تعزيزات لتحصين دمشق بعد خسائر النظام في الغوطة

استقدمت القوات الحكومية السورية تعزيزات عسكرية من ريف درعا والزبداني إلى شمال شرقي دمشق، لصد هجوم مقاتلي "جيش الإسلام" الذي أعلن الأحد سيطرته على نحو 20 موقعًا للقوات الحكومية، في وقت جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيده استمرار تدفق الدعم العسكري من بلاده إلى نظام الرئيس بشار الأسد.

ونقل "المركز الصحافي السوري" عن شهود أن 13 دبابة و20 آلية عبرت من الغوطة الغربية باتجاه طريق يربط دمشق بحمص وسط البلاد، بالتزامن مع تأكيد "جيش الإسلام" بقيادة زهران علوش أن المعارك أجبرت القوات الحكومية المُحاصِرة لمدينة الزبداني باتجاه الغوطة الشرقية على الانسحاب بسبب كثرة الخسائر، وحض ثوار الزبداني على اغتنام الفرصة وفك الحصار عن مدينتهم وقلب طاولة المفاوضات في وجه إيران.

وكان الناطق باسم "جيش الإسلام" إسلام علوش، أعلن في بيان تحريرَ العديد من المناطق الإستراتيجية والثكن العسكرية في الغوطة الشرقية لدمشق، في إطار العملية التي أطلقها تحت عنوان "الله غالب"، وبين تلك المواقع مقر قيادة الأركان الاحتياطية وكتيبة المدفعية وفرع الأمن العسكري.

إلى ذلك، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بأن مناطق في ضاحية الأسد شهدت سرقة منازل من جانب لجان مسلحة موالية للقوات الحكومية من الحي، حيث تشهد مناطق قريبة من الضاحية اشتباكات، وسقطت عشرات القذائف على الحي، وأكد تقدُّم "جيش الإسلام" وسيطرته على فرع الأمن العسكري عند أطراف حرستا.

وأوضح "المرصد" مقتل 41 عنصرًا من القوات الحكومية بينهم ضابط برتبة رفيعة وشقيق النائب شريف شحادة، في معارك غوطة دمشق خلال اليومين الماضيين.

وفي سياق الدور الروسي المتجدّد في سورية، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله: "كانت هناك إمدادات عسكرية إلى سورية وهي مستمرة وستتواصل، يرافقها حتمًا أخصائيون روس يساعدون في تركيب العتاد وتدريب السوريين على كيفية استخدام هذه الأسلحة.

وأضاف "المرصد" أن قوات روسية تعمل على إنشاء مدرج في منطقة مطار حميميم في ريف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، قادر على استقبال طائرات كبيرة، فيما تمنع الجهات الروسية أي جهة سورية مدنية أو عسكرية، من الدخول إلى منطقة المدرج.

ولفت إلى أن السلطات الروسية تعمل لتوسيع مطار الحميدية الزراعي جنوب طرطوس، فيما شهد مطار حميميم، خلال الأسابيع الأخيرة، هبوط طائرات عسكرية محمّلة معدات، إضافة إلى مئات المستشارين العسكريين والخبراء والفنيين الروس، وأشار إلى أن خبراء من روسيا يدرسون إمكانية إنشاء مدرّجات طويلة في مطار دمشق الدولي.

في برلين، رأى مراقبون أن الحكومة الألمانية خرجت على التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد روسيا، وتعمل الآن مع باريس خصوصًا لوضع خطة لإنهاء الصراع في سورية.

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اعتبرت أن من غير الممكن التخلّي عن دور روسيا في الأزمة السورية، وأضافت أنه من أجل إنهاء النزاع هناك والنجاح في القضاء على الميليشيات المتطرفة "نحتاج إلى تعاون الولايات المتحدة وروسيا، وإلا لن نتمكن من تحقيق حلّ".

وفي دمشق، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، بأن الرئيس الأسد عدّل مرسومًا تشريعيًا يتعلق بالخدمة العسكرية، بحيث تعتبر الفترة التي يمضيها المدعوون للخدمة الاحتياطية استمرارًا للعمل الوظيفي الذي يؤدّونه، وذلك بعدما شهدت القوات النظامية نزيفًا انعكس في تعرضها لنكسات، وآخرها خسارة مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب.