نيويورك ـ مادلين سعادة
أكد مسؤولون أميركيون، الأحد، أنّ إجلاء 125 مستشارًا في العمليات الخاصة الأميركية في اليمن في اليومين الماضيين، هو أحدث كارثة حلّت على حملة مكافحة التطرف التي تقودها إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، التي تعاني بالفعل من انتكاسات كبيرة في سورية وليبيا وأماكن أخرى في المنطقة المضطربة.
و وأوضحوا أنّ خسارة اليمن كقاعدة أميركية للتدريب على مكافحة التطرف ، وتقديم المشورة وجمع المعلومات الاستخباراتية، يسفر عن آثار كارثية، في اليمن وفي جميع أنحاء المنطقة العربية، ويشكل تهديدًا خطيرًا لمصالح الولايات المتحدة الأميركية والعالمية، ولليمن نفسه.
واستحوذ التوغل السريع لـ "داعش" على اهتمام عاجل وفوري من الرئيس أوباما ومن قادة غربيين آخرين في العام الماضي.
وبيّنوا أنّ الجماعات المتطرفة التابعة لتنظيم "القاعدة" في اليمن، والتي تضم صانع القنابل الأكثر مهارة في العالم المتطرف، لا تزال تشكل تهديد مباشر للأميركيين سواء في داخل الولايات المتحدة، أو في خارجها، أو على متن الطائرات التجارية، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة أحبطت على الأقل ثلاث مؤامرات من قِبل إحدى الجماعات لإسقاط الطائرات، منذ عام 2009.
وأضاف المسؤولون الأميركيون أنّ وكالة الاستخبارات المركزية لا تزال تستعين ببعض العملاء السريين اليمنين في اليمن، حتى بعد إجلاء القوات الأميركية من اليمن، لافتين إلى أنّ طائرات حربية بدون طيار ستنفذ سلسلة من الغارات الجوية انطلاقًا من قواعد في المملكة العربية السعودية المجاورة أو جيبوتي في القرن الأفريقي، مؤكدين أن الأقمار الصناعية لا تزال ترصد من السماء الوضع في المنطقة، وستحاول طائرات المراقبة التقاط الاتصالات الإلكترونية، إلا أن كل هذه التدابير لا تغني عن وجود قوات أميركية على الأرض، ساهم إجلائها في جعل مهمة مكافحة التطرف أكثر صعوبة .
وذكر رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الأميركي، النائب الجمهوري مايكل ماكور من تكساس لبرنامج "This week " أو "هذا الأسبوع" الذي يبث على شبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأميركية : " يكمن دور أجهزة المخابرات القوية في إحباط المؤامرات المحاكة ضد الوطن، وبدونها لن نتمكن من وقف أي شيء بشكل فعال ".
وأعرب نواب آخرون عن قلقهم إزاء مبالغة الإدارة الأميركية، في تقدير حجم التهديد المتطرف، ويحذرون من أنه قد يؤدي الى تورط القوات الأميركية، في مزيد من الاشتباكات العسكرية الأميركية في الخارج.
وينوه المسؤولون في الإدارة الأميركية، انهم يعتمدون في كثير من بؤر التوتر على حلفاء، مثل اعتمادهم على القوات الفرنسية في غرب أفريقيا لمواجهة المتطرفين من جماعات متطرفة مثل بوكو حرام، بدلًا من نشر أعداد كبيرة من القوات الأميركية.
يذكر أنه سبق وأن سعت الولايات المتحدة لمواجهة اضطرابات مماثلة للاضطرابات في اليمن، ولا سيما في باكستان والصومال، ووظفت كل من أجهزة الاستخبارات الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية في العقد الماضي، شبكات تجسس محلية، قدمت معلومات مفيدة للطائرات بدون الطيار وغارات الكوماندوز الأميركية على تنظيم "القاعدة"، وكانت الولايات المتحدة تعتبر هذا النهج بديلًا لوجود القوات الأميركية على الأرض وتدريب القوات، والحصول على المشورة العسكرية والأمنية للحلفاء.
وقال المسؤولون أنّ مكافحة التطرف، سيكون محور المحادثات التي سيجريها أوباما وكبار مساعديه، مع الرئيس الأفغاني، أشرف غاني، هذا الأسبوع.