حاكم الشارقة اثناء المؤتمر

أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، أن معدّل النزوح القسري في العالم سجل مستوى غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ فقد تسببت الصراعات والاضطهاد بتهجير أكثر من 51 مليون شخصٍ حول العالم. وفي العام الماضي، اضطر أكثر من 32,000 شخصٍ إلى النزوح يوميًا – أي بما يفوق معدّل النزوح اليومي المسجل قبل عامين فقط، بأكثر من الضعف، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة الأكثر تضرّرًا؛ فقد استضافت بلدان عديدة، بدءًا من موريتانيا وصولاً إلى اليمن، أعدادًا كبيرة من اللاجئين. إلا أنّ أزمة النزوح التي تطرح أهم التحديات في العالم اليوم، هي بالطبع تلك التي تسبب بها الصراع في سوريا وامتداده الهائل إلى العراق.

وأشار غوتيريس إلى أن المفوضية سجّلت أكثر من 3.2 ملايين لاجئ سوريٍ في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر؛ وهو أكبر عدد من اللاجئين تحت ولايتنا في الوقت الراهن. ولهذا التدفق أكبر الأثر على اقتصادات البلدان المُستقبلة ومجتمعاتها وعلى حياة المواطنين العاديين في المجتمعات المضيفة؛ فالبنى التحتية العامة والمدارس والمستشفيات في جميع أنحاء المنطقة مكتظة، كما أنّ ارتفاع معدّلات البطالة وتقلص قيم الرواتب وارتفاع الأسعار، كلها عوامل تتسبب بالمعاناة للكثيرين من أفراد المجتمعات المضيفة الذين يصارعون من أجل تلبية احتياجاتهم.

جاء ذلك خلال حضوره افتتاح فعاليات وأعمال مؤتمر "الاستثمار في المستقبل ـ حماية الأطفال اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، صباح أمس الأربعاء والذي ينظم للمرة الأولى في المنطقة، والذي أقيم في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات في مدينة الشارقة، تلبية لدعوة من قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وفي الوقت عينه، أكد غوتيريس أن عدد اللاجئون السوريون يزداد ضعفًا، نظرًا لنفاد مدخراتهم منذ وقتٍ طويل ولأن الكثيرين من بينهم على وشك إمضاء فصل الشتاء في المنفى للعام الثالث أو الرابع.

وأوضح أنه ينبغي أن يُقابَل سخاء البلدان المجاورة لسوريا بدعم دولي أكبر بكثير، بما يمكّنها من تلبية الطلب المتزايد على الخدمات والبنى التحتية المحلية.

مشيرًا أن المؤتمرهذا يتيح لنا فرصةَ لتجديد الالتزام الجماعي بتقليدَي الحماية الراسخين هذين وللعمل معًا من أجل تحسين حماية الأطفال اللاجئين في المنطقة. وآمل أن يساعد هذا الاجتماع في تعميق علاقات الشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والقطاع الخاص وتعزيزها وأن تثمر المناقشات خطواتٍ محددة تضمن حماية أفضل وأملاً بالمستقبل للاجئين من أطفال ويافعين، مشيرًا إلى أن التأخير عن الاستثمار في اللاجئين الشباب هو إضاعة لفرصة كبرى وينبغي القيام بما في وسع الدولة للحؤول دون تحول هؤلاء الأطفال إلى جيلٍ ضائع.