القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
استعرض المُتحدث باسم وزارة الخارجيّة المصريّة الدكتور بدر عبد العاطي، نتائج الجولة الآسيوية التي قام بها وزير الخارجيّة نبيل فهمي مؤخراً، وشملت كل من الصين وكوريا الجنوبيّة واليابان.وأوضح أنّ الجولة الأخيرة اكتسبت أهمية خاصة في إطار السياسة الخارجيّة
المصريّة عقب ثورة 30 حزيران/يونيو القائمة على تنويع البدائل والخيارات والاستفادة من العلاقات التاريخيّة العميقة التي تربط بين مصر وتلك البلاد. وأشار إلى أنّ وزير الخارجية حرص على التأكيد أنّ مصر منفتحة على دول العالم، خصوصًا القوى الصاعدة في آسيا، وأنّ الهدف الرئيسي كان لنقل رسالة واضحة مفادها أنّ هناك بالفعل أصدقاء وشركاء جدد لمصر بما يعظم المصلحة الوطنيّة ولكن ليس استبدالاً لطرف أو لشريك دولي بطرف أو شريك آخر.
وأكد عبدالعاطي، خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي في مقر وزارة الخارجيّة، أنّ اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية مع نظرائه من الدول الثلاث وغيرهم من المسؤولين عكست احترامهم الكامل لإرادة الشعب المصري واستقلالية قراره فضلاً عن التأييد الكامل فيما يتعلق برفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي المصري والتأييد الكامل لاختيارات الشعب. وأشار إلى أنه حرص على التركيز على ثلاثة ملفات في مقدمتها الملف الاقتصادي والتجاري والسياحي، وتأكيد الالتزام بتنفيذ خريطة الطريق خصوصًا مع طرح مسودة الدستور للاستفتاء والانتهاء من أول استحقاق لخريطة الطريق، فضلاً عن التشاور بشأن العديد من القضايا الإقليميّة والدوليّة بما فيها الملف الفلسطيني والأزمة السوريّة وإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة المار الشامل، والوضع في شبه الجزيرة الكوريّة. وأكدّ أنّ الدول الثلاث حرصت قبل بدء الجولة على إعلان تخفيض مستوى تحذير سفر رعاياها إلى مصر بما يشجع التدفق السياحي من الدول الثلاث إلى مصر. كما أكدّ أنّ الجولة حققت عدداً من النتائج المهمة منها إجماع الدول الثلاث على أهمية استعادة مصر لدورها القيادي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ودعمهم الكامل لخريطة الطريق والترحيب بما توصلت إليه لجنة "الخمسين"، فضلاً عن طرح مسودة الدستور للاستفتاء، والتأكيد على عمق العلاقات الثنائية بين مصر والدول الثلاث، خصوصًا في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية. وفيما يتعلق بالصين، شدّد المسؤولون على أهمية تفعيل الحوار الإستراتيجي مع مصر، حيث أوضح وزير الخارجية الصيني استعداد بلاده الكامل لدعم مصر سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، إضافة لتقديمهم منحة بـ150 مليون يوان كمنحة لا ترد لتنفيذ مشروعات تنمويّة وتجاريّة، كما تم تناول إنشاء منطقة صناعيّة في منطقة شمال غرب خليج السويس والذي تقوم بتنفيذه شركة "تيدا" الصينيّة على مساحة 6كم، وبحث إمكان الدخول في برامج للتعاون الثلاثي بين مصر والصين والموجه لأفريقيا. كما شهد وزير الخارجية خلال وجوده في كوريا الجنوبيّة مراسم توقيع عقد بقيمة 4.8 مليار دولار لإنشاء مجمع للبتروكيمائيات في منطقة العين السخنة بمشاركة كورية في التمويل بنسبة 30% إلى جانب "كونسورتيوم" دولي، مما يسهم في خلق 20 ألف فرصة عمل خلال فترة الإنشاءات وحوالي 20 ألف فرصة عمل أخرى خلال فترة بدء الإنتاج. وأكدّ عبدالعاطي أن وزير الخارجية شدّد على ضرورة دعم التعاون في القطاع التجاري والاقتصادي والتصنيع المشترك بين البلدين، فضلاً عن تعزيز دور القطاع الخاص وبنك الصادرات الكوري في تشجيع الاستثمارات الكورية إلى مصر، إلى جانب تأكيد وزير الخارجية الكوري زيادة تدفق الاستثمارات إلى مصر في المرحلة المُقبلة وزيادة نسبة السائحين نظراً لاستقرار الأوضاع في البلاد.
ونقل تأكيد رئيس الوزراء اليابان خلال لقاءه بفهمي، أنّ مصر هي محور الاستقرار في الشرق الأوسط، مشدداً على استمرار برنامج المساعدات اليابانيّة، خصوصًا في مجال التعليم والتنميّة. كما أعلن عن تقديم بلاده مبلغ إضافي بقيمة 16 مليون دولار لبناء مبنى جديد ملحق بمستشفى أبو الريش للأطفال، إلى جانب دعم دور مركز القاهرة للتدريب على عمليات حفظ السلام وفض المنازعات بالطرق السلمية وتقديم اليابان مبلغ نصف مليون دولار لدعم موازنة المركز.
وأوضح أنّ فهمي حرص خلال وجوده في اليابان على الاجتماع مع رئيس إتحاد وكلاء السفر اليابانية "JATA"، بهدف دعم الترويج السياحي لمصر، وأعلن رئيس الإتحاد بدء وضع شركات السياحة اليابانية ضمن برامجها اعتبارًا من شباط/فبراير المقبل. كما استقبل منتج وأعضاء البرنامج الذي ينتجه شبكة التلفزيون الرسمي "إن إتش كيه" في إطار الحملة للترويجيّة للسياحة وإعداد برنامج جماهيري للترويج السياحي يتضمن استخدام التكنولوجيا اليابانية الحديثة في الاكتشافات الأثرية في العصر الفرعوني. وأكدّ رئيس إتحاد وكلاء السفر في اليابان أنّ مصر تعتبر من أهم المقاصد السياحية لليابانيين وفقاً لآخر إحصاءات أجراها الإتحاد. كما اقترح فهمي خلال لقائه بنظيره الياباني أهمية إرسال فريق ياباني مختص بالموضوعات الماليّة والاقتصاديّة.
وأشار عبدالعاطي أنّ فهمي عقد مجموعة من اللقاءات الإعلاميّة مع قنوات التليفزيون الرسمية وممثلي كبرى الصحف ومحاضرات في مراكز أبحاث لبحث القضايا المحلية والإقليمية والدولية والخوض في الملفات كافة، استناداً إلى محاور السياسة الخارجيّة، فضلاً عن المحور الرئيسي للجولة من حيث التركيز على الدور التنموي للسياسة الخارجية من خلال جذب الاستثمارات الأجنبيّة وزيادة التبادل التجاري.
كما تطرق إلى القضايا الدولية والإقليمية، وناقش الأوضاع السياسيّة والأمنيّة في الشرق الأوسط والتحديات والأزمات القائمة خصوصًا تطورات القضية الفلسطينية، ومسار الأزمة السوريّة وأهمية سرعة إيجاد تسويّة سياسيّة تحفظ لسورية وحدتها الإقليمية وتحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة، فضلاً عن الاتفاق المرحلي بين إيران والقوي الكبرى بشأن ملفها النووي وضرورة أن يكون ذلك مقدمة لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ومؤشرا لعلاقة مستقرة نحو جيران إيران في منطقة الخليج العربي