ظريف مع آشتون خلال محادثات جنيف في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2013

اعلنت الولايات المتحدة ان القوى الكبرى تقترب من إبرام اتفاق أولي مع إيران للحد من برنامجها النووي، مرجحة ان من "الممكن جدا" التوصل الى اتفاق عندما يجتمع الجانبان في 21 و22 تشرين الثاني في جنيف.وقال مسؤول اميركي للصحافيين الجمعة، "لا أعرف اذا كنا سنتوصل إلى اتفاق. أعتقد أن من الممكن جدا أن نستطيع التوصل إليه ولكن ما زالت هناك قضايا صعبة"، مشيراً الى أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيلتقيان في 20 من الشهر الحالي في جنيف بينما سيجتمع ممثلو القوى الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة) مع مسؤولين إيرانيين في اليومين التاليين.وقال هذا المسؤول في تصريح للصحافيين "سنعمل بكد خلال الاسبوع المقبل. لا اعرف اذا كنا سنتوصل الى اتفاق. لكنني اعتقد ان هذا الامر ممكن جدا. الا ان هناك ملفات معقدة لا تزال عالقة وهي بحاحة الى حل".واكد المسؤول الاميركي نفسه انه في ختام المحادثات الاخيرة قدمت القوى الكبرى الست الى ايران مسودة اتفاق "اكثر قوة" و"محسنة" تقدم "مزيدا من الوضوح" لبعض المواضيع مقارنة مع الصياغة الاصلية لمشروع الاتفاق.وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما حضَّ اعضاء الكونغرس المتشككين على الإحجام عن فرض مزيد من العقوبات على ايران، قائلا ان اي تخفيف للعقوبات يتحقق خلال المفاوضات يمكن بسهولة الرجوع عنه و"تشديده مرة أخرى" اذا فشلت الديبلوماسية في ارغام طهران على كبح برنامجها النووي.
وسعى اوباما، في طلبه الأكثر مباشرة حتى الآن لإتاحة مزيد من الوقت لمتابعة السعي الى التوصل الى اتفاق ديبلوماسي مع ايران، الى تهدئة المخاوف في الكونغرس وبين حلفاء الولايات المتحدة ومنهم اسرائيل والسعودية التي ترى أن حكومته تتنازل عن الكثير في المحادثات بين طهران والقوى العالمية الست.
وقال بعض المشرعين عقب الاجتماع انهم لم يقتنعوا. ولم يكن هناك علامة فورية على ان أوباما استطاع كسب مؤيدين لموقفه.
في غضون ذلك، أظهر تقرير تفتيش للأمم المتحدة أن إيران أوقفت توسعا سريعا سابقا في قدرتها على تخصيب اليورانيوم منذ تولي حسن روحاني الرئاسة في دفعة محتملة للديبلوماسية الهادفة الى إنهاء النزاع بشأن برنامج ايران النووي.
وفي توضيح آخر قد يعتبره الغرب ايجابيا، قال التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لم تضف مكونات رئيسية أخرى الى مفاعل محتمل لانتاج البولوتونيوم منذ آب. والتباطؤ الملحوظ في نمو النشاط الإيراني ذي الاستخدام المحتمل في تطوير قنابل نووية قد يكون هادفا الى دعم التحول المثير في اللهجة من روحاني تجاه الغرب بعد سنوات من المواجهة المتزايدة وتعزيز موقف ايران في المفاوضات مع القوى العالمية التي من المقرر استئنافها يوم 20 من تشرين الثاني.
وادت الخارجية الإيرانية أن أي اتفاق حول الملف النووي لا يحظى بقبول الشعب الإيراني وممثليه لا يحظى مبدئيا بفرصة النجاح. ونقلت وكالة (إرنا) الرسمية امس، عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله "إن أي اتفاق لا يحظى بقبول إيران ولا يعترف رسميا بحقوق الشعب الإيراني ولا يكون على أساس الاحترام المتبادل والموقف المتافئ، فانه لا يحظى مبدئيا بفرصة النجاح".
ورد ظريف على وزير الخارجية الاميركي جون كيري أنهم "مهما حاولوا فإنهم لا يمكنهم تغيير الحقيقة التي جرت هناك". أضاف ان "ما يستوجب الآن هو أن نتمكن من الحديث عن ضرورة احترام حقوق الشعب الايراني وضرورة التعاطي من موقف متكافئ".
في المقابل، وصف وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، تهديدات أميركا وإسرائيل لبلاده بأنها "مزحة"، داعياً إلى عدم أخذها على محمل الجد.
وفي القدس المحتلة اعتبر وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينيت زعيم "حزب البيت اليهودي" خلال زيارة الى واشنطن ان الوقت غير مناسب لـ"المقامرة" بامن اسرائيل.
وقال بينيت امام معهد بروكينغز سابان للدراسات حول سياسة الشرق الاوسط "في الوقت الذي انا فيه تواق الى السلام، فاني لا اعتقد ان هذا هو الوقت الملائم للمقامرة بأمننا". ورأى ان العقوبات القاسية المفروضة على ايران يجب الا تخفف.
ويشار إلى أن بينيت، زعيم "حزب البيت اليهودي" الديني المتشدد المؤيد بقوة للاستيطان، يزور الولايات المتحدة في مهمة مستعجلة بتوجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لتأليب أعضاء الكونغرس الأميركي ضد تسوية ديبلوماسية محتملة بين الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووي.
وفي سياق متصل، ندد وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي، جلعاد أردان، أمس، بالانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى الحملة المكثفة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، ضد الاتفاق بين الدول الكبرى وإيران، بشأن الملف النووي الإيراني.
وحض الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الاسرائيليين أمس على ابداء الاحترام للولايات المتحدة في مسعى الى تهدئة العلاقات مع الحليف الاكبر لبلاده التي توترت بسبب ايران.
إلى ذلك، أعرب نحو ثلثي الإسرائيليين اليهود عن معارضتهم اتفاقاً يجري بحثه حالياً بين إيران والدول الكبرى حول برنامجها النووي، بحسب استطلاع للرأي نُشرت نتائجه أمس.
ورداً على سؤال "هل على إسرائيل دعم أو معارضة مشروع الاتفاق الجاري بحثه مع إيران؟"، قال 65,5 في المئة من المشاركين إنه ينبغي معارضته، و16,2 في المئة صوتوا لمصلحة دعمه، فيما لم يدل الآخرون برأي.
كما أشار الاستطلاع إلى تأييد 52,4 في المئة من اليهود الإسرائيليين هجوما إسرائيليا على منشآت نووية في حال إبرام "اتفاق سيئ" ومواصلة إيران برنامجها النووي. وفي المقابل رفض 26,8 في المئة من المشاركين، هجوماً من هذا النوع.