فضّ اشتباكات بين المتظاهرين في محيط المتحف المصريّ

وقعت اشتباكات بين المتظاهرين المنتمين إلى عدد من القوى الثوريّة، وبين آخرين مؤيدين لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، في ميدان التحرير، بالقرب من المتحف المصريّ، بسبب هتافات المتظاهرين "يسقط حكم العسكر".وقد رصد "مصر اليوم"، إطلاق قوات الأمن للقنابل المسيلة للدموع، فور اندلاع الاشتباكات، للفصل بين المتظاهرين، ونجح الأمن في الفصل بين المتظاهرين، وأجبرهم على التراجع إلى ميدان التحرير، والابتعاد تمامًا عن محيط المتحف المصريّ التي وضع أمامه عدد كبير من المُدرّعات العسكريّة. وأكد مساعد وزير الداخليّة لقطاع حقوق الإنسان حسين فكري، أن "هناك تعليمات مشددة من وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لقوات الأمن، بالتزام أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين، الذين يحييون الذكرى الثانية لأحداث شارع "محمد محمود"، من دون النظر إلى أية انتماءات سياسية.وشدد فكري، في تصريح رسمي إلى التلفزيون المصريّ، الثلاثاء، على أن الوزارة تحرص بجدية على تأمين المنشآت المهمّة والحكومية والشرطية كافة، وأن الوزارة تواصلت مع كل الموجودين على الساحة، سواء كانوا شباب الثورة أو منظمات المجتمع المدنية والحركات السياسية، للخروج بهذا اليوم في سلميّة، وعدم إتاحة الفرصة لأي مُخرّب أو السماح لأي فصيل يستغلّ تلك الفعاليات أو يُفسدها.
وأعلنت قوى ثوريّة، إلغاء إقامة سرادق لشهداء الثورة في شارع "محمد محمود"، بعد تلقي تهديدات بحرق الصوان منذ أيام، حيث أوضحت القوى الثورية في بيان لها، الثلاثاء، أنها وأي من كوادرها لن يكونوا موجودين في ميدان التحرير، مع دعائهم أن يمر اليوم من دون أن يكون في ختامه أم ثكلى أو طفل يتيم، يضيف للجروح جرحًا، وللمصائب كارثة.وأشار بيان القوى، إلى "أنهم تلقّوا تهديدات منذ أيام، بحرق الصوان، لكنهم لم يتوقفوا عندها لشعورهم بخطورة اللحظة وأهمية المبادرة"، مؤكدين زيادة التهديدات بمنع السرادق تحت تهديد الحرق بزجاجات "المولوتوف"، وأنهم أوضحوا سابقًا دوافع إقدامهم على إقامة السرادق، والتي لم تتعد رغبتهم في حقن الدماء.
ووقّع على البيان، كلٌ من تكتل القوى الثورية و"المجلس الوطني" و"الجمعية الوطنية للتغيير" وجهات أخرىوقد حدد المتظاهرون المتواجدون في شارع "محمد محمود" لإحياء الذكرى الثانية لشهداء هذا اليوم، قواعد المشاركة في إحياء الذكرى، وذلك من خلال رفع لافتة كبيرة بعرض الشارع مكتوب عليها "قواعد يوم محمد محمود".وتمثلت هذه القواعد، في أنه "ممنوع رفع أية شعارات مؤيدة للفلول، أو العسكر، أو الإخوان، وعدم الدخول في أي من الشوارع الجانبية المؤدية إلى وزارة الداخلية، عدم محاولة تخطي الجدار الخرساني وراء أي شخص يحاول الدخول وإشعال الأمور، عدم حمل أية أسلحة بيضاء أو ناريّة، عدم البدء بالاعتداء بأي شكل من الأشكال على الداخلية، فهدفنا التظاهر".
وتمت مناشدة الجميع، التعاون التام مع شباب التأمين، ومساعدتهم على حماية وتنظيم المسيرات، كما تم تحذير وزارة الداخلية وقياداتها، من مجرد محاولة التفكير في الاعتداء على المتظاهرين السلميين.ورفع المتظاهرون صورة كبيرة للشهيد محمد كريستي، ولافتات مكتوب عليها "الحرية" و"عيش.. حرية.. تطهير الداخلية"، في حين رفع أنصار الجيش، صورة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، بجانب صورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر داخل ميدان التحرير.
ورفع المشاركون، لافتات مكتوبًا عليها "حدود مصر الثورة مع دولة ميدان التحرير محتلة"، وفي مدخل شارع "محمد محمود" تم رفع لافتة كبيرة مكتوب عليها "ممنوع دخول من خان، عسكر، فلول، إخوان"، مرددين هتافات "اشهد يا محمد محمود.. الثوار قالوها بأعلى صوت.. إن الثورة مش هتموت".ووقعت مشادات كلامية واشتباكات بالأيدي بين عددٍ من مؤيدي ومعارضي الجيش، أمام النصب التذكاريّ في ميدان التحرير، عقب ترديد هتافات مناهضة للقوات المسلحة، الأمر الذي أثار حفيظة أنصار الجيش، وتطوّر الأمر إلى تراشق بالألفاظ واشتباكات.