رام الله - وليد ابوسرحان
أثار ترك مقاول إسرائيلي عاملا فلسطينيًا أصيب بجروح بالغة ينزف على الرصيف حتى الموت ردود غاضبة للفعل، في صفوف الفلسطينيين، الذين طالبوا المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، الأربعاء، بوضع حد لمسلسل التنكيل اليومي، الذي يتعرض له العمال الفلسطينيون العاملون في سوق العمل الإسرائيلي.
قتل العامل الفلسطيني،
الذي كان يعمل في تل أبيب، دون تصريح، في حادث للعمل وقع الإثنين، خلال ترميم لبناية في أحد الأحياء في المدينة، وذلك بعد إصابته بجروح بليغة وقيام المقاول الإسرائيلي بإلقائه على الرصيف، وتركه ينزف حتى الموت.
وقال شهود عيان لموقع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: إن العامل أصيب خلال عمله، وقام المقاول بمساعدة عاملين آخرين بجره من مكان العمل حتى الرصيف، وتركه دون تقديم الإسعافات الأولية له أو استدعاء لسيارة للإسعاف، كون العامل يعمل دون تصريح لدخول إسرائيل.
وقال الشهود: إنهم شاهدوا المقاول الإسرائيلي وهو يجر العامل المصاب إحسان أبو ستة (من نابلس)، وتم استدعاء سيارة للإسعاف من قبل المارة، لكن العامل كان قد توفي وتم نقل جثته إلى مستشفى "إيخيلوف" في تل إبيب.
وقال المواطن حسام فروجي (من سكان قرية قلنسوة)، والذي كان متواجدًا في المكان: العامل المتوفي يعمل لدى المقاول منذ أسبوع وشاهدته يعمل بالمطرقة، ويبدو أن شيئًا ما قد سقط عليه وأصابه بجراح خطيرة جدًا، وشاهدت المقاول وعاملين آخرين يركضون نحو الموقع، فأمسك المقاول بالعامل من يديه، فيما أمسك العاملان الآخران بقدميه، وألقوا به على حافة الطريق المقابلة للموقع بكل بساطة.
وأضاف فروجي أنه "حاول التحدث مع المقاول وقال له "لماذا تلقي به مثل الكلب؟ أَنقِذهُ بدلا من ذلك. قَدِّم له المساعدة حتى وإن كان من سكان المناطق (إشارة إلى الضفة الغربية)"، لكن المتعهد أغلق الشقة وفرّ من المكان، فقمنا نحن باستدعاء سيارة الإسعاف، التي وصلت بعد 25 دقيقة".
وقال شاهد عيان آخر، رفض كشف اسمه لموقع "هآرتس": لقد صرخت على المقاول أثناء إلقاء العامل على الطريق. أمر كثيرًا من المنطقة وكان العامل يومها يعمل داخل الشقة. لقد شاهدته عدة دقائق قبل أن يفارق الحياة وحين شاهدتهم يجرونه ليلقوا به في الشار، صرخت عليهم وقلت لهم أن لا يقوموا بعمل مثل هذا، لم أصدق عيني ولم أصدق أنهم ألقوا به في الشارع ولاذوا بالفرار.
ونجحت سيدة تقيم في المنطقة تدعى كلوديا ليفين في توثيق ما جرى وتصويره بكاميرا فيديو، ووصفت ما جرى بكلمات مماثلة لتلك التي استخدمها بقية الشهود، وأضافت "عرض عليهم بعض الأشخاص تقديم الماء للعامل وعرضوا عليهم هاتفًا لاستدعاء الإسعاف، لكن المقاول وبكل بساطة أغلق الشقة وطلب من عماله الهرب".
وردًا على التصرف غير الإنساني من قبل المقاول الإسرائيلي، طالب "الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين" المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة العمل الدولية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، بـ "وضع حد لمسلسل التنكيل اليومي، الذي يتعرض له العمال الفلسطينيون العاملون في سوق العمل الإسرائيلي".
وأشار الاتحاد، في بيان له الأربعاء إلى "الانتهاكات التي يتعرض لها العمال الفلسطينيون في أماكن ومواقع عملهم في إسرائيل، والمتمثلة في سرقة حقوقهم العمالية المترتبة على جهة التشغيل والمشغلين الإسرائيليين وفقًا لاتفاقيات وقوانين العمل الإسرائيلية والدولية، في ظل صمت وتواطؤ المنظمات النقابية الإسرائيلية، التي تدعي حماية حقوق العمال".
ويعمل قرابة 200 ألف عامل فلسطيني من الضفة الغربية داخل إسرائيل، غالبيتهم لا يحصلون على تصاريح لدخول إسرائيل، مما يجعلهم عرضة للأخطار والاستغلال أكثر من الذين بحوزتهم تصاريح للعمل".