القاهرة – أكرم علي
القاهرة – أكرم علي
تحيي أسرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والقوى السياسية، السبت، الذكرى الـ 43 على رحيله، وذلك أمام ضريحه في منطقة كوبري القبة (شرق القاهرة)، وذلك في حضور وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي يشارك رسميًا للمرة الأولى في ذكرى عبد الناصر، ويشارك أيضًا كل من زعيم "التيار الشعبي" حمدين صباحي
، ورئيس حزب "الكرامة" الناصري محمد سامي.
وتأتي ذكرى عبد الناصر الـ 43 هذا العام مع تزايد شعبية الفريق عبد الفتاح السيسي في الشارع المصري، والذي أعاد للأذهان مفهوم الزعيم مرة أخرى وهو اللقب الذي أطلقه المصريون على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما أن استجابة الجيش المصري لتطلعات الشعب المصري في اسقاط حكم الإخوان المسلمين، أعاد للأذهان تلاحم الحركة الوطنية المصرية شعبًا وجيشًا العام 1952.
وأعلن كل من حزب "الكرامة و"الحزب الناصري" و"التيار الشعبي المصري" عن مشاركتهم في إحياء الذكري الـ 43 لوفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, وتتمثل فاعليات إحياء الذكري في زيارة ضريح "عبد الناصر"، ووضع أكاليل الزهور علي قبره.
ورغم رحيل الرئيس جمال عبد الناصر إلا أن أفكاره التي تجسّدت في ما يُسمّى بـ "التيار الناصري" الذي يُرسّخ للفكر الاشتراكي، وأُنشِئت عددٌ من الأحزاب بناءً على هذا الفكر، وأصبحت تُسمّى بالأحزاب الناصرية، مثل الأحزاب اليسارية والمستقلة.
ووُلد عبد الناصر في 15 كانون الثاني/ يناير 1918 من أسرة فقيرة، وأصبح ثاني رؤساء مصر حيث تولى السلطة من العام 1956 إلى وفاته العام 1970، وهو أحد الضباط الاحرار الذين قادوا ثورة 23 تموز/يوليو 1952، التي أطاحت بالملك فاروق آخر أفراد أسرة محمد علي.
وقاد جمال عبد الناصر وساند ثورات التحرير الوطني من الاحتلال الانكليزي واستغلال الاستعمار فى مصر والدول العربية والقارة الافريقية ودول العالم الثالث بأسره.
وفي العام 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر، وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته "القومية العربية"، في حلول العام 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في دول عربية عدة، وقدّم ناصر دستورًا جديدًا في العام 1964، وهو العام ذاته الذي أصبح فيه رئيسًا لحركة عدم الانحياز الدولية.
وبدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في آذار/ مارس 1965 بعد انتخابه من دون معارضة، وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة العام 1967، واستقال من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد تظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة.
وبين عامي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيسا للوزراء ، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967، وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية.
وبعد عقد القمة العربية عام 1970، تعرّض عبد الناصر لنوبة قلبية وتُوفِّي، وشيَّع جنازته في القاهرة خمسة ملايين شخص تقريبًا، ويَعتبره مؤيِّدوه في الوقت الحاضر رمزًا للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للامبريالية، بينما يصفه معارضوه بالمستبد، وينتقدون انتهاكات حكومته لحقوق الإنسان له.
وفي هذا العام تُعَد ذكرى رحيل عبد الناصر بارزة ولها أثر تاريخي لن يتكرر، بعدما شبّه غالبية المصريين الفريق عبد الفتاح السيسي بالراحل جمال عبد الناصر، بعد غياب مصطلح "الزعيم" عن مصر لمدة عقود طويلة.