القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
قال الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل إن مصر تقف حائرة وهذا ما يقلقه في 2014، ويرى أنّها لابد أن تحسم أمرها، لأن بها خارطة طريق ودستور محترم جداً، ويرغب أن يمرّ حتى يفتح الطريق إلى المستقبل بانتخابات رئاسية وبرلمانية.
وأضاف هيكل أنه يتمنى أن يكون هناك شكل دولة وقيمة دولة، فهو لا يريد أن يكون هناك دور قيادي فقط، مطالبا مصر أن تضع قدميها في الطريق الصحيح.
وقال هيكل "الفريق عبد الفتاح السيسى لن يرشح نفسه للرئاسة وهذا موضوع أنا أتردد دائماً في الخوض فيه لأني أعرف
أن هذا الرجل يواجه مأزقاً شديداً للغاية وأنا رأيته آخر مرّة بشكل طبيعي"، وكثير من الناس تتصوّر أن هناك علاقة خاصّة معه وهذا يسعدني جداً لكن ليس صحيحاً.
واستطرد عن السيسى بقوله " أرى أمامي رجلا حائرا ولديه أسباب حقيقية لهذه الحيرة ولديه أسباب تجعله يقول لا وأخرى حقيقة تجعله يقول نعم، وأنا قابلته بعد عودتي من السفر وما يضايقه أن الناس تتصور أنه يفكر بمعزل عن الغير لكنه يواجه مأزقا حقيقيا فهو يرى أن دخوله للرئاسة قد يؤثر على القوات المسلحة وستكون تجربة قاسية إذا لم تنجح، وأن الطموحات الشعبية المعلّقة عليه فنحن أمام رجل في حيرة يسمع نداء الناس ولديه تحفظات ويعز عليه أن يخلع بدلته العسكرية وهي مشكلة إنسانية بجوار المشكلة الكبرى".
وأضاف هيكل أن الفريق السيسى عليه أن يتخذ قراراه بعد الاستفتاء، وأن من الأفضل أن تجرى الرئاسية قبل البرلمانية ، لأن الساحة بها مخاطر كبيرة والمنطقة من حولنا تجعلنا في حصار من نار في كل مكان وأعتقد أن الرئيس القادم مهما كان أمامه من تحديات لم يسبق للرئيس أن واجهها و2014 هي عام الحسم وستتقرر فيها مصائر وإذا لم يكن هذا البلد في تأهب أخشى أن ما حوله قد يطفو عليه".
وتابع هيكل "أنه يفضل أن تكون خارطة الطريق كما هي لأن مصر لا تحتمل أن تترك البلد لفترة طويلة تخوض انتخابات برلمانية وهي مفككة بهذا الشكل"
وأوضح أنه إذا لم تتنبه الأنظمة العربية، فإن الطوفان قادم، مشيرا إلى أنه إذا لم تتحرك مصر وتستعيد قوتها فإن العالم العربي سيواجه أزمة غير مسبوقة.
وأوضح هيكل خلال حواره مع قناة "سي بي سي"، أننا مقبلون على ما لا نتحمله، مشيرا إلى أنه من لا يتابع العصر فإنه لا يتحمل الحياة.
وكشف هيكل، أنه خلال لقائه بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، نقل إليه رسالة من المرشد العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية، موضحا أن الرسالة تضمنت دعوة من خامنئي المرشد العام للجمهورية الإسلامية له لزيارة إيران.
وأضاف "الجزء الثاني من الرسالة تضمّن شرحا للموقف الإيراني وتفسيرا للرؤية الإيرانية حول المنطقة"، مشيرا إلى أن عام 2014 يعتبر عاما مصيريا لجميع الأطراف في المنطقة العربية.
ونوه هيكل إلى أن حزب الله نجح في إحداث تغيير على الأرض في سورية بتدخله العسكري، موضحا أن الأطراف في العالم العربي ليس فيها طرف أقوى من الآخر نظرا لأن الأطراف كلها اتخذت مواقع دفاع عن أنفسها.
وأكد أنه لا أحد يستطيع أن يقول أن حزب الله حزب إرهابي حتى الأمم المتحدة نفسها لم تستطع أن تفعل هذا، فهذا حزب لبناني موجود في ساحة بلاده بطبيعة الأمور وعلى اتصال بإيران.
وأضاف هيكل أنه لا يوجد أحد في المسجد الأموي في سورية ليس له علاقة مع الأزهر، ونحن نحتاج أن ننظر مجدداً إلى خارطة المنطقة، موضحاً أن حسن نصر الله شخص موجود أمام إسرائيل وفي الساحة اللبنانية، معتقداً أن 2014 عام مصيري للناس جميعهم.
وأشار إلى أنه خلال زيارته للإمارات العربية المتحدة، والتي انقطع عن زيارتها منذ عام 1975 وجدها عبارة عن ملتقى حركة التجارة الدولية، موضحا أن دبي أصبحت عبارة عن 7 مدن تجارية قديمة ابتداء من جنوة والإسكندرية وبورسعيد وهونج كونج.
وقال هيكل، إنه خلال زيارته للبنان كان هناك سؤال واحد هو "طمأني على مصر"، مشيرا إلى أن هذا السؤال طرح عليه من حسن نصر الله ووليد جنبلاط ونجيب ميقاتي والزعماء اللبنانيين كلهم