حدّد سياسيون مصريون عددًا من الشروط اللازمة كضمانات لنزاهة عمليّة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، والذي أقرّ رئيس الجمهوريّة المؤقت المستشار عدلي منصور، موعده في 14 و15 كانون الثاني/يناير المقبل، مشيرين إلى أنّ أبرزها الإشراف القضائي والتأمين والرقابة الدولية، مستبعدين تعطيل أنصار مرسي هذا اليوم، خصوصًا مع الإقبال المتوقع من المواطنين على المشاركة وأكدّ رئيس "الحزب الاشتراكي المصري" المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، لـ"العرب اليوم"، أن دعوات الاحتشاد يوم الاستفتاء دليل قاطع على معاداة أنصار مرسي لإرادة الشعب الذي شارك في الثورة بغيّة الاستقرار وتحقيق الديمقراطيّة.
وأوضح أنّ نزول ملايين المصريين للمشاركة يوم الاستفتاء سيغلق الباب أمام نيّة "الإخوان المسلمين" في الحشد المضاد أو إفساد العملية الانتخابيّة، مشيراً إلى أنه بمجرد رؤيتهم لملايين المصريين أمام اللجان الانتخابيّة سيخافون من مواجهة الحشد الشعبي. ولفت إلى أنّ التصويت بـ"نعم" لمسودة الدستور، بمثابة بوابة عبور للمرحلة التالية بإجراء الانتخابات البرلمانيّة ثم الرئاسيّة ليكتمل تأسيس مؤسسات الدولة التشريعيّة والتنفيذيّة.
وأكدّ سكرتير عام حزب "الوفد" فؤاد بدراوي، لـ"العرب اليوم" أن الإشراف القضائي الكامل هو أكبر ضمان لعمل استفتاء نزيه من بداية عمليات التصويت حتى النهاية، مشيراً إلى أنّ ذلك يغلق الباب أمام وسائل التزوير والشائعات التي انتشرت سابقًا. وطالب السماح للمنظمات الحقوقيّة الدوليّة والمحليّة الإشراف على الاستفتاء، مشيراً إلى أن الجميع يجب أن يرى إصرار المواطنين على السير نحو تنفيذ خارطة الطريق. ولفت إلى أنّ خروج الشعب للمشاركة في الاستفتاء جزء من نجاحه ونجاح الدستور، مشدداً على أهمية اجتياز المرحلة الانتقاليّة حتى تقف البلاد على قدميها.
وأشار القيادي في حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي أبوالعز الحريري لـ"العرب اليوم"، إلى أنه من الصعب نجاح ما سماه مخطط "الإخوان" في تخويف الناخبين من المشاركة في الاستفتاء، أو اندلاع أعمال عنف أمام اللّجان الانتخابيّة.
وشدّد على وجود قوات الأمن من الشرطة والجيش لردع أي أعمال شغب أو عنف، مشيراً إلى أن المشاركة الشعبية هي أكبر ضمان لنجاح الاستفتاء. ولفت إلى أنّ المرحلة السابقة تجنبت الجماعة الدخول في مواجهات مع الشعب واقتصرت المواجهة مع العناصر الشرطيّة، موضحاً أن من يتحدى الشعب يخسر مهما كان موقفه.
وأكدّ النائب البرلماني السابق محمد أبو حامد، لـ"العرب اليوم" أن التأمين الجيد من الجيش والشرطة بالإضافة إلى الإشراف القضائي، من الأساسيات التي تضمن نجاح الاستفتاء، معرباً عن توقعه المشاركة الإيجابيّة من المواطنين.
وأوضح أنّ الحملات الإعلاميّة التي تدعو للمشاركة وسيلة جيدة ومنها أغنية "انزل شارك"، التي أصدرتها وزارة الدفاع بشأن الاستفتاء وسيلة ممتازة لجذب المواطنين، مشيرًا إلى أنه لا توجد مؤسسة تنافس مؤسسة الجيش في التأثير على الشعب المصري بصفة عامة.
ولفت إلى أنها تعكس اتجاهين الأول، هو بث الثقة في الدستور كثقة الشعب في المؤسسة العسكريّة، والثاني هو توصيل رسالة بمدى أهمية نزول الشعب للاستفتاء للحفاظ على الأمن القومي المصري.