السفارة الأميركية في الدولة

أكد الملحق الصحفي والمتحدث باسم السفارة الأميركية في الدولة، ديفيد دوردن، أن الإمارات تحظى بمكانة كبيرة عند الأميركيين، وهي محل إعجابهم وانبهارهم على الدوام لما تتمتع به من تقدم ورقي، مبيناً أن الصورة النمطية السائدة لدى غالبية الأميركيين عن المنطقة العربية سرعان ما تتلاشى وتتغير إلى الأفضل عند ذكر الإمارات، التي تلعب دوراً كبيراً في تحسين صورة العرب والمسلمين في مخيلة المواطن الأميركي.

وأوضح أنَّ حضور الإمارات داخل أميركا لافت، سواء لدى الرأي العام الأميركي أو المستويات الرسمية، وكذلك لدى كبار السينمائيين الأميركيين في هوليوود، حيث عمد منتجو أشهر الأفلام الأميركية إلى تصوير أجزاء طويلة في الإمارات، بل إن البعض منها اعتمدت قصته على أحداث مسرحها الدولة، حسبما ذكرت "الاتحاد".

واعتبر أن السلوك المشرف الراقي لنحو 2600 طالب إماراتي يتلقون دراساتهم في الجامعات الأميركية أسهم بشكل كبير في إعطاء انطباع حضاري عن الإمارات عند الأميركيين، لافتاً إلى أن حكومة بلاده تقدم تسهيلات كبيرة للطلبة الإماراتيين وتخصص لهم مرشدين طلابيين في كل من السفارة والقنصلية الأميركيتين في كل من أبوظبي ودبي والمناطق الشمالية.

وبين أن الإمارات تحظى كذلك باهتمام كبير من قبل رجال الأعمال الأميركيين والملحقين التجاريين الأميركيين في العديد من السفارات الأميركية، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 20 ملحقاً تجارياً أميركياً في السفارات الأميركية بأفريقيا والدول المجاورة في مؤتمر يهدف لتسليط الضوء على دبي كعاصمة للصناعة والتجارة والأعمال ليس فقط في الخليج والدول المجاورة، مضيفاً: إن الملحقين التجاريين الأميركيين شاركوا في هذا المؤتمر لغرض الاطلاع على تجربة دبي التجارية وتسويقها في البلاد التي يعملون فيها.

ولفت إلى أن الصورة الجميلة لدى الأميركيين عن الإمارات، رفع حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، بحيث بلغ الاستثمار الأميركي بالإمارات 41 مليار درهم، فيما بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في أميركا 80 مليار درهم.

وذكر أن عدد السياح الأميركيين في الإمارات في ارتفاع مطرد، كاشفاً عن أن عدد المواطنين الأميركيين الذين يقيمون في الإمارات يصل عددهم إلى 50 ألف أميركي، وأن جميع الرحلات الجوية بين البلدين عادة ما تكون مزدحمة رغم عددها الكبير على مدار أيام الأسبوع، لافتاً إلى أن عدد الشركات الأميركية التي تعمل انطلاقاً من الأراضي الإماراتية وصل إلى نحو 1600 شركة، منها 600 في جبل علي.

وشدد على أنَّ كل هذا يعكس طبيعة الصورة المشرقة في خيال ووجدان الأميركيين، عن الإمارات، منوهاً بأن صورة الإمارات لدى المواطن الأميركي مصحوبة دائماً بالرقي والتقدم والتطور والجمال، وبالدولة التي تفوقت على دول العالم بأكبر وأطول وأول شيء في العالم، مشيراً إلى أن السفير الإماراتي في الولايات المتحدة الأميركية يعد من أكثر السفراء حضوراً واحتراماً وتربطه بالحكومة والرأي العام الأميركي علاقة ودّ كبيرة.

وعبر عن سعادته الغامرة لقدومه إلى الإمارات التي طالما سمع عنها وتاق لزيارتها، مبيناً أنه شعر بفرح كبير عندما علم بنقله للعمل هنا، حيث أثنى على سماحة أخلاق وكرم الإماراتيين وحسن معشرهم، مؤكداً أنه لم يشعر هو وأفراد أسرته المكونة من زوجته وبناته الثلاث بوطأة الغربة عن موطنه أميركا، كما شعروا بها إبان عمله في دول أخرى.

وتابع: «الإماراتيون منفتحون على ثقافات الآخر ولا مشكلة أو عقد لديهم في هذا الجانب كما لا يوجد لديهم نزعة تهميش الآخر، وأشعر كأنني في بلدي، وهو إحساس جميل بأن تشعر أنك في وطنك وبين أهلك وأنت موجود في بلد آخر غير بلدك».

ولفت إلى وجود أوجه شبه بين بلاده ودولة الإمارات من حيث احتضان جنسيات كثيرة من العالم وصلت إلى 206 جنسيات يعيشون بوئام وسلام وتسامح وتجانس فريد من نوعه في العالم، منوها بأنه شعر عند وصوله إلى الإمارات أن الأمر لم يختلف بالنسبة له عن وجوده في نيويورك أو لوس أنجلوس، وقال: الإمارات بلد جميل يشعرنا بالسعادة والأمان.

وأوضح أن طبيعة عمله تقتضي منه التواصل مع جميع وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة والمقروءة ومتابعة زيارات كبار المسؤولين الأميركيين إلى الإمارات وتغطيتها إعلامياً بالتنسيق مع وسائل الإعلام المحلية والخارجية، مشيراً إلى أنه تمكن من خلال عام من عمله من بناء شبكة علاقات مثمرة مع وسائل الإعلام كافة.

ووصف الإعلام الإماراتي بالخلاق، وقال: إن تغطيته للأحداث المحلية والدولية واسعة ودقيقة وبذات العمق، وهو ما تفتقر له وسائل إعلامية أخرى، مبيناً أن وسائل الإعلام الإماراتية تحظى باهتمام واسع في دول العالم لدقتها ونزاهتها وموضوعيتها في تناول كافة القضايا.

وأبدى المتحدث باسم السفارة الأميركية في أبوظبي إعجابه بحيوية المجالات الاقتصادية في الإمارات، وبالخطط طويلة الأجل التي تتبعها الإمارات، فهي مؤشر على جديتها في الوصول إلى هدفها، وبخططها الطموحة والسير قدماً في مسيرة التنمية، مبيناً أن الجانبين الإماراتي والأميركي يتفقان معاً على العديد من النقاط المشتركة حول كيفية التعاون فيما بينهما في العديد من المجالات الاقتصادية.

وقال إن الشراكة الإماراتية - الأميركية طويلة ومستمرة وممكن أن تجد دائماً مجالاً لتطويرها، كاشفاً عن أن ما تستورده الإمارات من السوق الأميركي يُعادل ما يستورده بلد كبير، مثل الهند والإمارات تمتلك مركزاً تجارياً عالمياً مهماً للغاية.