الانتخابات البرلمانية

انتقد عضو الهيئة العليا لحزب "الحركة الوطنيّة" المهندس ياسر قورة، ما تردد بشأن نية تنظيم "الإخوان" المحظور في مصر، للدخول في مباحثات وحوارٍ جاد مع السلطات المصرية، من أجل الخروج من الأزمة الراهنة، مؤكدًا أن "أي حوار مع فصيل تلوثت يداه بدماء المصريين مرفوض ولا جدوى منه". وأشار قورة، في بيان له، إلى أن التنظيم "الإخواني" لما أدرك تمامًا أن فعالياته المختلفة في الشارع باتت بلا تأثير، وأن كل يوم يمر من دون تحقيق أنصار الرئيس السابق محمد مرسي أي من مطالبهم ورغباتهم، ينتقص منهم ويقربهم من خط النهاية الأبدية، راحوا يدخلون في مناورة ومراوغة إخوانية جديدة، وهي الدفع بفكرة "الحوار" وقبول "المصالحة"، حتى يتثنى لهم التغلغل مُجددًا داخل المشهد السياسيّ المصريّ، وإيجاد قدم لهم في الساحة تُمهّد لتواجدهم ومساعيهم للعودة إلى تصدّر الشارع السياسيّ مُجددًا.
وحذّر القيادي في "الحركة الوطنية"، من مُخطط "إخواني" شامل برعاية التنظيم الدولي، حلقته الأولى تكمن في الدفع بقبول فكرة المصالحة، والاعتراف بشرعية النظام القائم، في مقابل السماح لهم بالعمل السياسي في إطار شرعي، ثم تأتي الحلقة الثانية والخاصة بمُحاولة توغلهم في المشهد السياسي عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة، سواء من خلال الضغط على الدولة للتراجع عن حل حزب "الحرية والعدالة"، أو من خلال الدفع بمرشحين "إخوان" لم يحترقوا لدى الشارع بعد، على قوائم بعض الأحزاب المدنية، وهي مناورة إخوانية مُعتادة، وقد شهد التاريخ مثلها من ذي قبل مواقف مشابهة للجماعة التي تعمل بمبدأ "مصلحة الجماعة أولاً"، بعيدًا عن أية أيدلوجيات أو أية انتماءات سياسية، فيما كشف أن "هناك بعض الأحزاب المدنية بالفعل التي نجح عناصر من (الإخوان) في اختراقها، والتغلغل فيها من خلال الصف السادس والسابع غير المعروفين للإعلام والعامة، في محاولة لإعادة إفراز التنظيم بصورة شرعية".
وناشد قورة، شباب الأحزاب المُختلفة، بأن "يواصلوا العمل على طريق الثورة المصرية، وأن يقوموا بكشف أية عناصر إخوانية داخل أحزابهم وفضحها أمام الرأي العام، لتقزيم مساعيهم التي تهدف إلى محاولة العودة مُجددًا بشتى الطرق، عقب أن أدركوا أنه لا سبيل إلى عودتهم بطريقتهم الحالية وتظاهراتهم الهزيلة التي تعاني ضعف الحشود".
ولفت عضو الهيئة العليا لحزب "الحركة الوطنية"، إلى أن مُخطط التنظيم "الإخواني" الآن من إحدى حلقاته التخطيط لطرح عناصر موالية للجماعة للترشّح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، للسبب ذاته، وهو إعادة إفراز التنظيم "الإخواني" وسيطرته على مقاليد الأمور في مصر، وتمكين فكرتهم "الأممية" كنواة لمشروعهم في المنطقة، قائلاً "هناك عدد من الأسماء التي يدرسها التنظيم الدولي للإخوان الآن، والتي لم يتم حرقها في الشارع بعد أو يتم اتهامها في قضايا جنائية وخلافه، وبعض تلك الأسماء مُنتمين للتنظيم أو موالين له ومؤيدين مواقفه من دون الانتماء رسميًا"، مؤكدًا أن "اتجاه السلطات المصرية لتعميق تعاونها مع الجانب الروسيّ، وما تم تداوله بشأن اتجاه القاهرة لتنويع مصادر التسليح وإبرام صفقة مع روسيا، يدفع الولايات المُتحدة الأميركية للتخبّط، والتراجع قليلاً عن دعم التنظيم (الإخواني)، وبناءًا على ذلك قام التنظيم الدولي للجماعة المحظورة بتغيير خُططه في مصر، دافعًا بتلك المراوغة الجديدة التي على السلطات المصرية ألا تقبل بها، وأن تكون على دراية تامة بكافة المخططات التي تُحاك ضد الوطن وضد ثورة الشعب المصري وهويته".
ودعا قورة الشعب إلى النزول بكثافة لتمرير الدستور، والمشاركة بقوة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشددًا على "ضرورة الحرص الشديد عند اختيارالمرشحين بالبحث في سيرهم الذاتية، حتى لا ينتخبوا خطأً أعضاء المحظورة "، فيما طالب أجهزة الأمن بتوعية الناخبين، للكشف عن هوية أي مرشح ينتمي إلى تيار "الإخوان المسلمين"، حتى نحقق أهداف ثورة 30 حزيران/يونيو، وتبدأ مصر أولى خطواتها نحو الاستقرار والتقدم والازدهار.