غزة - محمد حبيب
أكدت القوى الوطنية والإسلامية، الاثنين، تمسكها بالثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وحقه الذي سلبه الاحتلال الإسرئيلي, وتشديدها على حقها في استرجاع الأرضي الفلسطينية المحتلة كافة ومقاومة المحتل الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال مسيرة حاشدة للقوى الوطنية والفلسطينية جابت شوارع مدينة غزة من دوار السرايا وحتى ساحة الكتيبة غرب المدينة، وتركزت في ساحة الجندي المجهول، إحياءً لذكرى يوم الأرض الـ39.
وشددت القوى على حق شعبنا في البقاء على أرضه واسترجاع كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، منددين بمحاولات الاستيلاء على باقي الأراضي واستمرار البناء والاستيطان، ورفض المخططات الرامية لسلب الأراضي والعمل على تهويدها.
وأشارت القوى إلى أن يوم الأرض هذا العام يأتي في ظل ظروف سياسية صعبة شديدة التعقيد، وفي وضع إقليمي عربي متأزم.
ويُحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى الـ39 للأرض، انتفاضة وطنية تفجرت في 30 آذار/مارس العام 1976، احتجاجًا على مصادرة الأراضي من قبل السلطات "الإسرائيلية" بحق أبناء الشعب الفلسطيني، فعَمَ يومها إضراب عام ومسيرات كبيرة في كل فلسطين أسفرت عن ارتقاء 6 شهداء فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات.
من جهته أكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، د. أحمد بحر، أن الحضارة الفلسطينية وتاريخ شعبنا الناصع سينتصران في النهاية على المشروع الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين.
وأضاف بحر، خلال تصريح مكتوب صادر عن المكتب الإعلامي للمجلس التشريعي، أن التاريخ لم يكتب لأي مشروع عنصري احتلالي فاشي النجاح، حتى ولو تمتع بالقوة والدعم الدولي، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني قد أثبت في كل مراحل صراعه مع الاحتلال مدى تمسكه بأرضه وحفاظه على هويته رغم الاقتلاع والتشريد ومحاولات التذويب.
ووجَّه بحر في ذكرى يوم الأرض الـ39 التحية للجماهير العربية وعموم شعبنا الفلسطيني في شتى أماكن وجوده وفي الداخل المحتل على وجه الخصوص لصمودهم وتمسكهم بالأرض والثوابت ومقاومة الاحتلال، مشددًا على أن شعبنا لا يمكن أن يفرّط في شبر واحد من أرضه، ولن يبخل في تقديم الغالي والنفيس للحفاظ على أرضه حتى تخليصها من محتليها الغاصبين.
وذكر بحر: إننا باقون على أرضنا رغم أنف الاحتلال، وسنبقى متمسكين بثوابتنا الوطنية وسنحمى ظهر المقاومة مهما كلف الأمر من ثمن.
ونوَّه إلى أن شعبنا ماضي في نضاله حتى تجسيد حقوقنا الوطنية، وتعزيز ثباتنا بمواجهة المشروع الاستعماري الاستيطاني، والمخططات الصهيونية.
من جهته، ذكر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح, محمود العالول أبوجهاد، أن اليوم ليس هو فقط يوم الأرض, بل إن كل أيامنا هي يوم الأرض, ولكن ما يحدث اليوم إحياء ذكرى الشهداء الذين سقطوا من أجل الأرض.
وذكر العالول، خلال مشاركته في مسيرة إحياءً ليوم الأرض, أن المحتل احتل أرضنا, وكان هذا هدفه منذ يومه الأول على أراضينا.
واعتبر أن الأمور تقود نفسها خلال هذه الأيام إلى مزيدٍ من الاشتباك مع الاحتلال, كون أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد في وجه المحتل.
من جانبه، ذكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر حبيب, أن "الذكرى الـ39 ليوم الأرض تأتي علينا لنؤكد أن الأرض كلها لنا من بحرها إلى نهرها, ولن نتنازل عن أي شبر من أرضنا المحتلة".
وأضاف القيادي: لهذا اليوم رمزية كبيرة لأن الأرض الفلسطينية غالية علينا, نفديها بدمائنا, والدليل على ذلك التضحيات التي يقدمها شعبنا من شهداء للحفاظ على الوطن واسترداد الأراضي المحتلة.
وشدد حبيب على أن "استرداد الأرض لن يكون إلا بالمقاومة كونها الخيار الوحيد, مؤكدًا فشل المشاريع التصفوية كافة التي تسعى إلى تجريدنا من أرضنا, وسط تأكيدنا على حقوقنا المشروعة، وأن الأرض تمثل محور الصراع ولن ينتهي الأمر حتى تحرير كافة الأراضي التي اغتصبها".
بينما ذكر رئيس لجنة المتابعة العربية العليا في الداخل المحتل، محمد زيدان: أصل الصراع مع "إسرائيل" هو صراع على الأرض، وما يحدث في النقب دليل على أن هناك أهداف واضحة تمارسها حكومة الاحتلال لاقتلاع عشرات القرى الفلسطينية وتهجير الآلاف من المواطنين الفلسطينيين، هنالك إصرار وإجماع من المواطنين لمواجهة سياسة التحدي والتصدي لكل موجات المصادرة التي تفرضها حكومة الاحتلال علينا والحصار في الخرائط الهيكلية، ولن نقبل بأيّة مصادرة جديدة.
وأضاف: لا زلنا نعيش بنفس الظروف التي أدت إلى التمرد العام 1976، والجماهير العربية في الداخل المحتل آثرت أن تبقى في أرضها، ولا زالت قادرة على أن تقف في وجه ممارسات الاحتلال كما فعلت يوم الارض العام 1976.
كما شدد زيدان على رفض موضوع تبادل الأراضي الذي يطرح في المفاوضات بين السلطة و"إسرائيل"، لافتًا إلى أن التبادل غير وارد، مضيفًا: لن نقبل بتبادل الأراضي بالمرة، وسنقف في وجه أي تحرك من شأنه تطبيق أي تبادل للأراضي، قضية الأرض مسألة حق ووجود واستمرار لحياة كريمة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة وسندافع عنها