دمشق ـ جورج الشامي
طالبت المعارضة السورية اليوم الاحد المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الاسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الاسد واتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية.وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان اليوم انه "يصر انه على حظر استخدام الاسلحة الكيميائية التي ادت الى خسائر في الارواح بأكثر من 1400 مدني سوري، ان تمتد الى حظر استخدام القوة الجوية والاسلحة البالستية ضد
المراكز السكنية".ويأتي موقف المعارضة غداة اعلان واشنطن وموسكو اتفاقهما على خطة لوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية تمهيدا لتدميرها بحلول منتصف العام 2014، واصدار قرار من مجلس الامن الدولي يتيح استخدام القوة في حال عدم وفاء نظام الرئيس بشار الاسد بالتزاماته في هذا المجال.ولم يذكر بيان المعارضة بشكل مباشر الاتفاق الروسي - الاميركي الذي يأتي اثر مبادرة روسية وافقت عليها دمشق، تقضي بفرض رقابة دولية على الاسلحة الكيميائية سعيا لتفادي ضربة عسكرية لوحت بها واشنطن ردا على هجوم مفترض بهذه الاسلحة قرب دمشق في 21 آب/اغسطس، اتهمت النظام بالوقوف خلفه.
واعتبر الائتلاف في بيانه ان "الاقتراحات الروسية تشجع النظام على الاستمرار في سلوكه العدواني داخل سوريا، وتعطيه الحيز السياسي الذي يحتاجه لتصعيد حملته العسكرية".
وطرحت المعارضة حظر القوة الجوية والصواريخ، من ضمن خمس نقاط "تلخص موقف الائتلاف في ما يتعلق بكيفية المضي قدما لتلبية الجرائم المستمرة ضد الانسانية التي يرتكبها نظام الاسد واغتنام الفرصة المتاحة حاليا لوقف الحملة العسكرية ضد المراكز السكنية، ووضع حد لاستمرار معاناة الشعب السوري"، في اشارة الى النزاع المستمر منذ عامين ونصف عام.
واعتبر الائتلاف ان "تأمين الاسلحة الكيميائية" يجب الا يكون "على حساب السعي لتحقيق العدالة وتقديم مرتكبي الهجمات بالاسلحة الكيماوية الى المحكمة الدولية".
وشدد على وجوب ان يتم التعامل مع المبادرة الروسية "بموجب البند السابع من ميثاق الامم المتحدة لمنع تملص النظام واجباره على الانضمام الى اتفاقية حظر استخدام الاسلحة الكيماوية في الصراعات المسلحة والحروب".
كما دعا الى "اعادة نشر الاسلحة الثقيلة (للنظام) بعيدا عن المراكز السكانية وحظر استخدامها لقصف المدن والقرى السورية".
ويواجه مقاتلو المعارضة نقصا في التسليح النوعي في مواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية المرتكزة في شكل اساسي على سلاح الطيران.
وطالب الائتلاف "الاشقاء العرب ومجموعة اصدقاء سوريا بتعزيز قدرات المعارضة العسكرية لتتمكن من تحييد سلاح جو نظام الاسد ودباباته لاجبار النظام على انهاء حملته السياسي وقبول حل سياسي يؤدي الى التحول الديموقراطي في سوريا".
ميدانياً، شنّ الطيران الحربي السوري، صباح الأحد، غارات عدة على دمشق وريفها ودرعا، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة في الرقة، بين مقاتلي وحدات "حماية الشعب الكردي" من جهة، وعناصر "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة" من جهة أخرى.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بسقوط قذيفة "هاون" أمام مبنى محافظة ريف دمشق في منطقة المرجة، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، في حين نفذ الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في حي برزة، ونفذت القوات الحكومية حملة دهم واعتقال عشوائي، صباح الأحد، في حي ركن الدين، طالت عددًا من المواطنين، كما عُثر على ثلاثة جثامين لمواطنين، بينهم امرأة، مجهولين الهوية في حي التضامن، نتيجة قصف الحي والاشتباكات الدائرة فيه، وقُتل مقاتل من الكتائب المعارضة على الأقل في الحي ذاته".
وأضاف المرصد السوري، "تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا في محافظة ريف دمشق، وسط تنفيذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على مناطق في مدينتي يبرود وزملكا، مما أدى إلى سقوط جرحى، ترافق مع قصف بلدة حوش عرب، فيما تستمر القوات السورية في قصفها مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة على أطراف المدينتين، وعلى أطراف مدينة عربين، في ظل أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفي محافظة الرقة دارت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت الأحد، بين مقاتلي وحدات (حماية الشعب الكردي)، وعناصر (الدولة الإسلامية في العراق والشام) و(جبهة النصرة) والكتائب المقاتلة، في قرية سوسك، إلى الغرب من مدينة تل أبيض، حيث تمكن مقاتلو (وحدات الحماية)، من السيطرة على القرية، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف (الدولة الإسلامية) و(النصرة)، إضافة إلى استيلائهم على أسلحة وذخيرة وعربات".
وأعلن المرصد، اندلاع اشتباكات عنيفة في محافظة حماة، بين القوات الحكومية واللجان الشعبية الموالية لدمشق من جهة، ومقاتلي "دولة الإسلام في العراق والشام" وكتائب مقاتلة عدة من جهة اخرى، في جبهة بري الشرقية وتل عبدالعزيز، مما أدى إلى مقتل 6 من قوات المعارضة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، فيما جرى قصف حكومي على قرى ناحية عقيربات في الريف الشرقي، مما أسفر عن سقوط جرحى، وفي درعا، نفّذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على مناطق في بلدتي انخل والحراك، مما إدى إلى سقوط جرحى، كما قًتل معارض من بلدة البكار متأثرًا بجراحه، نتيجة إصابته في اشتباكات في ريف القنيطرة، وقُتل آخر من بلدة الحارة متأثرًا بجراحه أيضًا، نتيجة إصابته في اشتباكات مع القوات السورية في ريف درعا، في الوقت الذي نفّذ فيه الطيران الحربي غارتين جويتين على مناطق في مدينة دير الزور، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة، كما تعرضت مناطق في أحياء المدينة، صباح الأحد، إلى قصف حكومي، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، وفي محافظة إدلب قُتل مقاتل من المعارضة، متأثرًا بجراحه نتيجة إصابته في اشتباكات مع القوات الحكومية في منطقة جبل الأربعين، كما قُتل آخر من بلدة جرجناز متأثرًا بجراحه، نتيجة إصابته في اشتباكات في بلدة أبو الضهور منذ شهر.