أبوظبي – فهد الحوسني
أكد سفير الإمارات العربية المتحدة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير محمد بن نخيرة الظاهري، موقف دولة الإمارات العربية المتحدة على حقوقها الكاملة والراسخة في الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، والرافضة لجميع الإجراءات والخطط التي تنفذها إيران بهدف تغيير واقع ومعالم الجزر، مخالفةً بذلك كل قواعد القانون والأعراف الدولية.
جاء ذلك في كلمته خلال ترأسه أعمال الدورة 144 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، خلفاً للأردن، بحضور الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.
وطالب الظاهري إيران بالاستجابة للمطالب الإماراتية الداعية للجلوس عبر طاولة المفاوضات لتحقيق التسوية العادلة أو الذهاب إلى محكمة العدل الدولية لتتولى الفصل في هذه القضية وفقاً لأحكام القانون الدولي.
وشدد على رفض دولة الإمارات الكامل والمطلق لمحاولات إيران العبث بالأمن الداخلي لبعض الدول العربية الشقيقة عبر إثارة الفتن والفوضى والعنف بغرض تحقيق مطامع وتطلعات خاصة وتنفيذ أجندات تستهدف النيل من استقرار وأمن المنطقة العربية.
وأكد أن القضية الفلسطينية تظل هي أساس الصراع في المنطقة، متعهدًا باستمرار التحدث عن ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، مؤكدًا ضرورة التحرك والعمل المكثف العربي الذي يثمر عن مضاعفة جهودنا على الساحة الدولية للتأكيد على هذه الأولوية.
وأوضح أن التعامل الجدي مع هذه القضية الأم ـ كما وصفها ـ يتطلب التركيز على موقف محدد يتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 والذي يعد الأساس الذي يمكن أن يبنى عليه السلام الشامل والعادل في المنطقة، وفي ضوء تنفيذ قرارات مجلس الأمن والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة، مشددًا على أنه دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة داخل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لن يتحقق الاستقرار المنشود في المنطقة.
وأشار الظاهري إلى أن الوضع في اليمن وصل إلى حد تهديد الأمن العربي المشترك، موضحاً أنه لا تزال أحد فئات المجتمع اليمني تحاول الاستقواء بالسلاح لترويع أبناء الشعب اليمني ونقض الشرعية الدستورية محاولةً منها للاستئثار بالسلطة وإقصاء أغلبية أبناء اليمن من المشاركة فيها، مؤكداً أن هذا هو الأمر الذي دفع دول التحالف العربي إلى القيام بتحرك قوي وحازم لإنقاذ اليمن من الانزلاق في الطائفية والحرب الأهلية بهدف الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره ووحدته الوطنية وهويته العربية ولاستعادة الأمن والاستقرار فيه.
وطالب المتمردين الحوثيين بالانصياع التام للقرارات الدولية ذات الصلة وتنفيذها فوراً خاصة قرار مجلس الأمن رقم 2216، وكذلك قرارات القمة العربية في شرم الشيخ والتي طالب جميعها بضرورة انسحاب ميليشيات المتمردين من المدن اليمنية وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى السلطة الشرعية واحترام الشرعية الدستورية.
ودع إلى الالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشعبي، مؤكداً في هذا الإطار دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد " لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
وتطرق مندوب الدولة الدائم لدى جامعة الدول العربية، إلى معاناة السوريين، مؤكداً أن الصورة التي تناقلها العالم حول الطفل السوري الغريق على شواطئ البحر المتوسط والتي سلطت الضوء بشكل أكبر على مأساة اللاجئين السوريين، قد أدمت قلوبنا.
ولفت إلى أن الوضع في سوريا يزداد سوءا، حيث طال مختلف مجالات الحياة خصوصًا مع تدهور الوضع الأمني هناك بعد متطرفة بعض التنظيمات الإرهابية على جزء كبير من أراضيه والتي استغلت حالة الفراغ الأمني في هذه المناطق لإنشاء بؤر إرهابية تنطلق منها لتنقل العدوى الإجرامية لكافة دول المنطقة. بهدف تهديد أمن المنطقة بأسرها.
وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تزال تجدد عزمها على تقديم الدعم اللازم للنازحين واللاجئين السوريين في دول الجوار السوري، حيث كانت من أوائل الدول التي تعهدت بتقديم المساعدات لهم عبر مؤتمرات المانحين، وأيضاً من خلال مؤسسات الأعمال الإنسانية والخيرية الإماراتية وبشكل خاص الهلال الأحمر الإماراتي إلى جانب المشاركة في خطة الأمم المتحدة للاستجابة للأزمة الإنسانية في سورية ومن خلال منظماتها المتخصصة وذلك عبر اتفاقيات متعددة أبرمتها الإمارات لتغطي احتياجات اللاجئين السوريين.