علاج جديد بالليزر يقضي على سرطان الثدي في 15 دقيقة

شُخصت حالة فيونا فيشر بأنها مصابة بسرطان الثدي هذا الصيف، وأصيبت بالذهول عندما اقترح الأطباء محاولة قتل الورم أولًا عن طريق تعريض الخلايا لأشعة الليزر لمدة 15 دقيقة، حيث يتضمن العلاج حقن دواء داخل الورم لجعله حساسًا للضوء، ثم من خلال إبرة رفيعة يتم توجيه إشعاع الليزر المُكثف للمنطقة المصابة بالسرطان للقضاء عليه. وقالت فيونا، (57 عامًا)، وهي مستشارة إدارية تعمل لحسابها الخاص، وتعيش في بريمروز هيل، في شمال لندن، إن "الأمر كان أبسط من فحص النسيج الذي أجريته للتأكد من الإصابة بالسرطان".
وقبل ثمانية أسابيع، شعرت فيونا أن الجزء العلوي من ثديها الأيسر أصبح سميكًا ومحببًا، وفي غضون أسبوعين، أصبحت واحدة من أول أربع مرضى، يخضعون للعلاج الضوئي "PDT " في المرحلة الأولى من تجربة جديدة في مستشفى رويال فري في شمال لندن، ومن المتوقع أن يزداد عددهم ليصبحوا 30 حالة. ويقول ديفيد لونجمان، مؤسس جمعية  Killing Cancer الخيرية "عُرف العلاج الضوئي للمرة الأولى كعلاج للسرطان في المملكة المتحدة منذ 25 عامًا، وتتم الموافقة عليه الآن من قِبل المعهد الوطني لتميز الصحة والرعاية "NICE" لعلاج أربعة أنواع من السرطان؛ منها الجلد، (ولكن ليس نوع ميلونيما)، وأمراض السرطان التي يتم اكتشافها في وقت مبكر، أو متأخر في الرأس، والعنق، والرئة، والمريء. حيث المعاملة الاستثنائية التي تخفض التكلفة والوقت الذي تتطلبه الوسائل الأخرى، ودون أضرار جانبية تتسبب عادة في آثار غير سارة".
ويعتبر العيب الرئيسي في العلاج، حتى وقت قريب، هو أنه يجعل جسم المريض حساس للضوء لأسابيع عدة، مما يسبب حساسية غير عادية للضوء العادي، ولا يستطيع المريض مغادرة المنزل بعد العلاج، وهو ما جعل التجربة الحالية على مرض سرطان الثدي ممكنة من خلال إدخال أدوية جديدة تترك الجسم في غضون 48 ساعة، كما هو الحال مع جميع المشاركين في التجربة، حيث قضت فيونا 48 ساعة بعد العلاج في غرفة مظلمة في جناح خاص في مستشفى رويال فري.
ويتوقع الخبراء أن "العلاج الضوئي يمكن أن يصبح في نهاية المطاف هو القاعدة بالنسبة لبعض أنواع سرطان الثدي، وبعبارة أخرى، علاج دون الحاجة لإجراء عملية جراحية". ويقول البروفيسور، جراح سرطان الثدي في مستشفى رويال فري، محمد كيشتار، والذي يجري الأبحاث الجديدة "جمال هذه التكنولوجيا هو أنه في حالة نجاحها تعمل دون التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة بها، وترك الثدي سليم تمامًا".
ويضيف كيشتار، "وهذه التجربة من العلاج الضوئي هي أول اختبار للمراحل الأولى من سرطان الثدي، وهي دراسة تصاعد الجرعة؛ لاكتشاف التركيبة الأكثر فعالية من الدواء والضوء، مع المرضى الذين يتم فحصهم بالرنين المغناطيسي قبل وبعد العلاج لقياس تأثيره على الورم".
وأوضح أنه "في حالة عدم إثبات نتائج للعلاج، على النساء الخضوع لعملية استئصال الثدي بالكامل بعد ذلك؛ لأن التجربة لا يمكن أن تضع المشاركات في أي خطر من عودة السرطان، ولكن الأنسجة المأخوذة خلال عمليات استئصال الثدي سيتم تحليلها للتحقق من آثار العلاج الضوئي".
وهذا هو السبب الذي جعل فيونا تعود إلى المستشفى لاستئصال الثدي بالكامل بعد بضعة أيام من خروجها من الجناح الخاص في رويال فري، فضلًا عن إعادة بناء ثديها الأيسر، وفي الأسبوع المقبل، قالت إنها "ستشرع في العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، تليها دورة من أقراص الهرمون".
وتابعت قائلة، "أنا لم أحصل على أي فائدة لنفسي، ولكن مساهمتي في معرفة النتائج قد تغير تجربة سرطان الثدي مع النساء في المستقبل، وهو ما يجعل الأمر يستحق العناء".
ويقوم فريق رويال فري باكتشاف حقيقة جدوى العلاج الضوئي في علاج السرطان، بينما المراكز الأخرى في بريطانيا تعاني من نقص في التمويل والبحوث الموثوقة، وتصر أبحاث السرطان في بريطانيا أيضًا على أن الأدلة "غير مكتملة".
وتأتي موافقة NICE على العلاج الضوئي للجلد وسرطان المريء مع تحذيرات من أن الأدلة تفتقر للجودة، وينبغي أن ينظر في هذه المستشفيات عند اتخاذ قرار ما إذا كان سيتم استخدامه، ويؤمل أن تساهم التجربة الجديدة في إقناع المزيد من الناس بتجربة علاج PDT .
ويقول قارئ فخري في تكنولوجيا الأجسام المضادة والعلاجات في إمبريال كوليدج في لندن، الدكتور ماهندرا ديونارين، وهو الرئيس التنفيذي للعلوم في Photobiotics، وهي شركة رائدة في سبل تقديم العلاج، "الجراحون يشعرون براحة إلى حد كبير مع علاج PDT؛ لأنهم تعودوا على استخدام معدات مثل أجهزة الليزر، لكن علاج  السرطان اليوم يتم تقريره من قِبل فريق متعدد التخصصات، لأنه من الصعب لهذه التخصصات المختلفة إيصال الفوائد بشكل جيد وكافي؛ لإحداث تغيير جذري في العلاج".
والمرحلة الأولى من المراحل الثلاث التي أقرها فريق مستشفي فري رويال لتلقي العلاج الإشعاعي، هي تجنيد المرضى، حيث ينبغي أن يستكمل هذا في غضون سنتين، والمرحلة التالية، هي تجنيد مجموعة أكبر من النساء اللواتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي؛ لكنهم يرفضون عملية استئصال الثدي لأسباب شخصية، أو تكون حالتهن غير صالحة للجراحة، على أن يُطلب منهم الخضوع لعلاج PDT دون أي علاج آخر، ومن ثم متابعة التقدم المُحرز على مدى أشهر عدة؛ لاكتشاف ما إذا كان عمر المريض ونوع ودرجة الورم يؤثرا على فعالية العلاج، مع مقارنة النتائج مع سيدة تم معالجتها بطريقة تقليدية، ومن الضروري ألا نترك أي مجال للشك بشأن نتائج هذه التجربة، حتى إذا ثبتت فاعليتها يتم تقديمها بالشكل المناسب للمرضى.
ويقول المدير الإكلينيكي لمركز يوركشاير لليزر، إن "العلاج لا يفيد سوى في أنواع معينة من السرطان؛ لأنه لا يعمل مع حالة كل مريض؛ فقد تم استخدام  علاج PDT كعلاج للسرطان لأكثر من 20 عامًا، لكنه يقول: إنه عادة ما يوصي به لواحد من كل عشرة من المرضى؛ لأنه لا يعمل مع أنواع مثل سرطان الدم، ولكنه ناجح فقط عندما يكون موضعيًا لأنواع مثل الأورام، وغالبًا ما يتم تحقيق أفضل النتائج عندما يتم استخدام PDT جنبًا إلى جنب مع العلاجات التقليدية؛ مثل: الجراحة، والعلاج الكيميائي، والإشعاعي.
وأضاف إن "الغرض من البحث في هذه اللحظة، هو الحصول على الجرعة الصحيحة، وليس علاج الورم، ولكن نتائج ما بعد العلاج والتصوير بالرنين المغناطيسي واستئصال الثدي في الأنسجة كانت مشجعة".