القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
قال رئيس مالي السابق ورئيس وفد لجنة حكماء أفريقيا، ألفا عمر كوناري، الذي يزور مصر حاليًا، أن الوفد سمع ما يكفي لوصف أحداث 30 حزيران/يونيو بأنها "ثورة شعبية وليست انقلابًا عسكريًا، وأن تدخل الجيش ليس للوصول إلى السلطة وإنما لمنع اندلاع حرب أهلية"، مؤكدًا أن قرار تعليق أنشطة مصر في الاتحاد الأفريقي لا
يعتبر إجراء عقابيًا وإنما يعتبر إجراء تحفظيًا لمساعدة مفوضية الاتحاد الأفريقي في الحصول على المعلومات وفتح حوار.
وأضاف كوناري، في مؤتمر صحافي الأربعاء، أن زيارة الوفد تأتي في إطار الصداقة والأخوة لمصر بهدف الاستماع للأطراف كلها في ضوء الأحداث المؤلمة التي تشهدها البلاد بعد تبني الاتحاد الأفريقي القرار بتعليق أنشطة مصر.
وأوضح أن تبني هذا القرار ليس معناه أنه ضد مصر والحقيقة أن الاتحاد الأفريقي اتخذ قرارًا في عام 2000 والذي دعمته مصر لأن أفريقيا كانت تعاني من وباء الانقلابات العسكرية في القارة ما تطلب وضع نهاية لهذا الوباء ويتم تنفيذه على الفور عند انتهاكه في أي دولة وقد طبق منذ أربعة أشهر علي جمهورية إفريقيا الوسطى.
وأفاد كوناري بأن الاتحاد بعد تبنيه القرار عام 2000 لم تكن هناك فروق لتحديد ماهية الثورات وهناك حاجة إلى تبني قرار ليتماشي مع الحركات الشعبية، مؤكدًا سعي الاتحاد إلى إرسال هذا الوفد قبل 30 حزيران/يونيو للتعرف على الأوضاع في مصر وأنه لو تم السماح له بالقدوم في هذا الوقت لكان قراره قد جاء ليتماشي مع الأحداث الجارية هنا.
وأشار إلى أن الوفد جاء ليستمع للأطراف كلها والإسهام في دعم توجه شامل لأن أفريقيا لا ترى إلا مصر واحدة وهي بلد التسامح والتعددية ومنفتحة وأن المصريين ليسوا شعبًا عنيفًا وهذا لايعني أن نكون حذرين حتى لاتنزلق مصر إلى العنف والانقسامات والتفكك.
وقال كوناري إن الوفد سيأخذ وقته وأنه سيأتي لمصر مرات عدة، مؤكدًا أنه لمس في مصر الاهتمام بالتعددية بالرغم من الاختلافات السياسية والدينية ورفض العنف والحاجة إلى احترام الحريات والخوف من أنه إذا لم تحدث مصالحة فإن البلاد ستتجه نحو الحرب الأهلية ودعم المصالحة الشاملة بدون إقصاء وهذا مهم في المرحلة الهامة من تاريخ البلاد.
وقال رئيس بتسوانا السابق فيستوس موجاي، إن وفد لجنة حكماء أفريقيا التقى الثلاثاء، الرئيس المعزول محمد مرسي الذي شرح له الغرض من الزيارة وهو الانخراط مع الأطراف كافة في مصر وتحدث مرسي معهم وقال لهم إنه تمت الإطاحة به من السلطة وأنه يشعر بالظلم.
وأضاف فيستوس موجاي، أن الوفد أكد لمرسي أنه كزعيم عليه أن يسهم في تحقيق السلام ومنع العنف وأنهم لايلقون اللوم على أي شخص لوقوع العنف، وأنهم يدعمون فتح حوار مع الأطراف كلها للتوصل إلى حل سلمي للوضع الراهن في مصر فرد عليهم مرسي، إنه لايمكن له فعل أي شيء في الوضع الحالي لأنه لايتصل بكثير من أتباعه وليس على تواصل مع الإعلام ولكن الوفد ضغط عليه أن يفعل ما في وسعه لإقناعهم لتحقيق السلام في البلاد.
وأفاد موجاي بأن الوفد التقى الرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية نبيل فهمي، ونائب الرئيس محمد البرادعي، فضلا عن ممثلين عن منظمات المجتمع المدني مثل حركة 6 أبريل وتمرد.. وأنهم لم يأتوا لمصر للحكم على الأوضاع وإنما لسماع الأطراف كلها، مشيرًا إلى أن الوفد سيقدم لأمانة الاتحاد الأفريقي تقريرًا بشأن نتائج الزيارة.
بدوره قال رئيس وزراء جيبوتي السابق دليتا محمد دليتا، إن الوفد يعتزم استكمال اجتماعاته مع ممثلين عن الإخوان المسلمين والأزهر والكنيسة القبطية وحزب النور وعمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمجلس القومي للمرأة، مؤكدا أن زيارة هذا الوفد تظهر انخراط الاتحاد الأفريقي مع مصر التي تعد دولة عضوة مهمة في القارة الأفريقية.