دبي - صوت الامارات
أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، الأحد، أن أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعّرضت لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة، وبالقرب من المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية لدولة الإمارات.
اقرا ايضا
جولة مطوّلة لبومبيو في 4 دول أوروبية تمهيدًا لزيارات ترامب المُرتقبة
وقالت الخارجية الإماراتية في بيان، إن الجهات المعنية قامت باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، وجاري التحقيق بشأن ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها، وأشارت إلى أن العمليات التخريبية لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن.
وأكدت وزارة الخارجية أن العمل يسير في ميناء الفجيرة بشكل طبيعي وبدون أي توقف، وأن الشائعات التي تحدثت عن وقوع الحادث داخل الميناء عارية عن الصحة ولا أساس لها، وأن الميناء مستمر في عملياته الكاملة بشكل روتيني، كما شددت على أن تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية وتهديد حياة طواقمها يعتبر تطورًا خطيرًا، مؤكدة على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لمنع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية وهذا يعتبر تهديدا للأمن والسلامة الدولية.
من جانبه، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، الاثنين، إدانة المملكة للأعمال التخريبية التي استهدفت سفن شحن تجارية مدنية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات، كما شدد على أن هذا العمل الإجرامي يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، بما ينعكس سلبًا على السلم والأمن الإقليمي والدولي، مؤكدا تضامن السعودية ووقوفها إلى جانب الإمارات في جميع ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها ومصالحها.
وكان وزير الطاقة السعودي، المهندس خالد الفالح، أكد في وقت سابق الاثنين، أن ناقلتين سعوديتين تعرضتا لتخريب قرب المياه الإقليمية للإمارات، الأحد، وأوضح أنه في تمام الساعة السادسة من صباح يوم الأحد 12 مايو 2019، تعرضت ناقلتان سعوديتان لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من إمارة الفجيرة، بينما كانت إحداهما في طريقها للتحميل بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة، ومن ثم الاتجاه إلى الولايات المتحدة لتزويد عملاء أرامكو السعودية.
وعلى الجانب الآخر، رأى عدد من الصحافيين العاملين بوكالات وصحف تابعة للحرس الثوري مثل "تسنيم" و"فارس" و"خراسان" وغيرها أن "أبناء المقاومة" يقفون وراء استهداف السفن.
ومن المعروف أن مصطلح "أبناء المقاومة" يُطلق من قبل مسؤولي النظام الإيراني على السياسيين والعسكريين، وتستخدمه الصحافة الإيرانية أيضا للدلالة على الأذرع والميليشيات التابعة لإيران في دول المنطقة.
وكتب مدير مكتب وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري في محافظة خراسان الشمالية، أمين عربشاهي، في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر " مساء الأحد "ميناء الفجيرة الشريان الوحيد للإمارات والسعودية لتصدير النفط قد تم إحراقه. على بعد خطوات من مضيق هرمز أُضرمت النیران من قبل أبناء المقاومة. فليعلم تجار الخوف بأن الحرب قد بدأت منذ سنوات والآن في دقائقها الأخيرة".
أما حسين دليريان، مدير شؤون الأخبار العسكرية بوكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري، فغرد قائلا: لو أغلق المقهى فسيُغلق على الجميع.. لا أعرف إذا سمعتم بهذا المثل أم لا، لكنه يصدق على حال البعض هذه الأيام". ثم أتبع التغريدة بـ"هاشتاغ" فجيره.
بدوره، كتب محمد حسين خوشوقت، المدير السابق لقسم الصحافة الأجنبية بوزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية، عدة تغريدات، وصف فيها الأحداث بأنها "تفجيرات"، ملمحا إلى أن جماعة "أنصار الله" الحوثية وراءها، كما قال إن "هذه التفجيرات كانت محسوبة جدًا وتحمل رسالة مفادها بأن الإمارات لا تتحمل استمرار هكذا عمليات"، حسب تعبيره.
أما مدير تحرير صحيفة "خراسان" المقربة من الحرس الثوري أيضا، حامد رحيم بور، فقال في تغريدة: "كل خياراتنا على الطاولة، وإن استهداف ينبع والفجيرة، وهما الميناءان اللذان من المقرر أن يكونا البديلين للنفط الإيراني، تلقيا ضربة بحيث لم يعلما من أين أتت".
في المقابل، حاولت الحكومة الإيرانية النأي بنفسها عن حادث استهداف السفن التجارية في المياه الإقليمية للإمارات، حيث دعا عباس موسوي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الاثنين "للكشف عن الأبعاد الدقيقة للحادث"، وحذر من "أي دسائس من جانب الأعداء لضرب الأمن والاستقرار في المنطقة"، داعيا دول المنطقة إلى "اليقظة تجاه أي مغامرة من جانب جهات أجنبية".
كما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الحادث "مثير للقلق"، و"له تأثير سلبي على سلامة الملاحة البحرية".
وأعلن حشمت الله فلاحت بيشه، عضو البرلمان الإيراني، الاثنين، أن "مخربين من دولة ثالثة" قد يكونوا وراء الهجمات التي وقعت قرب ميناء الفجيرة في الإمارات الأحد.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إيرنا) عن بيشه، رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان قوله "هجمات ميناء الفجيرة ربما نفذها مخربون من دولة ثالثة يسعون لزعزعة استقرار المنطقة".
وفي سياق آخر، حذر وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، الاثنين، من مخاطر نشوب صراع بين الولايات المتحدة وإيران، وقال للصحافيين في بروكسل "نحن قلقون للغاية من خطر نشوب صراع عن طريق الصدفة مع تصعيد غير مقصود". وأضاف أنه يجب عدم إعادة إيران مرة أخرى إلى مسار إعادة التسلح النووي، وأوضح قائلًا "لا أحد يريد أن تمتلك إيران السلاح النووي".
يذكر أن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، كانت حذرت بدورها، الاثنين، من مغبة التصعيد بشأن إيران، وأكدت أن الاتحاد يدعم تنفيذ الاتفاق النووي الدولي مع إيران دعما كاملا، ويريد من القوى المتنافسة تجنب أي تصعيد آخر بشأن القضية.
وأضافت موغيريني للصحافيين قبل اجتماع لوزراء خارجية دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا الموقعة على الاتفاق "سنواصل دعمه قدر ما نستطيع بكل الوسائل وبإرادتنا السياسية".
لقاء أميركي أوروبي في بروكسيل
وأتت تصريحات موغيريني بالتزامن مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الاثنين، إلى بروكسل حيث يبحث مع المسؤولين الأوروبيين "مسائل ملحة"، خاصة ملف إيران، على ما أعلن مسؤول بوزارة الخارجية مساء الأحد.
يذكر أن التوتر بين الولايات المتحدة وإيران تصاعد خلال الأيام الماضية بعد إرسال الجيش الأميركي ناقلة طائرات إلى الخليج، وتلويح إيران بإمكانية استهدافها، لا سيما بعد أن أعلن قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني، الأحد، أنه إذا أقدمت أميركا على خطوة فسنوجه لها ضربة في الرأس، بحسب ما نقلته وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء.
وتابع أمير علي حاجي زاده، قائد قوة الجو- فضاء التابعة للحرس الثوري خلال جلسة سرية حضرها في البرلمان الإيراني، قائلًا إن "الوجود العسكري الأميركي في الخليج كان دومًا تهديدًا خطيرا، والآن أصبح فرصة".
قد يهمك ايضا
لافروف وبومبيو يبحثان الوضع في سوريةوخاصة مسألة مخيمي "الركبان" و "الهول"