القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي
فجّر الخطاب الذي أرسله مرشد "الإخوان" الموقّت محمود عزت للمرشد السابق الدكتور محمد بديع مفاجأة من العيار الثقيل، حيث توعد بالقيام بشن ضربات قاسية وموجعة للجيش "الانقلابي"، مشيرًا إلى أنه سيذيق عبد الفتاح السيسي ومحمد إبراهيم ويلات المرارة، في حين توقع بعض
السياسيين صدور مثل هذه الخطابات عن "الإخوان"، وحمّلوا الجماعة مسؤولية محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها، الخميس، وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.
وال عزت في خطابه "أقسمنا نحن وعدد من إخواننا على التضحية من أجل نصرة قضيتنا، وسوف نبذل قُصارَى جهدنا ليصبح جميع أعدائنا هم والرماد سواء".
واستطرد عزت في خطابه: سنقوم بشن ضربات قاسية وموجعة للجيش الانقلابيّ الخائن "، على حسب وصفه، وسنذيق عبد الفتاح السيسي ومحمد إبراهيم ويلات المرارة.
وعثرت جهات رقابية على الرسالة داخل منزل مرشد جماعة "الإخوان" السابق محمد بديع، والمقبوض عليه، كان أرسلها له مرشد الجماعة الموقّت محمود عزت.
وقالت نائب حزب "المصريين الأحرار" مارغريت عازر لـ "مصر اليوم" إن من المتوقع مثل هذه الخطابات، والشعبُ لا يمكن للإخوان الوقيعة بينه وبين الشرطة، فالشعب المصري واعٍ تمامًا، ويدرك أن "الإخوان" هم الذين يقفون وراء ذلك الحادث، وأنه لا يُعقل تمامًا أن تقوم وزارة الداخلية بمحاولة اغتيال الوزير لمجرد تشويه صورة جماعة "الإخوان المسلمين"، لأن ذلك يُعتبر قصورًا منهم، لأن من المفترض أن يتم إحباط الأمر سريعًا.
وتابعت عازر "إنها حتى وإن كانت الداخلية تسعى لتشويه صورتهم كانت قامت بأيّ أمر آخر غير وزير الداخلية، فهناك الكثير الذي من الممكن أن يفعلوه غير اغتيال وزير الداخلية".
وتنص الرسالة على: "أخانا العزيز الدكتور محمد بديع نعزّيك ونعزّي أنفسنا على قتل إخواننا في ميادين مصر، ولا يسعُنا إلا أن نُذكِّر بقوله تعالى (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)".
وتضيف الرسالة: "أخى العزيز إنقاذًا لجماعتنا، فقد عملنا طوال الفترة السابقة على تقديم أنفسنا لنصرة قضيّتنا وسوف ننتقم من جميع الخونة، وأولهم الانقلابيون العسكريون، ونحن نتيقّن أشدّ التيقّن بأن قيادات الجماعة سوف يتم القبض عليهم من قبل الانقلابيين العسكريين، حسب وصفه، وأتباعهم من الدولة البوليسية، لذلك، ولخدمة الجماعة، فإننا نرى في حالة القبض عليكم أنه يجب أن تمتنعوا عن المأكل والمشرب حتى الموت، وفي أثناء ذلك سنجد سبيلاً للخروج من الأزمة، والضرب بيدٍ من حديد على الجميع".
وفي المقابل، ذكر أحد المواقع الإلكترونية أن أحد النشطاء نصب فخًّا للقنوات المصرية عندما دشّن حسابًا "زائفًا" للمتحدث الرسمي باسم جماعة "الإخوان" محمود غزلان، وكتب تصريحات زائفة باسمه كانت طُعمًا للإعلام المصري حتى يثبت عدم مصداقيّته.
وبحسب صحيفة "الشروق"، فإن القصة بدأت عندما نشر الناشط تصريحات زائفة عن غزلان يقول فيها: "ستأتون إلينا زاحفين باكين تأملون أن نسامحكم".
وكان منها: "يا أهل مصر، لقد أتينا لكم لننقذكم من الجاهلية والكفر وعصور الظلام التي كنتم تعيشون بها، فهل هذا هو جزاء الإحسان؟.. سيعود الإخوان ليس لحكم ولاية مصر فقط أو المنطقة العربية، ولكن لحكم العالم ونشر دين الله وكتابه في جميع أرجاء الأرض".
وكان منها أيضًا: "تُصرف الشهادة التي تشهد لشهدائنا بأنهم شهداء عبر الصفحة الرسمية للحزب مع دفع تكلفة طابع شهيد 300 جنيه".
وذكرت الصحيفة أن قناة فضائية خاصة اختارت أن تخاطب مشاهديها صباحًا بأحد هذه التصريحات المزيفة، بل إن القناة استضافت في البرنامج نفسه الباحث في شئون الحركات الإسلامية سامح عيد هاتفيًّا؛ للتعليق على التصريح المزيف، كما أن عددًا من الصحف تناقلت تصريحات الحساب الزائف، حتى أن الموقع الإلكتروني لإحدى الصحف اليومية الخاصة أعد قصة موسعة عن التصريحات نقل فيها ردود فعل القراء!ّ
وكان الناشط البارز حازم عبد العظيم واحدًا ممن علّقوا على التصريحات، إلا أنه عاد وحذر من "الحسابات الزائفة".
وعلق الناشط صاحب التصريحات المزيفة على رد فعل الإعلام المصري تجاه تلك التصريحات بقوله: "لما صحافيين ومذيعين ينقلوا عن أكونت فيه كلام لا يُصدّق يبقى نصدق مين".
وعقّب أحد الصحافيين على واقعة الحساب المزيّف الذي هزّ مصداقية بعض وسائل الإعلام بقوله: "العدّ من "واحد" إلى "عشرة" كطريقة للتمهُّل من أجل التثبت من صحة ما ينقله الإعلاميون للناس قاعدة مشهورة في العمل الإعلامي، وعلينا أن نتذكرها كثيرًا هذه الأيام".