليونانيين بأنهم قدموا ما يكفي من التنازلات بالفعل.
وكشف الجناح الأيمن والشريك الأصغر في الائتلاف اليوناني أن رفض اقتراح الدائنين قد يجبر البلاد على اللجوء إلى صناديق الاقتراع والامتثال لرأي الشعب.
يذكر أن تسيبراس التقى دائنيه قبل اجتماع وزراء المالية من 19 دولة في منطقة اليورو في وقت متأخر في بروكسل؛ بهدف سحق اتفاق ما قبل القمة.
من جانبهم، حذر مسؤولون في منطقة اليورو من عدم وجود وقت كافٍ للبرلمانات الوطنية لتأكيد امتداد برنامج الديون الحالية في اليونان حتى حال التوصل إلى اتفاق مشترك في القمة.