دمشق ـ صوت الإمارات
أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن مكونات الحل السياسي في سورية واضحة وفي مقدمتها مكافحة التطرف، لافتا إلى أن القيادة السورية منفتحة على أي مبادرة ضمن معايير وضوابط وقيم وتدعو إلى الحل السياسي للأزمة منذ اللحظة الأولى لبدء المؤامرة والحرب المتطرفة عليها.
وأشار الزعبي في حديث للتلفزيون العربي السوري ليلة أمس إلى أن جهود روسيا مبنية على موقف الرئيس فلاديمير بوتين الذي تحدث عن أهمية نشوء حلف إقليمي لمحاربة التطرف وهذا يحتاج إلى ترتيبات وتقاربات.
وأوضح أن الحديث عن مساع روسية لتقريب وجهات النظر شيء والحديث عن لقاء مباشر مع السعوديين شيء آخر، نافيا كل ما أشيع حول زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك إلى السعودية جملة وتفصيلا، مبينا أن "ثمة كلاما قيل كثيرا في المرحلة الأخيرة وبنيت عليه تحليلات ومقالات بأن اللواء مملوك التقى شخصيات سعودية وأن حوارا دار بينهم، وهذا الكلام ليس صحيحا وعندما سيحصل فسنقول للناس وماذا حصل فيه".
وبين أن بيان "جنيف1" كتلة متكاملة، إما أن يؤخذ بمجمله أو لا يؤخذ، لافتا إلى أن هذا البيان يؤكد على احترام المنظومة الدستورية القائمة في سورية وعلى الحوار والتوافق بين السوريين وكل نقاش آخر في التفاصيل يتجاوز هذه القاعدة لا معنى ولا قيمة له.
وفيما يتعلق بالمبادرة الإيرانية التي جرى الحديث عنها مؤخرا لحل الأزمة، قال الزعبي ليست هناك مبادرة إيرانية محددة المعالم والتفاصيل والإيرانيون حريصون جدا على دعم سورية ومساندتها والبحث معها نحو حل الأزمة القائمة والتصدي للتطرف، مبينا أنه عندما يكون هناك مبادرة إيرانية فالإيرانيون هم الذين سيعلنون عنها.
وحول الادعاءات التركية بمحاربة تنظيم "داعش" المتطرف، بين وزير الإعلام أن حكومة حزب "العدالة والتنمية" لن تحارب التطرف لسببين، أحدهما أنها على تعاون مباشر لوجستي وأمني وعسكري وسياسي مع تنظيم "داعش"، والآخر لأنها تحت عنوان مكافحة التطرف تقوم الطائرات التركية بضرب الأكراد السوريين والعراقيين إضافة إلى الاعتقالات التي تجري في جنوب شرق تركيا للأكراد الأتراك.
ولفت الزعبي إلى إن حكومة "العدالة والتنمية" تتصرف أمنيا وعسكريا واقتصاديا في المناطق الحدودية بطريقة تخالف كل قواعد القانون الدولي وتكشف عن حجم تورطها في العدوان على سورية.
وأوضح أن أعداء سورية يهدفون من طرح استخدام السلاح الكيميائي في سورية مجددا في مجلس الأمن، إلى ممارسة المزيد من الضغط السياسي عليها، مؤكدا أن الجيش العربي السوري وكل القوى المدافعة الشريكة معه لم تستخدم على الإطلاق أي مادة، "لا غاز الكلور ولا غيره".
وأكد ان زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إلى سلطنة عمان تندرج ضمن سياق الجهود الدبلوماسية والسياسية التي تبذل من أجل البحث عن خلق مناخات تفضي إلى مسار سياسي سوري سوري، وإلى جهود إقليمية منظمة ومنسقة لمواجهة التطرف، لافتا إلى أن دور سلطنة عمان كان إيجابيا تجاه كل الملفات العربية ولكن من المبكر الآن الحديث عن أدوار محددة بما فيها الدور العماني لأن هذا يحتاج إلى وقت.
وبشأن إعادة علاقات بعض الدول العربية مع سورية لاحقا، ذكر الزعبي إن الكرة ليست في ملعب سورية بل في ملعب الأشقاء العرب الذين سواء سحبوا سفراءهم ـو خفضوا مستوى التمثيل الدبلوماسي، والذين صوتوا ضد سورية في جامعة الدول العربية باتوا يدركون اليوم أن سورية كانت على حق فيما قالته منذ البداية حول خطر انتقال التطرف وانتشاره.