الرئيس المصري المُؤقَّت عدلي منصور

القاهرة – محمد الدوي نعى رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور ضحايا العملية الإرهابية التي وقعت في سيناء فجر اليوم، مقدماً خالص تعازيه لأسر الشهداء، وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، وموجها كافة أجهزة الدولة بتقديم كامل الرعاية لأسر الشهداء والمصابين. وأكد الرئيس أن أرواح أولئك الشهداء ودماءهم الذكية التي سالت على أرض سيناء سيكون لها قصاصها، مشدداً على أن مصر التي انتصرت على الإرهاب في تسعينات القرن الماضي، ستجتث هذا الإرهاب الأسود من أراضيها وربوعها كافة. وطالب الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، الشعب المصرى إلى الخروج يوم الاستفتاء والمشاركة فيه، واصفا الدستور الجديد بثمرة نجاح ثورة 30 يونيو، مؤكداأن الجيش حمى مصر من حرب أهلية بعد ثورة الشعب فى 30 يونيو الماضى، وهذا يدعونا إلى أن نحمد للجيش دعمه للشعب. وأضاف منصور: "نسير بخطى ثابته فى تنفيذ خارطة الطريق، فالدستور الجديد سيكون "ثمرة" نجاح الثورة، ولهذا أدعو الشعب لأن يخرج ويشارك فى الاستفتاء الذى سيجري على الدستور بعد انتهائه خلال الأيام القادمة". وأكد الرئيس منصور، فى تصريحات له مع عدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية فى الكويت على هامش القمة العربية – الأفريقية الثالثة، أنه ليس طرفا فى إعداد الدستور، وأن لجنة "الخمسين" هى صاحبة القرار.
وفى شأن العلاقات المصرية مع دول الخارج، أشار إلى أن "الحزمة الأولى من الدعم الكويتى لمصر تبلغ 4 مليارات دولار، وأن هناك حزمة أخرى ستعلن قريبا"، مضيفا أن مصر لا تعيش على المساعدات الخارجية ولهذا نطالب الناس أن تعمل وتنتج وأن تدعم كافة التيارات والفئات الاستقرار فى البلد حتى يأتى المستثمر والسائح، نافيا وجود أي تفكير فى تغيير وزاري.
كما أكد الرئيس منصور أن العلاقات المصرية الروسية ستشهد تطورا كبيرا فى المرحلة المقبلة، لافتا إلى التأييد غير المشروط الذى أبداه الرئيس الروسي بوتين خلال الاتصال الهاتفى بينهما مؤخرا.
وأضاف أن ثورة الشعب فى 30 يونيو الماضى أحدث زلزالاً جعل الجماعة تعيد ترتيب بعض الأولويات عند كثير من قياداتها، فأصبحت الآن تضم عناصر لا تتخلى عن العنف وعناصر أخرى تعيد التفكير فى أوضاعها، وعناصر ثالثة انسحبت من المشهد دون أن تعلن هذا.
وفيما يتعلق بسد النهضة، عبر الرئيس منصور عن رضاه عن نتائج المفاوضات مع أثيوبيا، مشيرا إلى أنه ملف حساس وشائك يجب أن يدار بطريقة بالغة الدقة والحساسية، وأنه ملف هام جدا وأن من يجلس فى مقعد الرئاسة وأى مواطن مصرى يحب مصلحة بلده يهتم بهذا الملف وعليه أن يبحث عن حلول وبدائل من خلال المفاوضات.
وقال إن المسئولين فى أثيوبيا يتفهمون حقوق مصر فى مياه النيل وأن مصر لم تتنازل عن حقوقها، وفى نفس الوقت نحرص على حقوق الطرف الآخر، لافتا إلى أن لقاءه مع رئيس الوزراء الأثيوبى على هامش القمة العربية الأفريقية بالكويت تناول موضوع سد النهضة، حيث أعرب ديسالين عن تقدير بلاده للعلاقات التاريخية بمصر متمنيا للرئيس والحكومة الانتقالية النجاح.
وأشار الرئيس منصور إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التعاون المصري – الأثيوبي فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وأن هناك دورا كبيرا للقطاع الخاص، ومن المنتظر أن تتم خلال فترة مقبلة زيارات لدعم العلاقات الاقتصادية بين مصر وأثيوبيا.
وفي ما يتعلق بملف دول حوض النيل، قال الرئيس منصور "نبحث عن نقطة التوازن بين مصلحة دول المنبع ومصلحتنا كدولة المصب، ولهذا نحاول أن نصل إلى اتفاق من خلال التفاوض" ، مؤكدا تفاؤله بالمفاوضات الجارية الآن.
وأشار إلى أن مصر تصر على وجود لجنة الخبراء الدوليين باعتبارها هيئة محايدة لكل الأطراف فى الاجتماع المقرر عقده بالخرطوم يوم 8 ديسمبر تامقبلللجنة الثلاثية التى تضم مصر وأثيوبيا والسودان، مؤكدا أن مصر طلبت من الجانب الأثيوبي رد على عدة أسئلة ونقاط فنية أثارتها لجنة الخبراء الدوليين "وفى انتظار الرد".
ونوه الرئيس إلى أنه مهتم جدا بدول حوض النيل ولهذا التقى مع سيلفا كير، رئيس جنوب السودان، والذي أكد على وقوفه مع مصر فى مطالبها بشأن مياة النيل، معربا عن دعم بلاده الكامل لاستئناف مصر لعضويتها فى الاتحاد الأفريقي فى أقرب فرصة، كما دعا الرئيس إلى تعميق التعاون مع جنوب السودان فى كافة المجالات خاصة فى مجال الخبرات والتقنيات والتنمية.
وقال إن اللقاء تناول مساعدة مصر فى خلق تدفقات مائية فى نهر النيل من خلال توسيع بعض تفريعات النهر فى الجنوب، وقد كلف الرئيس وزير الري المصري اتخاذ اللازم في هذا الشأن.
كما أكد الرئيس على أنه حريص على الملف الأفريقى، وأنه كلف نبيل فهمي، وزير الخارجية، بزيارات ومهام فى هذا الإطار وأنه يتابع يوميا تقارير الخارجية حول ذلك الأمر.
وحول المقترح الذى طرحة على القمة العربية الأفريقية الثالثة بإنشاء شبكة عربية أفريقية للتنمية، لفت الرئيس إلى أن الاقتراح يحتاج إلى آلية للتنسيق بين مختلف الصناديق والآليات التنموية العربية والأفريقية لتحقيق مركزية إدارة التنمية فى أفريقيا، مشيرا إلى أن مصر ترحب باستضافة الاجتماع الأول للشبكة لوضع أسس التعاون بين هذه الصناديق وإقامة قاعدة بيانات حول الاحتياجات التنموية للشعوب العربية والأفريقية.
وردا على سؤال حول التخوف من وجود اعتراضات لبعض الدول على المرحلة الانتقالية فى مصر، قال الرئيس عدلى منصور "كنت متأكدا أنه لن يحدث شئ من هذا فى القمة العربية الافريقية الثالثة بالكويت، والآن أصبحت معظم دول العالم تنظر إلى مصر نظرة مختلفة وتدعم التقدم والاستقرار وتنتظر منا خطوات جادة فى خارطة الطريق واول خطوة باذن الله ستكون فى إنجاز الدستور لنؤكد بها للعالم أننا جادون فى خطواتنا، حيث نسعى إلى أن تعود مصر إلى مكانتها فى العالم".
وحول لجنة "الخمسين" لإعداد الدستور، قال الرئيس منصور "لست طرفا فى هذا الأمر ولم اتدخل فى أمر اللجنة مطلقا لأنها هى صاحبة الحكم والقرار، ووفقا للإعلان الدستوري الذى أصدرته مع بداية خارطة الطريق ، فان اللجنة مشكلة لإعداد تعديلات على دستور 2012، وأنا كمواطن مصرى راض ٍ عن الزخم والنقاش والحوار الدائر بين فئات وطوائف مختلفة لأن الله خلقنا متفاوتين ومع اختلافنا فى الرأي فاننا نتفاعل معا من أجل دستور يضمن الحريات والحقوق.
وأوضح الرئيس أنه لايجب لأي فئة أن تتصور أن تأخذ من الدستور كل ماترغبه حيث يجب أن نتوافق على الحدود الدنيا لهذه المطالب، مشيرا إلى أن انجاز الدستور يعتمد على مشاركة الشعب بكامله فى الاستفتاء عليه، لأن نزول الشعب دليل جديد على نجاح ثورته فى 30 يونيو.
وحول زيارتيه للكويت الأولى والثانية، قال الرئيس عدلي منصور إنه جاء فى الأولى فقط ليشكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد على الدعم الكويتي لمصر، وأنه تناول أيضا أهمية الاستثمارات الكويتية فى مصر، وإنه التقى بعدد من رجال الاعمال والمستثمرين الكويتين فى مصر وسمع منهم شكاواهم ووعد بتذليل الصعوبات مادامت لاتخالف القانون.
وحول الثانية، أكد الرئيس أن لقائه مع أمير الكويت تناول التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن الكويت تنظر إلى مصر بتقدير بالغ، مضيفا أن اللقاء تطرق إلى حزمة المساعدات الكويتية التى تم الاعلان عنها من قبل وتبلغ 4 مليارات دولار منها مليار منحنة عينية فى هيئة مواد بترولية ومليار أخرى منحة تنتظر تصديق مجلس الأمة الكويتى إضافة إلى مليارى دولار وديعة كويتية فى البنك المركزى، منوها إلى أن هذه هى الحزمة الأولى وهناك حزمة أخرى تتضمن مليارات أخرى سيتم الاتفاق عليها قريبا.
وأكد الرئيس أنه طمئن أمير الكويت على الأوضاع فى مصر وأنها تسير إلى الأفضل، لافتا إلى أن أمير الكويت أعرب عن أمله أن تستعيد مصر مكانتها فى أقرب فرصة.
وسُئل الرئيس عن مدى اعتماد مصر وتعايشها على هذه المساعدات الخارجية، قال "نحن لا نعيش على المساعدات، ونحن فى ظرف ومرحلة صعبه، فالسنة الماضية كانت عصيبة اقتصاديا، ولا يمكن لمصر أن تستجدى أحد، وعلينا دفع المواطنين للعمل، ونطالبهم بأن يهدأوا وينتجوا".
وتساءل الرئيس كيف تعيش مصر فى ظل عدم استقرار ومظاهرات من كل الفئات؟، وكيف يأتى المستثمر والسائح فى بلد يستمر فيها العنف ولا هّم للأمن غير مواجهة الارهاب؟، وقال "لقد تحمل الأمن أكثر مما يحتمل فى مواجهة المظاهرات والعنف والإرهاب، وأصبح مشتتاً، بينما يجب أن يتفرغ لدوره فى تحقيق الأمن الجنائى".
وردا على سؤال حول امكانية ترشحه للرئاسة ، شدد الرئيس منصور قائلاً "أنا لا أرغب فى الترشح".
وحول دور بعض الدول الأقليمية والعربية فى دعم المظاهرات والارهاب فى مصر، قال "لدي معلومة عن مثل ذلك، وانا كقاض أحكم بالدليل".
وحول خارطة الطريق وانجازات الحكومة لفت الرئيس إلى أن الأوضاع تستقر فى مصر يوما بعد يوم، وأن الحكومة تعمل وتحاول أن تقدم كل ماتستطيع وأنه لاتفكير فى تغيير وزارى، لافتا إلى أنه أعطى لرئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوى صلاحيات كبيرة لكى يعمل بحرية وفقا للمبدأ القانونى "تلازم السلطة والمسئولية"، موضحا أنه يجب ألا ننسى الإرث الثقيل الذى ورثته الحكومة وأنها تسعى لتحقيق تطلعات وآمال المواطنين.
وحول مدى قبوله للنقد ، قال "أننى أحب النقد الموضوعى..ولا يؤلمنى النقد مهما كان..بل أكون سعيد..والنقد الساخر مقبول عندى".
وردا على سؤال بأن مؤسسة الرئاسة تنقصها كفاءات وتخصصات وخبرات معينة، قال الرئيس: "معك حق..وانا أحاول أن أؤدى فى حدود المتاح وأترجم للواقع ما اعتقد أنه صحيح"
وبالنسبة لمستشارى الرئيس ، قال: "لم أعرف أحد منهم من قبل..وعرفتهم من خلال أعمالهم ونشاطاتهم المعلنة عبر وسائل الإعلام..وبناء على ذلك أخترتهم".
وحول الحديث عن المصالحة والمبادرات التى تطلق من حين إلى آخر مع جماعة الإخوان ، قال الرئيس مستنكرا: "مصالحة مع من؟!..الشعب فى جانب والآخر جماعة وذيولها..جماعة فعلت فى الشعب ما فعلت..هل ممكن أن أتصالح مع مجرم؟..انا أرفض كدولة"، مشيرا إلى أن ماحدث من زلزال للجماعة "فى إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين" أعاد ترتيب بعض الأولويات عند كثير من قياداتها فأصبحت الآن تضم عناصر لاتتخلى عن العنف وهناك عناصر أخرى تعيد التفكير فى أوضاعها، وعناصر ثالثة انسحبت من المشهد دون أن تعلن هذا، مؤكدا على أنه لا إقصاء لأحد فى المشهد السياسى".
وحول العلاقات المصرية الروسية قال الرئيس عدلى منصور أنه تلقى مؤخرا اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أيد خلاله ما تقوم به مصر حاليا فى اطار خارطة الطريق، معلنا تأييدا غير مشروط ودعما فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ونوه الى ان بوتين تلقى تقارير من وزير الخارجية الروسى عن نتائج مباحثاته هو ووزير الدفاع الى مصر مؤخرا وأنه راض عن مدى ما أحرزته من تقدم داعيا الى استمرار الاتصالات بينهما .
وأشار الرئيس الى انه وجه دعوة للرئيس الروسى لزيارة مصر فى الوقت الذى يختاره بوتين..ولفت منصور الى ان الفترة القادمة ستشهد تطورا كبيرا فى العلاقات المصرية الروسية ، وهذه العلاقات لا تؤثر مطلقا على العلاقات المصرية الأمريكية وأنه من الأفضل لمصر أن تتعامل مع الجميع على قدر المساواة.
وحول شكاوى المواطنين التى تصل اليه ، قال الرئيس إن شكاوى المواطنين تصله مباشرة ويرسلها للوزير المختص طالبا منه الرد عليه بإعادة الشكوى بالحل المناسب.