تونس - أزهار الجربوعي
قال قائد أركان القوات البرية التونسية الجنرال محمد الصالح الحامدي للرئيس التونسي المنصف المرزوقي، السبت، إن العمليات العسكرية البرية والجوية في مدينة قبلاط، قادت إلى القضاء بشكل نهائي على المجموعة المسلحة التي قتلت ضابطين من الحرس التونسي، في
حين كشفت وزارة الداخلية أن أجهزتها قتلت 9 عناصر "إرهابية" واعتقلت 4 آخرين، فيما أعلن آخرون استسلامهم، كما تم العثور على أكثر من 10 جثث متفحمة جراء القصف الجوي والمدفعي لـ"جبل التلة" الذي يتحصن داخل المسلحون.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي خلال ندوة صحافية عصر السبت، أنه تم حجز مخططات لدى المجموعة الإرهابية في منطقة قبلاط متعلقة بعمليات اعتداء على مقرات سيادية، إلى جانب اكتشاف قائمة جديدة للاغتيال تضم أسماء عدد من السياسيين والقادة الأمنيين، كانت المجموعة المتطرفة تعتزم تصفيتهم، وفق قوله.
ورفض المتحدث بإسم وزارة الداخلية التونسية ، ذكر عناوين المقرات وأسماء المستهدفين بالاغتيال، متعللا بعدم الحصول على إذن من حاكم التحقيق للإفصاح عنها.
وأفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي خلال ندوة صحافية عقدت عصر السبت في مقر الوزارة لكشف حصيلة العمليات الأمنية في مدينة قبلاط إثر استشهاد ضابطين من الحرس التونسي على يد مجموعة مسلحة الخميس، إن حصيلة العمليات التي قامت بها قوات الحرس والجيش الوطنيين أفرزت "قتل 9 عناصر من المجموعة الإرهابية من بينهم عنصر مصنف خطير جدا، إضافة إلى أسر 4 إرهابيين"، على حد وصفه.
وقال العروي "إن عملية مواجهة المجموعة الإرهابية في مدينة قبلاط شارفت على النهاية وأنها تمت بنجاح"، مبينا أن عدد هذه المجموعة يبلغ 15 شخصا تم قتل 9 عناصر وإيقاف 4 ومايزال اثنان آخران فارين".
أما في ما يتعلق بالإصابات في صفوف القوات التونسية، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية جرح 4 من عناصر الحرس الوطني، إضافة إلى تسجيل إصابة واحدة في صفوف الجيش الوطني.
وأكد العروي أن "المجموعة الإرهابية المسلحة تنتمي لتنظيم أنصار الشريعة السلفي الجهادي المحظور الذي صنفته الحكومة التونسية قبل شهر كـ"تنظيم إرهابي"، مضيفا أن هذه المجموعة تتكون من متورطين في قضايا إرهابية سابقة.
وأشار العروي إلى أن الوحدات الأمنية تمكنت من حجز مجموعة من الأسلحة تتوزع بين "كلاشنكوف وسلاح جماعي رشاش"، فضلا عن ضبط سلاح قنص ومجموعة مهمة من الذخيرة وكمية كبيرة جدا من مادة "الأمونيتر" بلغت طنّين وهي مادة كيميائية تستعمل كمادة أولية لصنع القنابل اليدوية والمتفجرات.
وأعلنت وزارة الداخلية اكتشاف خندق تحت منزل المجموعة الإرهابية الموجود في منطقة دور إسماعيل في مدينة قبلاط، إلى جانب احتوائه على مخبر لصناعة المتفجرات.
وأفادت مصادر أمنية بأن وحدات المشاة التابعة للجيش التونسي عثرت على 10 جثث متفحمة خلال عملية تمشيط إثر توقف عملية القصف المدفعي والجوي الذي استهدف جبل التلة من مدينة قبلاط.
وأجرى رئيس الجمهورية التونسية والقائد الأعلى للقوات المسلحة محمد المنصف المرزوقي مكالمة هاتفية مع أمير اللواء قائد جيش البر محمد صالح الحامدي، لمتابعة تطورات الوضع الميداني في منطقة جبل التلة.
وأكد الجنرال الحامدي أن العمليات العسكرية والأمنية نجحت في القضاء على المجموعة الإرهابية، وفق تأكيداته، معتبرا أن هذا النجاح كان ثمرة جهد مشترك وتنسيق بين الجيش الوطني ومختلف الأسلاك الأمنية، وتعاون جيش البر مع جيش الطيران، مما أدى إلى القضاء تماما على المجموعة في ظرف قياسي.
كما أوضح الجنرال الحامدي أن عدد قتلى المجموعة الإرهابية بلغ عشرة، وأنه يتم حاليا التعرف على هوياتها، بالإضافة إلى اعتقال واستسلام عناصر أخرى.
وكلّف الرئيس التونسي قائد جيش البر بتبليغ تقديره وثنائه لمجهودات الجيش الوطني وكل القوات المشاركة في العملية وتقدير الشعب التونسي للمجهودات والتضحيات التي يقدمونها في سبيل أمن التونسيين ومناعة حدود الوطن، مؤكدا إصرار الدولة على وضع إمكانياتها كلها لمواجهة الخطر الإرهابي حتى القضاء عليه.