دمشق ـ جورج الشامي
أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن عددا كبيرا من الدول مستعدة للمشاركة في عمل عسكري ضد سوريا، في حين رحب نظيره الفرنسي لوران فابيوس بوجود "دعم واسع ومتعاظم" لرد "قوي" على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، فيما أرسل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فيديوهات للكونغرس الأميركي، تظهر ضحايا الأسلحة الكيماوية في سوريا، في محاولة لإقناع ممثلي الشعب الأميركي بالسماح له بضرب نظام
الأسد.وتظهر الفيديوهات أطفالا ورجالا ممددين أرضاً بعد تعرضهم للسلاح الكيماوي، وتظهر عليهم علامات التسمم بالغاز، كالرغوة البيضاء التي تخرج من أنفهم وفمهم، ويبدو البعض منهم جثثاً هامدة في حين يحتضر البعض الآخر.وعرضت هذه الصور على مجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الشيوخ من قبل إدارة أوباما التي أكدت للجنة المخابرات في مجلس الشيوخ أن الصور تظهر مشاهد تلت الهجمات بالأسلحة الكيماوية في 21 أغسطس/آب.وفي سياق متصل، سيجري أوباما 6 مقابلات تلفزيونية، يوم الاثنين 9 سبتمبر/أيلول، في إطار استراتيجية تستهدف عرض مزيد من الأدلة قبل تصويت حاسم في الكونغرس بشأن توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري.
وأوضح البيت الأبيض أنه سيجري تصوير المقابلات بعد ظهر يوم الاثنين وستذاع أثناء الفترات الإخبارية الخاصة بكل قناة مساء اليوم ذاته. ومن ضمن القنوات التي سيشارك مقدموها في مقابلة الرئيس الأميركي، "بي.بي.إس" و"سي.إن.إن" و"فوكس".
وأظهر استطلاع أجرته "رويترز/أبسوس" أن 56% من الأميركيين يعتقدون أن الولايات المتحدة ينبغي ألا تتدخل في سوريا بينما يؤيد 19% فقط العمل العسكري.
كما أظهر إحصاء لشبكة "سي.إن.إن"، جرى بثه السبت، أن 25 عضوا فقط في مجلس الشيوخ الأميركي يؤيدون استخدام القوة العسكرية بينما يعارضه 19 فيما لم يحسم الباقون موقفهم.
ومن المرجح أن ينال طلب التفويض بالعمل العسكري موافقة 60 من بين 100 عضو في مجلس الشيوخ قبل إحالته إلى مجلس النواب.
وقالت الشبكة إن 24 عضوا فقط يؤيدون القيام بالعمل العسكري في مجلس النواب الذي يستلزم موافقة 218 من أعضائه على الطلب بينما يعارضه 119.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن عددا كبيرا من الدول مستعد للمشاركة في عمل عسكري ضد سوريا، في حين رحب نظيره الفرنسي لوران فابيوس بوجود "دعم واسع ومتعاظم" لرد "قوي" على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.
وأعرب الوزيران في مؤتمر صحفي مشترك بوزارة الخارجية الفرنسية بباريس عن عزمهما "معاقبة" النظام السوري على شنه هجوما كيميائيا في 21 أغسطس/آب الماضي من خلال عمل عسكري "قصير ومحدد الأهداف".
وأكد فابيوس أن "هناك دعما واسعا ومتعاظما"، مضيفا: لقد"باتت هناك سبع من أصل ثماني دول في مجموعة الثماني تشاطرنا التحليل حول رد قوي، و12 دولة من مجموعة العشرين تشاطرنا أيضا هذا التحليل"، مشيرا أيضا إلى دعم الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.
ونفى فابيوس أن تكون فرنسا والولايات المتحدة "منعزلتين" على الساحة الدولية بسبب رغبتهما في شن عمل عسكري ضد دمشق. وقال "على العكس"، مرحّباً ببيان الاتحاد الأوروبي في وقت سابق السبت الداعي إلى "رد واضح وقوي" في سوريا.
وتؤيد باريس وواشنطن شن عملية "قصيرة ومحددة الأهداف" في سوريا، كما قال وزير الخارجية الفرنسي. وندد فابيوس أخيرا بقوة ب"جريمة حرب" و"جريمة ضد الإنسانية" و"مجزرة كيميائية قامت بها دمشق بإقرار وتوقيع من بشار" الأسد.
من ناحيته، أعرب كيري عن "تشجعه" بالبيان الأوروبي القوي جدا". وقال "هناك عدد من الدول، عدد من رقمين، مستعد للمشاركة في عمل عسكري. هناك مزيد من الدول المستعدة للقيام بعمل عسكري وأكثر مما نحن بحاجة إليه في نوع العمل العسكري الذي ننوي القيام به".
كيري قارن الرئيس السوري بشار الاسد بهتلر وصدام حسين اللذين استخدما وحدهما الكيماوي قبله، وأضاف: "بشار الأسد تجاوز الخط الأحمر، والذين قتلهم الشهر الماضي لم يكونوا جنودا في الخنادق بل شبانا صغارا من أبناء شعبه، وهو قادر على تكرار فعلته إذا لم نرد".
وكان كيري قد رحب ببيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهم السبت بعاصمة ليتوانيا فيلنيوس والذين دعوا فيه إلى "رد واضح وقوي" على الهجمات الكيميائية في سوريا، وقال كيري "نشعر بامتنان بالغ تجاه البيان الصادر عن اجتماع اليوم (أمس) في ما يتعلق بسوريا، بيان قوي يتحدث عن الحاجة إلى المساءلة".
هولاند رجح تسليم تقرير المفتشين الأمميين نهاية الأسبوع الجاري (الفرنسية)
وبعد اللقاء الذي جمع بين كيري وفابيوس، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مساء السبت إن" تقرير مفتشي الأمم المتحدة عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا سيسلم على الأرجح في نهاية الأسبوع الجاري".
وأضاف هولاند الذي كان يتحدث من مدينة نيس جنوب شرق فرنسا أن "موقف بلاده من المشاركة في أي عمل عسكري بسوريا سيتخذ بعد تصويت الكونغرس الأميركي الخميس أو الجمعة المقبلين، وبعد أن ينشر تقرير المفتشين".
ولم تحدد الأمم المتحدة موعدا لنشر تقرير مفتشيها، لكن الخبراء الذين أنهوا مهمتهم في 30 أغسطس/آب الماضي كانوا مصممين على العمل "سريعا" على العينات المأخوذة بحسب الأمم المتحدة، لكن مصادر في المنظمة الدولية أشارت إلى أن نتائج التحاليل قد تصدر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
من جهته، طالب مجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي ب"تدخل فوري" في سوريا بهدف "انقاذ" الشعب السوري من "بطش" النظام.
وقال الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني ان "الاوضاع الانسانية المأسوية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج، وما يتعرض له من إبادة جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تحتم على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذ الشعب السوري الشقيق من بطش النظام ووضع نهاية لمعاناته ومأساته المؤلمة".
لكن في الفاتيكان، وجه البابا فرنسيس نداء حارا ل"العمل من اجل السلام والمصالحة" ووضع حد للحرب، وذلك اثناء الصلاة من اجل سوريا التي عمت العالم اجمع.
وقال البابا امام سبعين الف شخص اتوا من جميع انحاء العالم الى ساحة القديس بطرس ان "الحرب هي دائما فشل للانسانية"، وحض على "سلوك طريق اخر" غير الحرب. وقال على وقع تصفيق حار "اود ان نهتف من كل اصقاع الارض: نعم هذا ممكن للجميع".
واضاف الحبر الاعظم "لنصلِّ في الامة السورية العزيزة وفي الشرق الاوسط وفي كل مكان في العالم من اجل المصالحة ومن اجل السلام، لنعمل من اجل المصالحة والسلام".
واخيرا، دانت الدول التسع الاعضاء في التحالف البوليفاري لشعوب اميركا (البا) التكتل الاقليمي الذي اسسته فنزويلا وكوبا احتمال حصول تدخل عسكري في سوريا واعلنت ارسال مساعدات انسانية الى اللاجئين السوريين في لبنان.
وقال هذا التحالف في بيان تلاه في كراكاس امينه العام رودولفو سانز، انه "يدين بشدة اي عمل أو نيّة للتدخل عسكريا في سوريا".
واضاف ان "التحالف يطلب من الولايات المتحدة الامتناع عن القيام باي اعتداء عسكري او تهديد باستعمال القوة ضد الشعب والحكومة" في سوريا، متهما واشنطن باللجوء الى نفس الاستراتيجية ضد النظام السوري التي استعملتها في ليبيا والعراق ومصر".
وينعقد الكونغرس الاميركي بعد عطلته البرلمانية الاثنين، بينما سيتحدث الرئيس باراك اوباما الى الشعب الاميركي الثلاثاء. وفي الوقت نفسه يقوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة الى موسكو.