القاهرة – أكرم علي
القاهرة – أكرم علي
أكد رئيس الوزراء المصري، حازم الببلاوي أن المسار السياسي لتحقيق خارطة الطريق يأخذ مجراه الطبيعى، ونأمل أن يستكمل دوره القريب العاجل، ويطرح مشروع الدستور على الاستفتاء وينتخب البرلمان ورئيس الدولة..و قال رئيس الوزراء خلال كلمة ألقاها للشعب المصري بمناسبة الذكري الأربعين لاحتفالات انتصار أكتوبر، إن الاقتصاد هو مشكلتنا الكبرى، كما أنه أيضًا منقذنا وملاذنا الأخير، مضيفا أن الاقتصاد بدأ يتماسك
ويستعيد صحته.وأكد رئيس الوزراء أن "هناك بوادر واضحة ومؤشرات مطمئنة"، ولكن الاقتصاد وإنجازاته لا تتحقق بمنحة من السماء، وإنما بجهود الأفراد والحكومات، فالأوطان لا تبنى بالتمنيات والدعوات الصالحة، وإنما بالعمل الجاد والعرق، وأحيانا بالدموع. كذلك فإنه لا حقوق من دون واجبات، كما أن الحرية بلا مسئؤولية، هي عبث ودعوة للفوضى. فالاقتصاد يتطلب الجدية والصبر والمثابرة، ومسيرة التقدم ليست نزهة، ولكنها بصعابها ومشاقها، أكثر إثارة وإرضاء للنفس كما هي مدعاة لاحترام الذات.. وأكد رئيس الوزراء أن النجاح الاقتصادي يقوم على دعامتين، الكفاءة والعدالة، فلا إنجاز اقتصادي من دون كفاءة إنتاجية، وقدرة على العمل الجاد، مع الابتكار وتحمل المخاطر، ولكن الاقتصاد، من ناحية أخرى، لا يستمر أو يدوم من دون شعور بالعدالة والإنصاف، وتكافؤ الفرص ومنع الاستغلال.و طالب رئيس الوزراء من كل أبناء مصر التكاتف والتماسك في هذه اللحظات الدقيقة التي نمر بها، الأمر الذي يتطلب الثقة في النفس، والثقة فى الغير، والثقة في المستقبل والتفاؤل به. فهذه هي أدوات النجاح والازدهار، أما ثقافة الشك والريبة فى كل شيء، والتربص بكل عمل، فهذه أدوات الهدم والشقاق.وقال رئيس الوزراء إن مسيرتنا الحالية بدأت في ظل أوضاع أمنية بالغة القلق والاضطراب، وبفضل من الله، ومع جهود رجال الشرطة ومساندة القوات المسلحة ودعم الشعب، استعادت البلاد، إلى حد بعيد، الطمأنينة والأمان، وإن ظلت اليقظة مطلوبة، كما ما تزال المخاطر تلوح بعناصرها الخبيثة، وإن فقدت الكثير من قواها..و قال الببلاوي إنه وبعد أن استعاد الأمن الكثير من قوته وعافيته، وبدأت مسيرة البناء الديمقراطي في طريقها، فإن الاقتصاد المصري قد بدأ بدوره في اليقظة. وقد استعادت السوق تفاؤلها كما تظهره المؤشرات فى زيادة الاحتياطي النقدي، واستقرار أسعار الصرف وتحسنها، وازدهار البورصة، ورفع القيود من الدول الأجنبية على حظر السياحة إلى مصر أو تخفيفها. وفي الوقت نفسه، فإن المساندة الجادة والمخلصة من أشقائنا في دول الخليج تدعم مسيرتنا، فضلا ً عن تحسن المناخ الدولى. وكل هذه مؤشرات بالغة الدلالة.وتوجه رئيس الوزراء بالتهنئة للشعب المصري في ذكرى واحدة من أغلى ذكريات مصر الحديثة، ذكرى السادس من أكتوبر 1973، واصفا هذا اليوم " بأنه يوم استردت مصر كرامتها مع عبور الجيش المصري لقناة السويس إلى أرض سيناء الحبيبة. ولم يكن هذا الانتصار سهلاً أو ميسراً، بقدر ما كان محنه واختباراً "
و قال رئيس الوزراء إننا نستلهم روح أكتوبر المجيد، لكي نعيد للبلاد أمنها واستقرارها ونمائها فى معركة قد لاتقل ضراوة أو قسوة ، مشددًا على التفاف الشعب مع جنوده الأبرار، لإعادة بناء دولة مدنية ديمقراطية، والمشاركة مع أشقائها فى العروبة لاستعادة دور مصر الخلاق في عالم جديد يؤمن بالحرية والعدل والسلام.