أبوظبي – راشد الظاهري
كشفت ضبطيات شرطة دبي للمتسولين خلال الأيام الماضية، عن فئة جديدة من المتسولين والمتسولات من فئة "الخمس نجوم"، تبين أنهم من الزائرين بتأشيرة رجال الأعمال، ويقطنون في فنادق 5 نجوم في دبي، ويمتلكون أفخر الثياب، بينما يتسولون بملابس رثة في الشوارع، وأمام المساجد.
وأوقفت شرطة دبي منذ إطلاق حملتها "معاً لمكافحة التسول" في 7 يونيو/حزيران الجاري وحتى السبت، 70 متسولاً ومتسولة غالبيتهم من تلك الفئة ذات الخمس نجوم، وفقاً لمدير إدارة الأمن السياحي في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية العقيد محمد راشد المهيري، الذي أكد أن "غالبية الموقوفين قدموا إلى الدولة بتأشيرات زيارة تحت مسمى رجال أعمال، وخصيصاً لهذا الشهر الفضيل، لما لديهم من أفكار عن كرم، وعطاء أهل الإمارات بشكل عام".
وأشار المهيري إلى أنه "منذ إطلاق حملة "معاً لمكافحة التسول"، وفرق ودوريات الإدارة تنتشر في كافة أنحاء الإمارة، خاصة المراكز التجارية، والأسواق، وأمام المساجد، والأحياء السكنية، وهي المناطق التي يعتاد المتسولون ارتيادها، إضافة إلى الأماكن المستحدثة هذا العام من قبلهم، وهو التسول في تقاطعات الإشارات الضوئية من المركبات المارة، ما يعرضهم للخطر أيضا".
من جانبه أشار مدير إدارة المتسللين ومخالفي الإقامة في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، ومنسق الحملة، المقدم علي سالم الشامسي، إلى أن "فرق مكافحة التسول تبذل جهداً مكثفاً طوال العام لتوقيف المتسولين، وتكثف تلك الضبطيات قبل انطلاق شهر رمضان المبارك الذي يعتبر الموسم لهذه الفئة لاستعطاف أكبر عدد من الأشخاص، لافتاً إلى أن الملاحظ أن غالبية المضبوطين هم من فئة المتسولين 5 نجوم حيث يقطنون في فنادق كبرى ذات خمس نجوم أثناء فترة تواجدهم وهو ما تم الكشف عنه من خلال تلك الضبطيات".
وأشار الشامسي إلى ضبط امرأة تتسول من إحدى الجنسيات العربية في أحد المراكز التجارية، وعند إحالتها إلى مركز الشرطة المختص أخذت تتوسل ألا يتم حبسها نظرا لوجود أطفالها الأربعة داخل أحد الفنادق بمفردهم، مشيراً إلى أنه "تبين عند التوجه للفندق ذي الخمس نجوم وجود أربعة أطفال في غرفة أكبرهم 9 أعوام وأصغرهم 3 أعوام، ووفقاً لمسؤولي الفندق فإن الأم تخرج صباحاً ولا تأتي إلا في ساعة متأخرة، وأنها أوصت إدارة الفندق بتقديم ثلاث وجبات يومياً للأطفال داخل غرفتهم التي يظلون بداخلها حتى تعود".
وتبين أنها تحمل تأشيرة رجال أعمال، وأنها تقوم يومياً بسداد فاتورة الفندق من دون أية مشاكل، وادعت الأم أن زوجها لديه ظروف خاصة، وأنها أتت وأطفالها من أجل التسول، وضبط بحوزتها نحو 13 ألف درهم، وتمت إحالتها بصحبة أطفالها إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها.
وفي ذات السياق ذكر الشامسي أنه "تم توقيف إفريقي يتسول أمام أحد المساجد في دبي، وبالتحقيق معه تبين أنه يسكن في أحد الفنادق ذات الخمس نجوم في شارع المكتوم، وبتفتيش غرفته عثر على حقيبة ملابسه وبداخلها بدل من النوع الفاخر، وملابس أخرى ذات ماركات أوروبية عالمية، بينما كان يرتدي أثناء توقيفه ملابس ممزقة لاستعطاف مرتادي المسجد، وعثر معه على مبالغ مالية أيضاً وأنه قام بسداد فاتورة الفندق مسبقاً عن الأيام المستأجرة، وتمت إحالته إلى النيابة العامة وتبين أيضاً قدومه بتأشيرة زيارة رجال أعمال على إحدى شركات السياحة".
وأضاف أنه تم توقيف شخص إفريقي أيضاً عند أحد المساجد لديه ضمور في أطرافه جميعا وفاقد لإحدى ذراعيه وقدمه ويجلس أمام أحد المساجد يتسول على أحد الكراسي المتحركة، وبالتحقيق معه تبين قدومه للدولة بمفرده رغم حالته الصحية، بتأشيرة زيارة كرجل أعمال على إحدى شركات السياحة، وأنه كان يقطن في أحد الفنادق في منطقة نايف ونظرا لانتهاء مدة إقامته في الفندق اضطر إلى الرحيل مع أغراضه التي قام بتركها لدى أحد المحال التجارية، وذهب ليتسول وتم جلب أغراضه وإحالته إلى النيابة العامة.
وأفاد بأنه تم توقيف 4 نساء من جنسية آسيوية يتسولن في منطقة نايف كل على حدة، وإحداهن كانت تحمل طفلا، وبتوقيفهن والتحقيق معهن تبين قدومهن بتأشيرات زيارة من أجل التسول، وتبين أن الطفل الذي كان بصحبة إحداهن هو ابن صديقة لها استغلته من أجل استعطاف الناس، وتبين انهن لسن على صلة ببعضهن البعض ولكن تصادف وجودهن في منطقة نايف للتسول من المارة وأصحاب المحال وأحلن جميعهن للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهن.
وناشدت شرطة دبي أفراد المجتمع عدم التعاطف مع هؤلاء المتسولين، والمساهمة في القضاء على تلك الظاهرة التي تنطوي تحت عمليات النصب والاحتيال، وسرعة الإبلاغ عن المتسولين أينما وجدوا، حتى نمنع مثل هذه التصرفات السلبية.