لندن - رياض أحمد
حذر سفير المملكة العربية السعودية لدى بريطانيا الامير محمد بن نواف من ان الكثير من سياسات الغرب حيال ايران وسورية يجازف باستقرار الشرق الاوسط وأمنه" ، معتبراً أن "هذه مغامرة خطيرة لا يمكننا لزوم الصمت حيالها ولن نقف مكتوفي الايدي"، في إشارة واضحة لاستياء المملكة حيال الديبلوماسية الغربية تجاه سورية وايران.
وقال الأمير محمد بن نواف في حديث نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، انه
"بدلاً من ان يواجهوا الحكومتين السورية والايرانية، فإن بعض شركائنا الغربيين امتنعوا من القيام بتحركات ضرورية ضدهما". وتابع ان "الغرب يسمح لاحد النظامين بأن يستمر وللآخر بأن يواصل برنامجه لتخصيب اليورانيوم، مع كل ما يتضمن ذلك من مخاطر عسكرية".
واعتبر ان المفاوضات الدبلوماسية الجارية مع ايران قد "تضعف" عزيمة الغرب على مواجهة كل من دمشق وطهران. وتساءل "ما هي قيمة "السلام" حين يصنع مع مثل هذه الانظمة؟". ونتيجة لكل هذه الاعتبارات اكد ان السعودية "لا خيار امامها سوى ان تصبح اكثر حزما في الشؤون الدولية، وأكثر تصميما من اي وقت مضى على الدفاع عن الاستقرار الحقيقي الذي تعتبر منطقتنا بأمس الحاجة اليه".
وقال ان بلاده تتحمل "مسؤوليات عالمية" على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مؤكدا "سوف نتحرك للاضطلاع بهذه المسؤوليات بالكامل، سواء بدعم شركائنا الغربيين او من دونه".
وفي تلميح واضح الى الرئيس الاميركي باراك اوباما قال السفير السعودي في لندن، انه "على الرغم من كل كلامهم عن خطوط حمر، فحين اشتدت المحنة، ابدى شركاؤنا استعدادا للتنازل عن امننا والمخاطرة باستقرار منطقتنا".
وقال السفير السعودي في لندن "سنستمر في إظهار تصميمنا من خلال تقديم الدعم للجيش السوري الحر وللمعارضة السورية".
واذ اقر بخطر المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية، اكد ان افضل وسيلة للتصدي لتنامي نفوذ المتطرفين في صفوف المعارضة هي بدعم "ابطال الاعتدال" فيها.
وأضاف انه "من السهل للبعض استعمال تهديد القاعدة باعمال ارهابية كحجة للتردد او لعدم التحرك"، مؤكدا ان "الوسيلة لتحاشي تمادي التطرف في سورية وفي اماكن اخرى تكون بدعم الاعتدال ماليا وماديا ونعم عسكريا اذا تطلب الامر ذلك".
واعتبر الأمير السعودي ان نظام بشار الأسد أعظم سلاح للدمار الشامل. وأن نظام الأسد يعزز وجود القوات الايرانية في سورية. وقال "هؤلاء الجنود لم يدخلوا إلى سورية لحمايتها من احتلال خارجي معادٍ، بل هم هناك لدعم نظام شرير يلحق الضرر والأذى بالشعب السوري. وهذا نمط مألوف بالنسبة لإيران التي مولت ودربت الميليشيات في العراق، وإرهابيي "حزب الله" في لبنان والمتشددين في اليمن والبحرين" حسب النص الذي نشرته "نيويورك تايمز".