دمشق ـ جورج الشامي
أدرجت الولايات المتحدة، زعيم "جبهة النصرة" المعارضة في سورية وكذلك أربعة وزراء في الحكومة بينهم وزير الدفاع، على لائحة الإرهاب، فيما نقلت إسرائيل رسالة تهديد عبر واشنطن إلى سورية، مفادها أنها ستواصل القصف على سورية طالما استمر تهريب الأسلحة إلى "حزب الله"، في حين اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على ضرورة ممارسة الضغوط على الرئيس بشار الأسد لإقناعه بضرورة الرحيل، تمهيدًا لمرحلة انتقالية، وسط أنباء عن اختبارات سرية بريطانية لعينات مهرّبة، أثبتت استخدام القوات السورية لغاز "السارين" في هجوم على قوات المعارضة. ووضعت الولايات المتحدة، الخميس، زعيم "جبهة النصرة" المعارضة في سورية محمد الجولاني، وكذلك أربعة وزراء في الحكومة السورية بينهم وزير الدفاع، على اللائحة السوداء للإرهاب، حيث قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن تنظيم "القاعدة" في العراق كلف الجولاني بفرض الشريعة الإسلامية في أنحاء سورية. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على وزراء في سورية هم: الدفاع والعدل والصحة والصناعة، وأعلنت أيضا عقوبات على الطيران الجوي السوري وقناة "الدنيا" المؤيدة لحكومة دمشق، وسبق أن أدرجت واشنطن "النصرة" التي انضمت إلى قوى المعارضة التي تقاتل القوات السورية على لائحة المنظمات الإرهابية العام الماضي. وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن لقاءهما تطرق إلى البحث في سبل حل الأزمة السورية، مشددًا على ضرورة بقاء سورية موحدة وذات سيادة، وأنه لابد من حوار داخلي سوري يشمل جميع الأفرقاء لحل الأزمة، وأن هناك تأييدًا أمميًا لعقد مؤتمر دولي بشأن سورية، وأن أساس الحل يجب ان يكون مبنيًا على نتائج مؤتمر جنيف، مضيفًا "نزود سورية بأسلحة دفاع جوي لن تحدث أي خلل في التوازن في المنطقة". وقال بان "إن لقاءه مع وزير الخارجية الروسي كان مثمرًا، وأبدينا اهتمامًا أساسيًا للأزمة السورية، وعلينا إيقاف العنف المتصاعد في سورية كي يعيش السوريون حياة مرتاحة، ولابد من إيقاف هذا العنف عن طريق المفاوضات، ولابد من إيجاد حل يتم الاتفاق عليه"، مضيفًا أن "الأزمة السورية تؤثر في المنطقة وبخاصة في لبنان والأردن، وإننا اتفقنا على ضرورة عقد مؤتمر جنيف للسلام في سورية، وقد بذلت جهودًا كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الجهات المتنازعة في سورية". وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أن روسيا تبدي إرادة سياسية لحل القضايا المعقدة التي نواجهها، وأن لقاءات عدة انعقدت بين الوزراء لتحديد تاريخ انعقاد مؤتمر جنيف"، لافتًا إلى "أننا نبذل جهود كبيرة لتحديد التاريخ"، معتبرًا أنه "من المهم أن يكون هناك إمكان لزيارة فريق التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية سورية للقيام بعمله". واتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقاء جمعهما في البيت الأبيض، الخميس، على ضرورة "انهاء الطغيان" في سورية، والدفع لتحقيق عملية انتقالية، من خلال ممارسة الضغوط على الرئيس بشار الأسد لإقناعه بضرورة الرحيل، تمهيدًا لمرحلة انتقالية من جهة، ومساعدة المعارضة وتوفير مزيد من المساعدات الإنسانية للسوريين من جهة أخرى. وقال أوباما، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في حديقة الزهور في البيت الأبيض، "إن امام بلاده خيارات عدة عسكرية ودبلوماسية في الشأن السوري, وإن بلاده لن تتحرك وحدها في سورية، واتفقنا على ضرورة رحيل الأسد، والعمل على إقامة سورية حرة، وتبعد عن التطرف وتحمي كل الأطياف العرقية". وعن استخدام القوات السورية للأسلحة الكيميائية والخط الأحمر الذي حدده، أوضح الرئيس الأميركي، "لدينا أدلة مبدئية على استخدام الحكومة السوري الأسلحة الكيميائية، ونحاول الحصول على معلومات موثقة عما يحدث، وعندما نجمع الأدلة سنقدم كل ما لدينا للمجتمع الدولي، ومهمتي العمل مع الشركاء الدوليين للبحث عن حل يستهدف استقرار المنطقة، وهذا شيء لا تفعله الولايات المتحدة وحدها". وأوضح أردوغان، أن بلاده متفقة مع الولايات المتحدة بشأن سورية، ورحيل الأسد، ومساندة المعارضة، ومنع تحول سورية إلى ملاذ للإرهاب، ومنع استخدام الأسلحة الكيميائية، وتعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين تركيا والولايات المتحدة وبقية الدول بشأن الأسلحة الكيميائية في سورية, مشيرًا إلى أن بلاده ستبقي الحدود مع سورية مفتوحة. واعتبر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أنه من الضروري انتهاج سياسة توصل إلى التوازن العسكري بين دمشق والمعارضة، لتسهيل الحل السياسي، وأنه يتعين إقناع روسيا بأن مصلحتها في تنحي الأسد. وأجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، جون برينان، مباحثات في إسرائيل بشأن الأزمة في سورية، حيث التقى الخميس، في زيارة غير معلنة، وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون. وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن يعالون جدد التأكيد على أن إسرائيل لن تسمح بنقل أسلحة من سورية، وبخاصة الأسلحة الكيميائية إلى حزب الله اللبناني، وأن إسرائيل نقلت رسالة تهديد، عبر واشنطن إلى سورية، مفادها أن القصف الإسرائيلي على سورية سيتواصل طالما استمر تهريب الأسلحة إلى "حزب الله". ونفذت إسرائيل أخيرًا، ضربتين إلى مواقع سورية، مؤكدة أنها استهدفت صواريخ كانت في طريقها إلى "حزب الله"، فيما أعلنت الحكومة السورية أنه سترد بقوة على أي ضربة مقبلة تستهدف مواقعها. وذكرت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، أن اختبارات سرية بريطانية لعينات مهرّبة، أثبتت استخدام القوات السورية لغاز "السارين" في هجوم واحد على الأقل ضد قوات المعارضة، موضحة أن "عينات من قذيفة هاون متفجرة للجيش السوري تم تهريبها خارج سورية، من قبل عملاء جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) ونقلها إلى المملكة المتحدة، حيث جرى اختبارها والتأكد من احتوائها على آثار لغاز السارين السام، وأن النتائج تم التوصل إليها قبل 5 أسابيع في مركز أبحاث الجيش البريطاني "بورتون داون" في مقاطعة ويلتشاير، وجرى تمريرها إلى الحكومة البريطانية والولايات المتحدة وفرنسا. ونسبت الصحيفة إلى مصدر غربي، وصفته بالبارز، قوله "إن البريطانيين يعتقدون أن لديهم أدلة قاطعة ولعب جهاز (إم آي 6) دورًا قياديًا في جمعها، لكن هذا الوضع دقيق للغاية لأن القادة العسكريين الأميركيين يريدون المزيد من الأدلة على استخدام غاز السارين من قبل القوات السورية منذ بداية الأزمة، مثل عينات من شعر الضحايا وملابسهم أو التربة، قبل أن يوافقوا على أن حكومة الأسد تجاوزت الخط الأحمر في استخدام الأسلحة الكيميائية"، فيما تساءل "ماذا ينوي الغرب القيام به الآن؟ وفي حال لم يتحرك أحد فلن تكون هناك جدوى من إجراء المزيد من الاختبارات، فالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تسعى يائسة إلى تجنب الإنجرار إلى حرب بالوكالة مع ايران الداعمة لسورية، ولهذا السبب تتعامل مع المسألة بتحفظ"، في حين أعربت مصادر بريطانية عن خشيتها من أن تكون إيران ضغطت على القوات السورية لاستخدام أسلحة كيميائية من أجل اختبار الرد الفوري للغرب.