الشارقة- صوت الإمارات
شيّعت الإمارات، بعد صلاة ظهر الثلاثاء الماضي، هزيم عبيد آل علي في مسقط رأسه في بلدة الحمرية في إمارة الشارقة، في مشهد مهيب، ووسط حشود غفيرة من أبناء الإمارات وسكان المنطقة.
وقتل هزيم، خلال أدائه الواجب في المملكة العربية السعودية ضمن قوة "إعادة الأمل" خلال أدائه مهامه الوطنية لحفظ الأمن والأمان.
ووصل الجثمان، فجر الثلاثاء الماضي، مطار البطين في أبوظبي على متن طائرة تابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي قادمة من المملكة العربية السعودية، يرافقه عدد من الضباط وضباط الصف.
وجرت المراسم العسكرية الخاصة باستقبال جثمان هزيم على أرض المطار، حيث كان في مقدمة مستقبلي الجثمان عدد من كبار ضباط القوات المسلحة.
وسادت حالة من الوجوم على وجوه المشاركين في مراسم التشييع، وسط مشاعر حزن بالغة على "شهيد الواجب الوطني".
وبدأت الجنازة بنقل الجثمان من مطار أبوظبي إلى مسقط رأسه في الحمرية في الشارقة، وبعدها تم نقله إلى مسجد الرحمة للصلاة عليه، وقبل صلاة الظهر وجه إمام المسجد كلمة دعا فيها له بأن يتغمده الله بواسع رحمته مع الصالحين والشهداء، وبعد صلاة الظهر أدى جموع المواطنين صلاة الجنازة ومن ثم شيع الجثمان إلى مقبرة الحمرية.
وتقدم المشيعون بصادق العزاء والمواساة لأسرة الضحية، مبتهلين إلى المولى عز وجلّ أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويحتسبه بين الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وبعد الانتهاء من مراسم دفن جثمان الضحية، أكد شقيقه أن أخاه قدم دمه فداءً للوطن والأمة العربية، لافتًا إلى أن الشهيد كان يحبه جميع الناس ومقرب جدًا من أصدقائه وكان دائمًا في عون الجميع ويقف بجانب كل أهله وأصدقائه.
وتحدث شقيقه محمد عن آلام الحزن بعد مفارقته لأخيه في الدنيا، داعيًّا الله عز وجلّ أن يتغمده في رحمته وأن يحتسبه بين الشهداء، وأن له شقيقة توفيت في 16 حزيران/ يونيو الماضي، أي الأسبوع الماضي، وأن مصابهم كبير لفقدانهم شخصين في شهر واحد، وأن حزنه لفراق "هزيم" لا يوصف، لكنه في الوقت ذاته يشعر بالفرح والراحة لنيله الشهادة.
وعن ملابسات علمه بنبأ الوفاة، أكد محمد أنه تلقى اتصالاً من القائد العام لكتيبة الشهيد في السعودية تفيد بمقتله خلال أدائه للعمل وقيامه بواجبه الوطني، وكان الاتصال قبل غروب الشمس بـ20 دقيقة، وسادت حالة من الحزن في العائلة، بينما تواصلت القوات المسلحة معهم وأكدوا وصول جثمانه، فجر الثلاثاء الماضي، إلى مطار أبوظبي.
ولم يتمكن عبيد نجل "هزيم" الأكبر من وصف حالة الأسى والفاجعة التي يشعر بها هو وأشقاؤه والعائلة برحيل والده، مشيرًا إلى أن "ألم الفراق يعتصرنا، لكن عزاءنا أن والدي فارق الحياة خلال أدائه واجبه الوطني، في خدمة الإمارات، التي أحبها وتطلع لخدمتها أكثر وأكثر خلال حياته، لينال ما أراد وما حلم به".
وأعرب محمد السويدي، قريب الضحية عن صادق اعتزازه وفخره بالتضحية الوطنية التي قدمها الضحية لأداء الواجب، معربًا عن امتنانه لكل من عزى بوفاته ووقف بجانب ذويه، لتخفيف الألم وإشاعة السكينة في النفوس الحزينة، سواءً من أبناء الشهيد أو أشقائه وأقاربه وزملائه والمواطنين.
وأضاف خال الضحية، عبدالله فارس، لقد كان فقيدنا الغالي مثالًا للأخلاق الفاضلة والتفاني والإخلاص في العمل، وكان مثالًا وقدوة في الانضباط والتفوق، وبقدر ما أخلص وأوفى وأنجز من أجل الوطن، نال من الله ما استحقه من شهادة في سبيله وفي سبيل وطنه والحق والواجب والإنسانية والسلام، وهي أرفع التضحيات التي يمكن أن يقدمها الإنسان تجاه نصرة الحق وحماية الأبرياء.
ورأى عبدالله سعيد عم الضحية أن "السمة الأساسية لأبناء الدولة في مختلف الميادين هي الإخلاص للوطن والواجب والوقوف ضد الضلال والفتن والتخريب، وأن الشارقة تودع اليوم أحد أبنائها البررة الذي استشهد دفاعًا عن الحق وفي سبيل أداء الواجب".
وأوضح قائد في القوة التي كان يخدم فيها الضحية، العميد راشد المزروعي، أنه نام معه في خندق واحد وكان، رحمه الله، محبًا للعمل وخدم في الجيش أكثر من 20 عامًا بإخلاص وتفان، وكان مثابرًا في خدمة الدولة، داعيًا الله العلي القدير أن يتغمده برحمته ويدخله فسيح جنانه ويحتسبه من الشهداء.
وأعرب عن خالص تعازيه ومواساته لأسرة الضحية وعائلته، مؤكدًا أن الفقيد كان يؤدي واجبًا إماراتيًا وطنيًا وخليجيًا، ويعد مثالًا مشرقًا لرجال الجيش الذين نذروا أنفسهم فداءً للوطن ودفاعًا عن ترابه الطاهر.
من جهته، أوضح العقيد علي الضنحاني من الكتيبة التي كان يخدم فيها هزيم آل علي، أن شهيد الواجب الوطني كان من المخلصين في عملهم محبًا لزملائه، حيث لم يخطئ بحق أحد من زملائه طوال خدمته، مؤكدًا أنه رافقه خلال خدمته العسكرية ما يزيد عن 20 عامًا.