أبوظبي- جواد الريسي
أكد وزير الدولة الإماراتي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر أن "أكاديمية الإمارات الدبلوماسية" ستكون ركيزة رئيسية ضمن منظومة العمل الدبلوماسي الإماراتي، مشيرًا إلى أنها تتماشى مع توجيهات القيادة بأن تكون الدبلوماسية المبنية على العلم والمعرفة واستشراف آفاق المستقبل نهجا متواصلا في السياسة الخارجية للدولة.
وأوضح الجابر، في تصريح له حول الإنجازات الرائدة للدبلوماسية الإماراتية وقرار الاتحاد الأوروبي بإعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرة "شينغن"، أن "الأكاديمية وبما تمتلكه من خبرات ستسهم في تمكين وتدريب وتطوير الكفاءات والكوادر المواطنة لينطلق منها سفراء المستقبل وقيادات العمل الدبلوماسي بعد حصولهم على ما يحتاجونه من صقل للمهارات والتعليم والمعرفة، التي تؤهلهم للعب بدور مهم في دعم أهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات ومواصلة مسيرة الإنجازات وتحقيق تطلعات القيادة في أن يكون اسم الإمارات العربية المتحدة وعلمها عاليا وخفاقا في جميع المحافل الدولية".
وأضاف أن الرؤية السياسية الواضحة للدبلوماسية الإماراتية والقائمة على الحكمة والاعتدال واحترام الحقوق وحمايتها ساهم في ترسيخ مكانتها على الساحة الدولية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الإماراتية أصبحت تجسد نموذجا للأداء المتميز الهادف للارتقاء بالخدمات المقدمة لمواطني دولة الإمارات والتواصل الفعال والتأثير الناجح لتحقيق المصالح الوطنية.
وبيّن أن "هذا الإنجاز أرست دعائمه قيادة دولة الإمارات من خلال رؤيتها المستقبلية بعيدة الأمد حيث وضعت أمامها هدفا رئيسا لا تحيد عنه بأن تكون دولة الإمارات وشعبها دوما في المراتب الأولى في شتى المجالات والقطاعات وسخرت في سبيل ذلك الإمكانات كافة وذللت كل العقبات كي تتحول الطموحات إلى واقع ملموس يعيشه كل أبناء الوطن".
وتابع الجابر "كلنا ثقة أن هذا الإنجاز الدبلوماسي على أهميته الكبيرة لن يكون الأخير لدولة فتية في عمرها وكبيرة في طموحاتها .. دولة نجحت في تحويل التحديات إلى فرص والعقبات إلى إنجازات".
وأشار إلى أن هذا الإنجاز ينضم إلى الإنجازات المتتالية للدبلوماسية الإماراتية التي تجسد نموذجا للأداء المتميز الذي مكنها من لعب دور حيوي مشهود له في المحافل الدولية، مشيرا إلى أنه ومنذ أعوام حازت الدبلوماسية الإماراتية بقيادة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير "الخارجية" على ثقة المجتمع الدولي عندما فازت أبوظبي باستضافة المقر الرئيسي لـلوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في مدينة مصدر.
وأردف أن "الدبلوماسية الإماراتية أيضا خير سند ومعين لجهود الدولة التي تكللت بالنجاح في استضافة كل من معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، والمنتدى العالمي للطاقة 2019 في أبوظبي ما يدل على قدرة الدبلوماسية الإماراتية على التخطيط الدقيق والمتعمق والتواصل الفعال والتأثير الناجح لتحقيق المصالح الوطنية".
ولفت الجابر إلى أن قرار البرلمان الأوروبي بإعفاء مواطني الدولة من تأشيرة "شنغن" لم يأت بين ليلة وضحاها بل كان حصيلة جهود دبلوماسية حثيثة ونتيجة لتكاتف العديد من فرق العمل التي واظبت على تنفيذ التوجيهات الدبلوماسية المحنكة للشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ليتحقق هذا الهدف الذي يصب في مصلحة أبناء الوطن.
واستطرد "عبر هذا الإنجاز وغيره تؤكد الدبلوماسية الإماراتية يوما بعد يوم نجاحها في بناء علاقات التعاون الدولي لأنها تحرص على ترسيخ حضورها على الساحة الدولية من خلال الدمج بين الدبلوماسية الطامحة إلى الانفتاح على دول العالم والحفاظ على ثوابت الهوية الوطنية والثقافية للدولة والمنطلقة من رؤية سياسية واضحة تنتهج الحكمة والاعتدال والتسامح وحماية الحقوق واحترامها".
ومن المقرر أن تباشر أكاديمية الإمارات الدبلوماسية التي تأسست في العام 2014 عملها في الربع الأخير من هذا العام من خلال فريق متكامل يضم نخبة من الخبراء والمتخصصين ولتكون شاهدا جديدا على تميز الدبلوماسية الإماراتية القائم على العلم والخبرات والاستفادة من التقنيات والوسائل الحديثة التي تسهم في ضمان استمرارية الأداء الناجح للسلك الدبلوماسي.