دمشق ـ جورج الشامي
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو وواشنطن لا تزالان تأملان بعقد مؤتمر "جنيف2"، رغم اختلافهما في الرأي بشأن إدارة الأزمة في سورية، رافضًا فرض منطقة حظر جوي، فيما شكك الرئيس الأميركي باراك أوباما في جدوى أي عمل عسكري كبير في سورية، في حين حذر الرئيس السوري بشار الأسد أوروبا من إمداد معارضيه بالأسلحة.
وأعلن الرئيس الروسي، عقب لقائه نظيره الأميركي باراك أوباما، أن موسكو
وواشنطن لا تزالان تأملان بعقد مؤتمر "جنيف2"، رغم اختلافهما في الرأي بشأن إدارة الأزمة في سورية، حيث عقد الرئيسان، الإثنين، على هامش قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية، اجتماعًا ناقشا خلاله الأزمة السورية، وسط تأييد الولايات المتحدة للمعارضة السورية، ودعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد، حيث قال أوباما، إنه طلب من معاونين في البيت الأبيض العمل على عقد اجتماع في جنيف بشأن سورية، وأن موسكو وواشنطن تشتركان في الاهتمام بضمان عدم استخدام أسلحة كيميائية في سورية وبإنهاء العنف وبالتوصل لحل سياسي.
وردّ بوتين قبل اجتماعه مع نظيره الأميركي على قرار واشنطن بدعوة مجموعة الثماني إلى التحرك بشأن سورية "من دون انتهاك القواعد الدولية"، وتساءل "لماذا يريد الغرب تسليح معارضين سوريين يأكلون أعضاء بشرية"، في حين قال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش، إن بلاده لن تسمح بفرض منطقة حظر طيران فوق الأراضي السورية، وأن أي محاولة لفرض منطقة الحظر باستخدام مقاتلات "إف 16" وصواريخ "باتريوت" من الأردن ستكون انتهاكًا للقانون الدولي.
وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن ارتيابه من أي عمل عسكري أميركي كبير في سورية، مثل إقامة منطقة حظر جوي، وشكك في إمكان أن يعدل هذا الأمر من مجرى النزاع، موضحًا في مقابلة مع التلفزيون الأميركي العام "بي بي إس"، نشرت مساء الإثنين، لكنها سجلت قبل ذهابه إلى أيرلندا، "إذا أقمتم منطقة حظر جوي فقد لا تحلون المشكلة داخل هذه المنطقة، ومن الصعب بالنسبة لكم أن تفهموا تعقيدات الوضع، والطريقة التي لا يجوز أن نسارع فيها إلى الدخول في حرب إضافية في الشرق الأوسط".
وقال السفير الأميركي إيفو دادلر لدى حلف شمال الأطلسي، ردًا على أسئلة بعد خطاب وداع في بروكسل، الإثنين، "إن الولايات المتحدة لم تطلب من الحلف دعم فرض منطقة حظر جوي في سورية، وإن المسألة ليست ضمن جدول أعمال الحلف حاليًا، ولا أعرف هل ستدرج غدًا أو في يوم آخر، لكنها غير مدرجة حاليًا، وهي على حد علمي غير مدرجة حتى الآن في جدول أعمال أي من أعضاء حلف الأطلسي بمن فيهم الولايات المتحدة."
وأشار نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس، إلى أإن الرئيس أوباما سيعلن أمام قادة دول الثماني تخصيص 300 مليون دولار كمساعدة إضافية للاجئين السوريين، وسترفع هذه المساعدة التي ستخصص لشراء المياه والمواد الغذائية والمساكن إلى حوالى 800 مليون دولار، القيمة الإجمالية للمساعدة الأميركية للاجئين السوريين، في الوقت الذي وجهت فيه الأمم المتحدة نداءً لجمع 3,9 مليار يورو من أجل سورية، قبل أن تعلن بأن حصيلة قتلى الحرب الدائرة منذ آذار/مارس 2011، ارتفعت إلى 93 ألف قتيل، في حين فرّ أكثر من 1,6 مليون سوري من بلادهم جراء المعارك، ولجأوا إلى الدول المجاورة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي يترأس القمة، " إن الخلاف كبير بين موقفي روسيا والغرب من سورية، ويجب الوقوف بجانب الملايين من السوريين الذين يريدون مستقبلاً ديمقراطيًا لبلادهم"، وفيما اعترف كاميرون بوجود متشددين في صفوف المعارضة السورية، لكنه أضاف أن "دعم المعارضة المعتدلة سيوقف نزيف الدم في البلاد".
وانتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الإثنين، تسليم روسيا أسلحة إلى الحكومة السورية، معتبراً أنه يجب "ألا نأمل كثيرًا بإحراز تقدم في الملف السوري خلال قمة مجموعة الثماني التي تعقد في ألستر في أيرلندا الشمالية"، مضيفًا "كيف يمكننا أن نقبل بأن تستمر روسيا في تسليم حكومة بشار الأسد أسلحة، في حين لا تتلقى المعارضة سوى كميات محدودة من الأسلحة، وهي تتعرض اليوم للقتل؟ كيف يمكننا أن نقبل بأن هناك أدلة على استخدام أسلحة كيميائية من دون أن يكون هناك إدانة من الأسرة الدولية ومجموعة الثماني؟"، في حين ندد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، بمساندة الرئيس الروسي "بلطجية نظام الأسد لأسباب خاصة بهم لا أرى لها تبريرًا".
وقال الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" الألمانية، تنشر الثلاثاء, "إن أوروبا ستدفع الثمن في حال قامت بإمداد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة، فإذا أرسل الأوروبيون أسلحة، فإن العمق الأوروبي سيصبح (أرضًا) للإرهاب، وستدفع أوروبا ثمن ذلك".
وسيبحث المشاركون في مجموعة الـ 8، قضايا الشفافية والتجارة والضرائب خلال اجتماعهم الأول، بينما خصص الاجتماع الثاني لمناقشة الأزمة السورية، وسيناقش الاجتماع الثالث، الثلاثاء، قضايا مكافحة الإرهاب والضرائب، فيما سينضم عدد من القادة إلى المشاركين خلال غداء عمل، من بينهم رئيس الوزراء الليبي علي زيدان.
وتوقع محللون ألا يتمكن المشاركون من التوصل إلى موقف موحد تجاه الأزمة السورية، وأن البيان الختامي سيدعم الحل السلمي في سورية ومؤتمر "جنيف 2"، يأتي هذا في الوقت الذي خرجت فيه تظاهرات في بلفاست، احتجاجًا على القمة، وللمطالبة بإنهاء الجوع والفقر.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" الألمانية، تنشر الثلاثاء, "إن أوروبا ستدفع الثمن في حال قامت بإمداد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة