دمشق ـ جورج الشامي
وأعلنت كتائب من "الجيش السوري الحر" البدء في عملية عسكرية واسعة في ريف درعا الشرقي أُطلِق عليها معركة "بدر حوران"، وذلك لاستعادة السيطرة على بلدة خربة غزالة الاستراتيجية، وقالت المعارضة إنها سيطرت على مواقع جديدة في جسر الشغور في إدلب، وفي دير الزور قالت المعارضة أنها أمّنت انشقاق 92 عنصرًا عن قوات الحكومية، بينما أكّدَت مصادر المعارضة السورية أن مقاتلي "الجيش الحر" تمكّنوا من تحقيق تقدُّم لافت في دمشق وحققوا إصابات مباشرة في صفوف عناصر مليشيا "حزب الله" وقوات الحكومة في ساحة العباسيين، وفي درعا شهدت مدينة الحارة حركة نزوح، فيما أكّد ناشطون في دمشق أن رائحة "كريهة" انتشرت في عدد من مناطق العاصمة مع أنباء عن حالات اختناق، . وأفادت شبكة "شام" عن تعرّض دمشق لقصف من الطيران الحربي استهدف منطقة المعامل الواقعة بين حيي جوبر والقابون وقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء برزة وجوبر والقابون وتشرين، واشتباكات في محيط أحياء جوبر والقابون بين "الجيش الحر" وقوات الحكومة، وقصف من الطيران الحربي استهدف مدن عربين ويبرود والمزارع الواقعة بين مدينة حرستا ومسرابا وعلى بلدات عدّة في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات المليحة وزملكا والنبك وحوش عرب وبساتين رنكوس وداريا ومعضمية الشام ودوما، وعلى مناطق عدّة في الغوطة الشرقية. وأكّد ناشطون في دمشق أن رائحة "كريهة" انتشرت في عدد من مناطق العاصمة، صباح الأحد. وقال الناشطون أن الانتشار الأكبر للرائحة كان في كفرسوسة، وهي تشبه رائحة الكحول الطبية أو الرائحة التي ترافق الماس الكهربائي، بالإضافة إلى ملاحظة سحابة كبيرة فوق منطقة كراجات القابون، مع أنباء عن حالات اختناق. وفي سياق منفصل، قصف مقاتلو حركة "أحرار الشام" صباح الأحد، حاجزًا عسكريًا لقوات الحكومة في ريف دمشق بالهاون وحققوا إصابات مؤكّدة. وقالت "شبكة أخبار دمشق": "إن كتائب حمزة بن عبد المطلب التابعة لحركة (أحرار الشام) الإسلامية قامت بالهجوم على حاجز حرش بلودان في مدينة الزبداني في ريف دمشق، ودكه بقذائف الهاون، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المليشيات الموالية لحكومة دمشق، وذلك ضمن "المعركة الكبرى" التي أعلنها الثوار ضد حواجز الجبل الشرقي حتى تحريره بالكامل. وفي غضون ذلك، أفادت شبكة "شام" أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الثوار وقوات الحكومة على جبهة بلدة المليحة في ريف دمشق، وسط قصف عنيف بالدبابات يستهدف محيط مجمع التاميكو في البلدة. وقالت مصادر المعارضة "إن مقاتلي (الجيش الحر) تمكنوا من تحقيق تقدم لافت في دمشق، وحققوا إصابات مباشرة في صفوف عناصر (مليشيا حزب الله) وقوات الحكومة في ساحة العباسيين التي شهدت قتالاً عنيفاً للمرة الأولى منذ أشهر، وفي محيط مقام السيدة زينب وكذلك في حيّي القدم وجوبر وبرزة. وذكر ناشطون أن عددًا كبيرًا من جثث قتلى وجرحى "الشبيحة" و"حزب الله" ملقاة على أرض ساحة العباسيين في دمشق، بعد عجز قوات الحكومة عن سحبهم، وأضافوا أن مقاتلي الجيش السوري الحر أَسَرُوا عددًا من عناصر "الشبيحة" و"حزب الله" بعد تقدُّمِهم في منطقة العباسيين وانسحاب قوات الحكومة إلى غرب شارع فارس الخوري في الأبنية السكنية، بينما واصل الثوار سيطرتهم على الجانب الشرقي من الشارع، بعدما تم إعلان المنطقة منطقة عسكرية، وكان "الجيش السوري الحر" قد تقدّم في حي جوبر ليشتبك مع قوات الحكومة داخل العباسيين، حيث نقل أهالي المنطقة أن اشتباكات عنيفة استمرت هناك طوال ليلة الجمعة. وأعلن الثوار تحرير المباني الواقعة شمال حي جوبر المعروفة بمنطقة المعامل، التي تشمل مؤسسة الكهرباء والمعامل الممتدة على أطراف نهر تورا، بمشاركة عدد من الكتائب العاملة في جوبر. فيما استمرت قوات الحكومة في قصف تلك المناطق بالقذائف المدفعية والدبابات، وقام الطيران بشن غارات عدّة على المناطق الواصلة بين حي جوبر والقابون، ما أدّى إلى أضرار مادية كبيرة في منطقة المعامل، واشتعال حريق ضخم في أحد المعامل في المنطقة، وفي منطقة السيدة زينب، قالت صحيفة "الثورة": إن كتائب "الجيش الحر" قامت بمهاجمة عناصر "حزب الله" و"الشبيحة" في منطقة السيدة زينب، وأوقعوا أعدادًا كبيرة منهم بين قتيل وجريح، وسُمِع صوت سيارات الإسعاف في محيط بلدة السيدة زينب"، كما أفاد ناشطون أن "عشرات قذائف الهاون تم إطلاقها من قرية شبعا المتاخمة للمطار الدولي، ما شكّل مفاجأة صاعقة لعناصر (حزب الله) و(مليشيات) الحكومة"، ومع تقدُّم الثوار في دمشق، كانت كتائب وألوية "الجيش السوري الحر" العاملة في تلك الجبهة أعلنت توحّدها في جبهة قتال واحدة، تحت تسمية "جبهة فتح العاصمة" لتوحيد خطط القتال، وللتصدي لقوات الحكومة كـ"جسم واحد"، وضم التجمع 21 لواءً وكتيبة، كانت تعمل بشكل مستقل. وفي درعا، شهدت مدينة الحارة في درعا حركة نزوح، وقالت شبكة "شام" الإخبارية: إن الطيران الحربي التابع لقوات الحكومة قصف مدينة نوى في ريف درعا، كما اقتحمت قواته قرية الشرائع على أطراف منطقة اللجاة في ريف المحافظة ذاتها، مضيفة أنه شن حملة اعتقال ودهم واسعة في القرية. ويأتي ذلك بينما ينفذ "الجيش الحر" عملية واسعة في الريف الشرقي لدرعا في إطار ما سمي "معركة بدر-حوران" لاستعادة السيطرة على بلدة خربة غزالة؛ التي تقع على الطريق الدولي بين دمشق ودرعا المتاخمة للحدود مع الأردن. وقالت لجان التنسيق المحلية "إن هذه المعركة تُعَد من أهم المعارك في سورية عامة وفي درعا خاصة منذ بدء الثورة". وكان الجيش الحر سيطر، مطلع هذا العام، على أجزاء من خربة غزالة ومن الطريق الدولي الذي يمر بالقرب منها، بيد أن القوات الحكومية استعادت البلدة، وأعادت فتح الطريق في آذار/ مارس الماضي. وأعلنت كتائب من "الجيش الحر" البدء في عملية عسكرية واسعة في ريف درعا الشرقي أُطلق عليها معركة "بدر حوران"، وذلك لاستعادة السيطرة على بلدة خربة غزالة الإستراتيجية على الطريق الدولي وقرية الكتيبة الملاصقة لها، بمشاركة "لواء اليرموك" و"تجمع كتائب خربة غزالة"، بحسب تنسيقية البلدة. ويقول "الجيش الحر": إن هذه المعركة مهمة نظرًا إلى تمركز قوات الحكومة داخل بلدة خربة غزالة، وإحاطتها بالآليات العسكرية وخلوّها من السكان. من جانبها، تستمر الحملة العسكرية الشرسة لقوات الحكومة على أحياء حمص المحاصرة لليوم التاسع والعشرين على التوالي، والمحور الرئيسي لهذه الحملة هو حي الخالدية، الذي لم تهدأ فيه الاشتباكات العنيفة بين "الجيش الحر" وقوات الحكومة، مع أنباء عن سيطرتها على نصف الحي، في وقت يسعى "الجيش الحر" لاستعادة السيطرة على مسجد خالد بن الوليد داخل الحي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: إن القوات الحكومية وعناصر من "الدفاع الوطني" و"حزب الله" اللبناني تقدمت في الخالدية وسيطرت على معظم الحي، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المناطق الجنوبية والشمالية منه. وتحاصر القوات الحكومية منذ أكثر من عام الخالدية وأحياء حمص القديمة. وبدأت هذه القوات وعناصر ما يُعرف بـ "الدفاع الوطني" و"حزب الله" اللبناني قبل 29 يومًا حملة عسكرية واسعة للسيطرة على هذه المناطق، آخر معاقل المعارضين في المدينة التي يَعُدّها الناشطون "عاصمة الثورة" التي اندلعت ضد الحكومة منتصف آذار/ مارس 2011. وقالت المعارضة إنها سيطرت على مواقع جديدة في جسر الشغور في إدلب، فيما قصف الطيران الحربي قرية الغفر وقرى عدّة في منطقة سهل الروج، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على قرى إبلين والمغارة، وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية على بلدات المغارة ومرعيان وابلين واحسم ومعظم قرى جبل الزاوية. وفي دير الزور قالت المعارضة أنها أمّنت انشقاق 92 عنصرًا عن قوات الحكومية، في الوقت الذي استمر فيه القصف العنيف على العديد من أحياء المدينة. وأظهر تقرير مصوّر انشاق 92 عنصرًا من قوات الحكومة في دير الزور، في عملية استغرقت ثلاثة أيام، وتمّت بالتنسيق مع الثوار. وفي سياق متصل، قال ناشطون إن الثوار تمكّنوا من نسف ثلاث حافلات تابعة للمخابرات العسكرية وقتل أكثر من 40 عنصرًا على طريق تدمر - دير الزور. ومن جهتها، تستمر قوات الحكومة في قصف أحياء دير الزور (القصور - الحويقة - خسارات)، ما أدّى إلى وقوع العديد من الجرحى بينهم أعضاء في الهلال الأحمر. وقال ناشطون إن صاروخًا سقط وقت الإفطار، السبت، في "حطلة"، أدى إلى مقتل امرأة حامل، بالإضافة إلى العديد من الجرحى. وفي سياق آخر، نشر ناشطون صورًا لسيّارات قالوا إن "تجار الدم" قاموا بسرقتها من المنشآت العامة ليستخدموها في سرقة النفط الخام، من دون أن يشيروا إلى هويّتهم أو انتمائهم.