اجتماع جنيف النووي بين إيران والدول الغربية الست

أبدت واشنطن الخميس، في ظل أجواء اجتماع جنيف النووي بين ايران والدول الغربية الست، استعداد القوى العالمية للنظر في تخفيف محدود للعقوبات عن طهرا في مقابل دليل واضح على انها تتخذ خطوات لكبح برنامجها النووي. هذا التلميح الايجابي من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ، بدا وكأنه رد مقبول على مسار المحادثات النووية المنعقدة في جنيف بين ايران ومجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، الى المانيا، والتي يبدو أنها انتقلت الى خطوات محددة تقيّد قدرة طهران على تصنيع السلاح النووي، في مقابل حصولها على تخفيف للعقوبات التي أضرت باقتصادها في الصميم. وصرح الناطق باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني بانه في مقابل "اجراءات ملموسة يمكن التحقق منها" لمعالجة بواعث القلق الدولية الطويلة الامد، ستنظر القوى الست في "تخفيف محدود ومستهدف ويمكن الرجوع عنه لا يؤثر على الهيكل الأساسي لعقوباتنا". الا أنه حذر من أنه اذا فشلت ايران في اظهار تقدم في شأن برنامجها النووي ، يمكن التراجع عن التخفيف "المعتدل" للعقوبات وفرض عقوبات أشد.
وفي خطوة أخرى ذات دلالات، أفاد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان مسؤولين أميركيين وايرانيين أجروا محادثات ثنائية "جوهرية" على هامش المحادثات النووية. وقال إن الاجتماع الذي استمر ساعة بين الوفدين الاميركي برئاسة وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان والإيراني برئاسة نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي كان "محادثة جادة وجوهرية". وكان عراقجي صرح بان اقتراح طهران وقف بعض نشاطاتها النووية في مقابل تخفيف انتقائي لبعض العقوبات الاقتصادية حظي بموافقة القوى الست. كذلك أبلغ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "رويترز" بعد الجلسة الصباحية أن "المحادثات تسير على نحو جيد، وبدأنا نقاشات أكثر تفصيلاً. يحدوني الامل في أن نتمكن من المضي قدما".
وفي مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون، قال ظريف: "اعتقد انه من الممكن التوصل الى تفاهم أو الى اتفاق قبل اختتام المحادثات مساء غد (اليوم)". واضاف ان طهران "مستعدة لمحاولة تبديد القلق" من برنامجها النووي، لكنه شدد على انها لن تتخلى تماماً عن تخصيب الاورانيوم. وفي ظل هذه الاجواء المتفائلة، حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من ان قبول الاقتراح الايراني سيكون "خطأ تاريخياً".