الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
طالب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، الأحد الماضي، بضرورة العمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية لعمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، وضمان انسحاب الجماعات المسلحة "الحوثية" من المدن التي احتلتها في بلاده، وعدم السماح للأخيرة باستغلال الهدنة لمزيد من التمدد وقتل المدنيين.
وناشد هادي الأمم المتحدة ومجلس الأمن مراقبة تطبيق القرار 2216، الذي صدر تحت الفصل السابع، وحماية الشعب اليمني، واعدًا اليمنيين بأن "الفرج قريب" والتزامه لأبناء الجنوب اليمني بعدم الالتفاف أو الانتقاص مما سماه "عدالة قضية الجنوب".
بينما دعت الأمم المتحدة إلى تحويل الهدنة الإنسانية التي يطبقها التحالف في اليمن إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأكد هادي أمام "مؤتمر إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية"، الذي بدأت أعماله الأحد الماضي في الرياض، أن المؤتمر لأبناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته، وأطيافه السياسية والاجتماعية، ولا يمكن مطلقًا استثناء أي طرف، واعدًا شعبه بـ"أن الفرج سيكون قريبًا، وأن مصير الهمجية لم يكن يومًا غير مزبلة التاريخ"، وخاطب أبناء الجنوب قائلاً: ثقوا دائمًا بأننا لن نسمح مطلقًا بالالتفاف أو الانتقاص من عدالة القضية الجنوبية.
وأعرب الرئيس اليمني عن الشكر إلى المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى الشعب السعودي.
وأكد أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن يمثل "علامة فارقة على تعافي الجسد العربي في تلبية نداء اليمنيين؛ لإنقاذهم من الفوضى والخراب، التي أنتجتها الأيادي المتسللة إلى منطقتنا".
وطالب الأمم المتحدة بالعمل على مراقبة تطبيق القرار رقم 2216، وبأن تضطلع بدورها في حماية اليمنيين، مضيفًا: نرحب بأيّة جهود دولية تدفع نحو التنفيذ الكامل من دون انتقائية لبنود القرار الأممي الأخير، وتلتزم المرجعيات الواردة فيه، المتمثلة في الاعتراف بالشرعية الدستورية، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وبمخرجات الحوار الوطني الشامل، إضافة لما يخرج به مؤتمرنا هذا.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، عزم دول المجلس وتصميمها على مواصلة الجهود، لاستكمال ما تم إنجازه من خطوات جادة نحو تعزيز التكامل والشراكة بين منظومة مجلس التعاون واليمن، ودعم جهود التنمية فيه، واستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وشدد السفير البريطاني لدى اليمن، أدموند فيتن، نيابة عن الدول الداعمة للمرحلة الانتقالية، على أن التزام مخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن من شأنه الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.
وأضاف: نرفض بشدة استخدام العنف، وندين الأعمال الأحادية كافة، التي تقوض المرحلة الانتقالية السياسية.
ودعا السفير جميع الأطراف إلى احترام وقف النار، والعمل على تمديده، مشيرًا إلى أن المجموعة تؤكد الحاجة إلى منظومات التفتيش الجوي والبحري للعمل بكفاءة، كما هو مذكور في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وذلك للسماح بالحركة القانونية للسفن وللطائرات الضرورية حتى لا تتم إعاقة المساعدات العاجلة للشعب اليمني.
وأضاف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن الأمم المتحدة تُقر بأن دول مجلس التعاون لها دور محوري في إنهاء معاناة الشعب اليمني، ودعم الحل السياسي السلمي للأزمة اليمنية المستمرة، مؤكدًا: يجب الآن أن تتحول الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن تنتهي كل أعمال العنف أيًا كان نوعها.
بينما أكد نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحّاح عودة الحكومة الشرعية إلى اليمن قريبًا، رافضًا تحديد مدة زمنية لتلك العودة، مضيفًا أن العودة ليست مرهونة بالخيار العسكري على الأرض، واصفًا مؤتمر الرياض بعد جلسته الأولى بالناجح، حيث كل الوجوه الوطنية اليمنية موجودة، وجميع الرموز السياسية. وهذه رسالة لأي لقاء مستقبلي في إطار التنفيذ الأساسي، لكنه ليس حوارًا.