حكيم الله محسود زعيم حركة "طالبان"

اتهمت باكستان الولايات المتحدة بقتل آمال السلام بعد مقتل زعيم حركة طالبان الذي قتلته طائرة أميركية بلا طيار عشية اجتماع بين المسلّحين وممثلين عن الحكومة. وأعلّنت قوات الأمن في باكستان حالة تأهب قصوى بعد تعهد "طالبان" بتنفيذ سلسلة من الهجمات الانتقامية بعد مقتل حكيم الله محسود في مجمع في داندي ديربا خيل Dande Derpa Khel شمال وزيرستان. وذكرت التقارير أنّ  مجموعات من حركة  "طالبان" التقت في اليوم ذاته من أجل اختيار زعيم جديد. كما ذكرت تقارير أنّ محسود كان عائدًا إلى مقره في المناطق القبلية النائية بعد اجتماع مع آخرين في مسجد قريب، عندما قُصف بـ 4 صواريخ، صباح الجمعة، وقُتل خمسة أو ستة آخرين في هذه الغارة، بما في ذلك عمه، وابن عمه وحارسه الشخصي.
وانتخب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، أوائل هذا العام بعد تأكيده أنّه يريد أنّ يبدأ محادثات مع "طالبان" كوسيلة لإنهاء عُنف المتشددين، وحث علنًا الولايات المتحدة لإنهاء هجمات الطائرات دون طيار. وأشار الخميس، أثناء وجوده في لندن، إلى أنّه قام بالاتصال الأولي، والتقى، السبت، مجموعة من رجال الدين المسلمين، يعملون كوسطاء مع مقاتلي "طالبان" نيابة عن الحكومة. واستنكر مجموعة من وزراء الحكومة الباكستانية الهجوم الأميركي الذي قتل زعيم "طالبان"،  وأكدّ وزير الداخلية شودري نزار، أنّ حكومته "تعتقد أنّ الولايات المتحدة مسؤولة عن مقتل السلام في هذه المنطقة". ودعا "إلى إعادة النظر في العلاقة بين واشنطن وإسلام اباد بالكامل". وأشار إلى "أنّ حكومة باكستان لا ترى هذه الغارة بمثابة غارة على فرد بعينه، ولكنها على عملية السلام".
وأكدّ المتحدث باسم رئيس وزراء باكستان طارق عظيم، لـ"الإنتبدنت"، الأحد، أنّ "الحكومة تأمل أنّ تستمر عملية المحادثات مرة واحدة بعد أنّ اتفقت طالبان على زعيم جديد". مشيرًا "لقد وضعت هذه الغارة المحادثات في خطر".
وأوضح أنّ "هناك شعور قوي في باكستان أنّه في كل مرة تكون هناك عملية محادثات سلام يحدث شيء مثل هذا، لقد كان أمرًا غير مفيد للغاية".
ونقل المتحدث باسم الحكومة شاه فرمان، للصحافيين أنّ المشرعين سيمررون قرارًا، الاثنين، لقطع خطوط حلّف شمال الأطلسي، وهو طريق رئيسي يمر عبر ممر خيبر.
وأكدّت الولايات المتحدة أنّها تؤيد إجراء محادثات مع "طالبان" أفغانستان والمقاتلين المسؤولين عن الهجمات على الولايات المتحدة وقوّات حلف شمال الأطلسي داخل أفغانستان، ويُقال أنّها تعترض على اقتراح شريف بالتحدث إلى "طالبان" باكستان.
وأكدّ الخبير من جنوب آسيا في جامعة جورج تاون في واشنطن كريستين فير، أنّ هناك احتمالاً ضئيلاً أن تحقق المحادثات المقترحة أيّ شيء. بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن وضع المحادثات مع "طالبان"، هناك الآن أيضًا قلقًا شديدًا إزاء احتمال شنّ مزيد من العنف.
وأكدّ المتحدث باسم "طالبان" عزام طارق لوكالة "رويترز"، أنّ البلاد يُمكن أنّ تتوقع سلسلة من الهجمات الانتقامية، وأشار إلى "أنّ كل قطرة من دم حكيم الله ستتحول إلى انتحاري، وأميركا وأصدقائها لا ينبغي أنّ يكونوا سُعداء لأننا سوف ننتقم لدم شهيدنا".
وفيما يتعلق بعملية السلام، لم يتضح ما إذا كان زعيم "طالبان" الجديد سيكون مستعدًا لإجراء محادثات في الطريق كما كان محسود، وأشارت سلسلة من التقارير إلى أنّ "طالبان" لم تقرر بديلاً عن محسود لعدة أيّام، ومن بين الأسماء المحتمل اختيارها خليفة نائبه خان سعيد.