عناصر تابعة للجيش السوري الحكومي

أظهر تقرير أصدره "مركز توثيق الانتهاكات في سورية" حمل اسم "رحلة الهروب من الجحيم" ، ارتكاب ضباط وعناصر فرع المخابرات الجوية في حرستا عمليات قتل وتعذيب وحشي بحق المعتقلين خارج نطاق القضاء، حيث أجرى مركز التوثيق مقابلات مع جميع الشهود من المعتقلين الذين تمكنوا من الهرب وبشكل تفصيلي بشأن الوضع المأساوي للمعتقلين في الفرع المذكور، وعن عمليات القتل خارج نطاق القضاء والذي شهده الفرع في الفترة الأخيرة ، فيما قالت المنسقة العامة في مركز توثيق الانتهاكات في سورية المحامية رزان زيتونة التي زارت الشهود برفقة فريق الرصد الميداني: "هنالك أكثر من 400معتقل، ينتظرون الموت رميًا بالرصاص بدم بارد بعد تعذيبهم وتشغيلهم بالأشغال الشاقة، وجميعهم ممن مضى على اعتقالهم أكثر من سنة"، وطالبت زيتونة  بتحويل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية.وكان قد تمكّن المعتقلون "أحمد صابر حمادة 27 عاماً، لؤي كمال بكور( 25 عاماً)، وفواز إبراهيم بدران (23 عامًا)، وحسان نصر الله (25 عامًا)، وموفق الجندلي  ( 25 عامًا) " من الهرب من فرع المخابرات الجوية سيء الصيت الواقع في حرستا في ريف دمشق، وذلك في 2تموز/ يوليو 2013 أثناء قيامهم بأعمال الحفر "الأعمال الشاقة"، تاركين خلفهم مئات المعتقلين من الشباب يتعرضون للتعذيب ويواجهون خطر الإعدام الميداني –حسب قولهم-، بعد أن يتم تشغيلهم في الأعمال الشاقة من حفر الخنادق والمتاريس، لحماية جنود النظام في منطقة قريبة من ذلك الفرع المشؤوم، واستنادًا إلى شهادات هؤلاء المعتقلين والتي تناقلتها مواقع المعارضة أصدر "مركز توثيق الانتهاكات في سورية" هذا التقرير.
وذكر الشهود الـ5 أسماء بعض الضحايا الذين تم اعدامهم ميدانيًا في الفرع أخيرًا ومنهم: عبد المعين الشالط، أبو كاسم النداف، وائل السراقبي، محمد الخطيب وغسان بلور، وأكدّوا في شهاداتهم على وحشية أعمال التعذيب التي كانت تجري ضد المعتقلين وخاصة أثناء فترة التحقيق والتي كانت تمتد أحياناً لشهور عديدة، وتحدثوا أيضًا عن وضع المعتقل المزري جدًا وخاصة من الناحية الصحية حيث كان جميع المعتقلين يعانون من أمراض جلدية مزمنة، وكانوا يعانون من قلة التغذية حتى أنهم أصيبوا بما سموه "مرض الجوع".
ومن جانبه يقول الشهد  أحمد حمادة واصفًا عملية التعذيب خلال التحقيق: "في غرفة المحقق كان هناك بساط الريح، والدولاب، عندما يضعوني على الدولاب كانوا يضربونني نحو خمسين ضربة بعصا قاسية لونها أخضر، في إحدى المرات بقيت على الدولاب نحو 16 ساعة، كما استخدم معي المحقق الكهرباء بمناطق حساسة، كان يشحن عصا الكهرباء ويفرغها في أجسادنا، كنا نشم رائحة الجلد المحترق. وفي إحدى المرات جرى شبحي لمدة 5 أيام متواصلة بالحمامات، وهي منطقة قذرة جدًا، الحشرات تمشي على أجسادنا ولا نستطيع أن نتحرك".
وأفاد المعتقلون الهاربون بوقوع جرائم إعدامات ميدانية ترتكب في هذا المعتقل، حيث يتمّ اقتياد عدد من المعتقلين من الفرع إلى مكان قريب لحفر الخنادق والمتاريس لقوات النظام، للاحتماء بها من ضربات الجيش الحر، وبعد أن تنهك قوى المعتقل ويصبح عاجزاً عن الحركة أو العمل يأتي أحد الضباط واسمه "معن" وهو برتبة مقدم وملقب بـ "أبو الموت" وينفذ عملية الإعدام.
يقول المعتقل فواز: " "أحضروا المعتقلين محمد خير النداف، وعبد المعين الشالط من دوما، إلى مكان الحفر والأعمال الشاقة وكانت حالة المعتقل عبد المعين سيئة جداً، وجسمه كان أزرقًا من المرض والتعذيب، وكان ينازع الموت، عاش فقط 6 ساعات، في الحاجز، تعرض فيها لأشدّ أنواع التعذيب. لا أظنّ أنّ أحداً في هذا العالم قد تعرّض لمثل هكذا تعذيب في حياته من حرق بأكياس النايلون، إلى الحرق بالبارود، حيث قاموا بكتابة اسم الطاغية "بشار الأسد" على صدره بالبارود وإشعاله، إضافة إلى سكب الماء الساخن عليه، طلبوا منه "الكفر" وسب الذات الإلهية، لكنه رفض، وفارق الحياة بعدها".
وقالت المنسقة العامة في مركز توثيق الانتهاكات في سورية المحامية رزان زيتونة التي زارت الشهود برفقة فريق الرصد الميداني: "هنالك أكثر من 400معتقل، ينتظرون الموت رمياً بالرصاص بدم بارد بعد تعذيبهم وتشغيلهم بالأشغال الشاقة، وجميعهم ممن مضى على اعتقالهم أكثر من سنة"، وطالبت " ، بتحويل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، واصفة ما يرتكب على يد قوات النظام بأنه "فاق أي تصور في بشاعته وإجرامه"، وناشدت المنظمات الدولية للتدخل الفوري لإنقاذ حياة المعتقلين في فرع جوية حرستا وبقية السجون والمعتقلات السرية في سوريا.
وتمكن المركز من توثيق أكثر من ثلاثة آلاف معتقل قضوا في أقبية المخابرات السورية منذ بدء الاحتجاجات في آذار/ مارس 2011.
يذكر أن فرع المخابرات الجوية في حرستا يتبع إلى إدارة المخابرات الجوية، والتي تعتبر من بين أشرس أجهزة أمن النظام السوري، حيث تتمتع بسلطات واسعة النطاق، تتعدى جميع المواطنين لتصل إلى أعالي الرتب من ضمن النظام ذاته.
ويتبع هذا الجهاز لوزارة الدفاع لكنه يُعتبر "دولة ضمن دولة" قائمة بذاتها، ويترأس هذا الجهاز حالياً اللواء "جميل حسن"، وتقع ما يسمى "آمرية الطيران" في ساحة الأمويين، وهو المقر الرئيسي لجهاز المخابرات الجوية في سوريا، بينما يقع فرع التحقيق في مطار المزة العسكري، ويمتلك هذا الجهاز العديد من أماكن الاحتجاز السرية ضمن الفرقة الرابعة، التابعة للجيش السوري، وخاصة الفرع 555 مظلي في السومرية في دمشق.