تونس_ أزهار الجربوعي
أكد مصدر أمني تونسي لـ"مصر اليوم"، الخميس، مقتل رجل أمن وإصابة 2 آخرين، إثر تعرضهم لطلق ناري من قبل مسلحين مجهولين، في مدينة منزل بورقيبة التابعة لمحافظة بنزرت شمال تونس، فيما تعيش البلاد على وقع حملات مداهمات أمنية واسعة تستهدف مسلحين ومتشددين دينيًا حيث تم القبض على 11 عنصرًا في بنزرت، و7 في صفاقس إلى جانب القبض على مسلح متورط في عملية قتل 6 من رجال
الحرس التونسي، الخميس، في سيدي بوزيد، يأتي ذلك فيما قرر المجلس الأعلى للأمن التونسي الذي انعقد الخميس، بإشراف رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المنصف المرزوقي، رفع التنسيق والتدخل المشترك للتشكيلات الأمنية والعسكرية كافة في التصدي للمجموعات المتطرفة المسلحة، بينما تطالب نقابات الأمن في تونس الحكومة، بتوفير حماية تشريعية قانونية لرجال الأمن وتجريم الاعتداء عليهم وتمكينهم من منح الخطر ومنح مكافحة التطرف.
وأفاد مصدر أمني أن رجل أمن استشهد وأصيب 2 آخرين في منطقة منزل بورقيبة من محافظة بنزرت (80 كيلو متر شمال العاصمة التونسية)، إثر تعرضهم لطلق ناري من قبل مسلحين مجهولين.
وأوضح المصدر أن تفاصيل العملية، تشير إلى أن سيارة مُستأجرة رفضت الامتثال لإشارة رجال الأمن الذين أمروها بالتوقف خلال دورية مراقبة قرب مصنع الفولاذ في مدينة منزل بورقيبة من محافظة بنزرت، حيث تعمد ركاب السيارة البالغ عددهم 4 أشخاص إشهار السلاح في وجوه رجال الأمن وإصابتهم بطلق ناري مما أدى إلى استشهاد حافظ الأمن محمد التوجاني وإصابة كل من حافظا الأمن محمد بلال عزيزي ووائل كرام.
وقد أرسلت الوحدات الأمنية المركزية تعزيزات مكثفة إلى منطقة منزل بورقيبة ، التي تخضع اليوم الخميس لعمليات تمشيط ومداهمات لملاحقة المجموعة المسلحة التي قامت بإطلاق النار على دورية الأمن ، كما تم فرض طوق أمني على المدينة وتشديد
الرقابة على مداخلها ومخارجها، كما تمكنت الوحدات الأمنية من القاء القبض على 11 عنصرا من المنتمين للتيار السلفي، بعد أن حاولوا فى الليلة الفاصلة بين الاربعاء والخميس اقتحام مقر منطقة الامن الوطنى بالمدينة .
ولم تقتصر هذه الحملات الأمنية على مدينة بنزرت، إذ أعلنت الوحدات الأمنية حالة استنفار قصوى، لهدف تضييق الخناق على الجماعات المتشددة دينيا والمسلحة في كامل تراب الجمهورية، حيث تم القبض الخميس، على 7 أشخاص من المنتمين إلى التيار السلفي الجهادي إثر توافد معلومات حول وجود سيارات تحمل مسلحين وذخيرة حية، في محافظة صفاقس (350 كم جنوب العاصمة التونسية).
وتشهد مدينة صفاقس، كبرى مدن الجنوب التونسي، حالة استنفار أمني قصوى، حيث سيطرت الوحدات الامنية على جميع مداخل المدينة مع تمركز كثيف للدوريات الأمنية القارة والمتحولة وتشديد الرقابة والتفتيش خاصة على السيارات.
وفي سيدي بوزيد، وسط البلاد، أكد مصدر أمني اعتقال أحد عناصر المجموعة الإرهابية التي قتلت أمس الأربعاء 6 رجال حرس تونسي بينهم رئيس وحدة مكافحة إرهاب ومسؤول استعلامات في كمين مسلح.
وقد تم نقل المشتبه به إلى العاصمة التونسية للتحقيق معه، وسط تعتيم وتكتم كبير من أجهزة الأمن في ما يتعلق بأعداد الموقوفين والقتلى والجرحى في صفوف العناصر المتطرفة.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو الخميس، رفع التنسيق والتدخل المشترك بين مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية من قوات الحرس الوطني والأمن والجيش في التصدي للمجموعات المتطرفة المسلّحة.
وجاء هذا القرار عقب انعقاد المجلس الأعلى للأمن التونسي في قصر الرئاسة بقرطاج، بإشراف رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد المنصف المرزوقي و رئيس الحكومة علي لعريض ورئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)مصطفى بن جعفر.
وتركز الاجتماع على دراسة الوضع الأمني العام في البلاد ومتابعة تطورات الأحداث الميدانية في مدن سيدي علي بن عون ومنزل بورقيبة وقبلا ط، التي شهدت حوادث مسلحة وهجمات إرهابية أدت إلى مقتل 9من رجال الأمن في أقل من اسبوع، كما أوقعت عددًا من الجرحى، وفقا لما أعلنته الحكومة التونسية.
وقد تم التشديد خلال هذا الاجتماع الأمني رفيع المستوى الذي حضره وزراء الداخلية لطفي بن جدو و الدفاع رشيد الصباغ و العدل نذير بن عمو ، إلى جانب مشاركة القيادات العسكرية والأمنية، على "عزم مختلف الأسلاك الأمنية وقوات الجيش الوطني القضاء على المجموعات الارهابية المسلحة" .
كما أشاد المجلس الأمني التونسي بتضحيات قوات الحرس والأمن والجيش الوطني وبجهودهم المتواصلة في الذود عن حرمة الوطني، فيما شدد الرؤساء الثلاثة على أنّ هذه "الاعتداءات الإرهابية الجبانة لن تزيد التونسيون إلا إصرارا على مواجهة ظاهرة الإرهاب والانتصار عليها"، على حد قولهم.
وتعيش تونس اليوم أول أيام الحداد الثلاثة التي أقرها رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، حزنا على أرواح 6 من رجال الأمن الذي استشهدوا في كمين مسلح أمس الأربعاء، فيما رحبت نقابة أعوان ومساعدي الامن الوطني بتونس العاصمة، بقرار وزارة الداخلية القاضي بتمكين الأعوان والاطارات الأمنية من أسلحتهم الفردية خارج أوقات العمل، حسب نص بيان النقابة، داعية رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي إلى تفعيل الإعلان عن حالة الطوارئ في البلاد، نظرا للظروف الامنية الصعبة التي تعيشها، حسب نص البيان.
وطالبت النقابة قضاة التحقيق الى الحزم في التعامل مع الإرهابيين ومراعاة مصلحة الوطن والمواطنين عند الاجتهاد في هذه القضايا، داعية المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) إلى دراسة القوانين المتصلة في القطاع الأمني.
وتطالب نقابات الأمن في تونس الحكومة، بتوفير حماية تشريعية قانونية لرجال الأمن وتجريم الاعتداء عليهم وتمكينهم من منح الخطر ومنح مكافحة التطرف ، مع تزايد الهجمات المسلحة التي بات من الواضح أنها تضع رجال الأمن في مقدمة أهدافها.