عناصر من حركة الشباب الإسلامية في الصومال

أطلقت القوات البحرية الأميركية السبت الماضي الساعة الثانية صباحًا هجومًا برمائيًا قويًا على حركة الشباب الإسلامية المتشددة في براوي في الصومال. وبعد أقل من ساعة، أجبروا على التراجع رغم عدم نجاح مهمتهم في تحقيق أهدافها، واعتمادا على مقابلات مع شهود العيان وأعضاء من حركة الشباب بالإضافة إلى تصريحات المسؤولين والتقارير الإعلامية، يمكن لصحيفة "الغارديان" أن تقدم لكم الصورة الأكثر شمولا حتى الآن عن غارة قبل الفجر الأميركية الجريئة، وماذا أخطأت فيه. كان هدف أميركا منزلا يقع على الشاطئ يتكون من طابقين لا يمثل أي خطورة في براوي، وهي بلدة تعتمد على الصيد عدد سكانها 200 ألف شخص. كانت أميركا تخطط لعملية حساسة للقبض، وليس لقتل عبد القادر محمد عبد القادر، وهو كيني من أصل صومالي وقائد كبير في حركة الشباب وكان مرتبطا بعدد من المؤمرات الإرهابية. ويقع المنزل علي بعد 200 متر من البحر ، وكان يعرف أن هذا المنزل يسكنه متطرفون أجانب ممن ذهبوا إلى الصومال لتبني قضية حركة الشباب، وهذا لا يمثل خبرا جديدا للأم فادومو شيخ Fadumo Sheikh ". قالت "أنا أعيش في منزل بالقرب من الشاطئ واعتدت على رؤية المنزل كل يوم، كان هناك الكثير من المقاتلين التابعين لحركة الشباب يدخلون ويخرجون من المنزل ، كنت أعتاد على رؤيتهم ولكن لم أكن أعتقد أن هناك شخصا مهما للغاية يعيش داخل المنزل". وأضافت كان إطلاق النار في الصباح الباكر شيء غير عادي باستثناء حينما يقوم أفراد حركة الشباب بإجراء تدريبات. "لقد سمعت إطلاق النار يتزايد، لم يكن لدي أي شعور أو فكرة عن مثل هذا الهجوم من الأميركيين، نظرت إلى ساعتي بعد قرابة 30 دقيقة وسمعت انفجارا، وبعد بضع دقائق، وقع انفجار قوي آخر". وما لم تشاهده السيدة وغيرها من سكان براوي، التقدم الخفي لفريق البحرية، وهي الوحدة ذاتها التي قتلت أسامة بن لادن في باكستان، في قارب سريع نحو الساحل الصومالي، اجتاح الفريق الشاطئ ، ولكن لم يكن هناك أي شخص في براوي نائما في هذا الوقت المبكر البارد.
وقال عبد الرحمن يارو، وهو مقيم منذ فترة طويلة في المدينة، "كنت أضع العمامة على رقبي ورأسي من البرد وأتوجه إلى المسجد.عندما اقتربت للدخول، سمعت صوتا ورائي . ورأيت ما يشبه ثلاث بقرات كبيرة تسير شمال المسجد، كان الظلام مخيما لذلك لم أتمكن من التعرف جيدا على هذا الشيء. وأضاف "بعد 10 دقائق فقط سمعت صوت النار الأول - وهذا حدث عندما وقعت معركة بالأسلحة النارية بين مقاتلي حركة الشباب في المنزل والقوات الأميركية. لقد فهمت الآن أن الأبقار الكبيرة التي رأيتها أثناء الليل كانت القوات الخاصة الأميركية وحقائبهم العسكرية التي كانوا يحملونها على ظهورهم أثناء توجههم إلى المنزل المستهدف. واتخذت القوات الأميركية مواقعها داخل مجمع المنزل، وفقا لتقرير "إن بي سي" ، الذي قال إن مقاتلا تابع لحركة الشباب كان يمشي وسط الرؤية غير واضحة، وكان يدخن سيجارة، وبعد ذلك دخل المنزل مرة أخرى، وذلك وفقا لما حصلت عليه من مصدر يعلم تفاصيل الغارة . بدا المقاتل هادئا، ولم يبد أي علامة على أنه شاهد القوات الأميركية، ولكنه عاد وهو يطلق النار من بندقية AK-47. عنصر المفاجأة فٌقد، وبدأ مقاتلو حركة الشباب في إطلاق النيران والقذائف بشكل عشوائي مما أيقظ سكان البلدة قبل صلاة الفجر. ولكن استمرت القوات الأميركية في الهجوم، وفقا لرجل كبير في العمر، بشرط عدم ذكر اسمه. وأضاف أن المهاجمين الأميركيين انقسموا إلى فريقين ، الفريق الأول يتكون من ستة أشخاص اقتحم المنزل وبدأ في إطلاق النار على من في داخله، والفريق الثاني يتكون أيضا من ستة أشخاص مكثوا في الخارج. أسوأ إطلاق للرصاص حدث في الداخل كان حينما قتل مقاتل من حركة الشباب. لدى الحركة أكثر من مقاتل في الداخل وكانوا يقاتلون بكل قوة ضد القوات الأميركية.
وقال الرجل إن "الأميركيين حاولوا دخول غرفة غرفة للبدأ بالبحث عن السمكة الكبيرة "القائد" ولكن عزز الشباب مقاتليهم من منزل آخر، وبعد ذلك تدهور الوضع حتى تراجعت القوات الأميركية".
ووفقا لتقارير "إن بي سي"، فإن القوات الأميركية كانت ترى عبد القادر من النوافذ ولكنه كان محميا بدرجة كبيرة، ووفقا لحركة الشباب فإنه لم يكن بداخل المنزل.
وعلى الرغم من أن مسؤولي البنتاجون كانوا مترددين بشأن سرد الرواية الكاملة ، إلا أنهم قالوا إن القوات الأميركية تراجعت من معركة إطلاق النيران خشية وقوع ضحايا مدنيين، تسربت المعلومات إلى الصحافة التي تشير إلى أن المجمع السكني كان يتضمن على عدد كبير من السكان والأطفال أكثر مما كان متوقعا. عادت القوات البحرية إلى قواتها، ممتنة بعدم وقوع ضحايا مدنيين. بينما قالت شهود العيان أنهم شاهدوا شخصا واحدا من حركة الشباب لاقي مصرعه وهو حارس عبد القادر الخاص.
قال وزير الدفاع الصومالي الثلاثاء إن عبد الحكيم حاجي محمود الفقي، إن اثنين من أعضاء حركة الشباب لاقوا حتفهم، أحدهم أجنبي، على الرغم من أن الهدف الأكبر لم يتم العثور عليه.
وقال مصدر بالأمم المتحدة إن اثنين من حركة الشباب لاقا مصرعهم أحدهما رجل سوداني،والآخر صومالي من أصل سويدي. عقب الهجوم الأميركي، عملت حركة الشباب على نشر مقاتليها المسلحين بكثافة للقيام بدوريات في شوارع براوي، في حين تم وضع أيضا رجال وأسلحة مضادة للطائرات على الشاطئ، كان هناك أيضا رد فعل عنيف محلي مع مطاردة المشتبه في قيامه بتقديم المعلومات التي ساعدت المخابرات الأميركية في تحديد موقع المنزل. وتم إلقاء القبض على الرجل الذي يستخدم مقهى الإنترنت المحلي كثيرا الأحد و مازال محتجزا . من شأن أحداث السبت ، 5 تشرين الأول/أكتوبر، أن تعزز من ثقة حركة الشباب في قوة دفاعها ولكن أيضا تعطي إشارة إلى أن أقوى جيش في العالم على استعداد لجلب المعركة إلى عتبات منزلها.
وفي حديث في مسجد براوي الاثنين، قال المتحدث باسم الحركة الشيخ أبو مصعب إن "الدول الغربية يجب أن تضع في اعتبارها أننا نعلم أننا هدف لهم، ولكننا لن يتم القبض عليها حين غرة". وأضاف"نعلم أنكم تعدون سكاكينكم لقطع رؤوسنا. نعلم أعداءنا . ولكننا لسنا بغافلين حتى تقوموا بالهجوم علينا على حين غفلة، نحن دائما متيقظين لكم وهجماتكم الفاشلة ستنتهي دائما بالفشل".
وقال ديفيد جارتينستين روز Daveed Gartenstein-Ross، الذي يدرس الصومال وحركة الشباب في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن الرد الفوري المحتمل لحركة الشباب سيتمحور بشأن تعزيز الأمن الداخلي والسيطرة على براوي، بدلا من شن هجوم إرهابي آخر. لكن قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، إن العملية في الصومال، بالتزامن جنبا إلى جنب مع العملية في ليبيا، أظهرت "دقة لا مثيل لها، والوصول والقدرات العالمية للولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب. "هذه العمليات، في ليبيا والصومال، بعث برسالة قوية للعالم بأن الولايات المتحدة لن تدخر جهدا للقبض على الإرهابيين، بغض النظر عن المكان الذي يختبئون فيه أو فترة هروبهم من العدالة"، "وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل إن العمليات أكثر الخاصة، والغارات ضد حركة الشباب لم تأت بعد. وقال "إن العمل في شراكة مع حكومة الصومال، وجيش الولايات المتحدة سيستمر لمواجهة التهديد الذي تشكله حركة الشباب".
وأضاف في بيان الاثنين إن الولايات المتحدة لديها قدرات عسكرية لا مثيل لها، ويمكن الاعتماد على أي واحدة منهم لتعطيل الشبكات والمؤامرات الإرهابية."