الشارع الإسرائيلي يميل إلى الشعور بالارتياح

القدس المحتلة  ــ  مصر اليوم يميل البعض في إسرائيل إلى الشعور بالارتياح إلى حد كبير لما يحدث من حولهم سواء في الشمال حيث الهجمات بالأسلحة الكيميائية، أو في الجنوب حيث يقوم الجيش المصريّ بقمع الإسلاميّين في مصر، ويشيع في إسرائيل حاليًا أن جيرانهم العرب غير مُستعدِّين للديمقراطية. ويقول إدوارد روفين، 73 سنة، والذي كان يعمل سائقًا "على ما يبدو فإننا سوف ننعم بسنوات كثيرة من الهدوء، ونستطيع كذلك أن نستقطع من ميزانية الدفاع والأمن لصالح التعليم"، وأضاف أن في إمكانه الآن أن ينام بسهولة "فالعرب باتوا مشغولين بأنفسهم، كما أن جيشوهم أصبحت ضعيفة، وسوف ينشغل العالم بهم ويتركنا وشأننا".
وتابع أن هناك مثلاً باللغة العبرية يقول "لقد نُجِّينا من فرعون، وسوف ننجُو من هذه أيضًا".
وعلى الجانب الآخر، تقوم السلطات الإسرائيلية بتوزيع أقنعة الغاز تحسبًا لهجمات انتقامية ضد إسرائيل، في ظل توقعات بقيام أميركا بهجوم على سورية.
ومع ذلك، فإنه لا يبدو على الناس الذين يتسلمون أقنعة الغاز أيُّ نوع من الخوف أو القلق، بل على العكس تبدو عليهم حالة من الروقان.
ويقول أريل غارسيا لوزانو، 31 عامًا وهو يهز أكتافه على سبيل اللامبالاة "نحن نحتفظ بهذا الأقنعة تحسبًا لحادث طارئ".
وعقد الزعماء الإسرائيليون سلسلة من الجلسات الطارئة لمجلس الوزراء، خلال الأيام الماضية، ورفعوا درجة الاستعدادات الداخلية، كما قام الجيش، الأربعاء، باستدعاء جنود الاحتياط، ووضع أنظمة الدفاع الجوي على أهبة الاستعداد.
ومع ذلك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يقول "إنه لا يوجد ما يدعو لتغيير روتين الحياة اليومية".
ويظل الناس في إسرائيل منشغلين ببدء العام الدراسي، الثلاثاء المقبل، والاستعداد لاحتفالات السنة اليهودية الجديدة، خلال الأسبوع المقبل، ولا أحد يهتم ببضعة صواريخ تنطلق على إسرائيل من صحراء سيناء أو من لبنان، وذلك بعد أن تعوَّد الناس على ذلك سنوات عدّة.
وفي ظل المخاوف المتزايدة من عُزلة إسرائيل الدولية بعد قرار الحظر الأوروبي على تمويل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، يأمل البعض في إسرائيل أن تُؤدّي الوحشية وعدم الاستقرار الذي تشهد المنطقة من حولها إلى خلق حالة من التعاطف في الخارج للتحديات الجغرافية السياسية التي تواجه إسرائيل.
وفي الوقت ذاته، يخشى آخرون من أن التغيرات التي تحدث في الدول المجاورة ستجعل الإسرائيليين أكثر تحفظًا إزاء تقديم التنازلات الضرورية لإبرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين، حيث ستخِفُّ الضغوط على إسرائيل أثناء المفاوضات التي ترعاها أميركا.
وتقول المتخصصة في علم الاجتماع إيفا إيلوز "وهذا أيضًا مسمار جديد في نعش رؤية اليسار الإسرائيلي، الأمر الذي سيزيد من الميول والتوجهات العنصرية في المجتمع الإسرائيلي"، كما تعرب عن قلقها وهي تقول إن أغلب الناس في إسرائيل لا يعون التاريخ جيدًا، وسيرتاحون إلى قول نيتانياهو "إنهم يريدون خروجنا، ونحن في حاجة إلى أن يكون أقوياء جدًا".
وتزداد قناعة الإسرائيليين في الوقت الراهن بأن العرب غير مؤهَّلين للديمقراطية. ويقول أريل برانتز وهو طباخ في مطعم "إن ما يحدث سوف يفتح عيون العالم، وإن العالم سوف يدرك مع من يتعامل".
وتابع آخر "إن ما يحدث في مصر وإيران وسورية سيوقظ الناس في العالم، وإنهم سوف يشمون رائحة النابالم".
ويثير الهجوم بالأسلحة الكيمياوئة الذكريات المريرة لدى الإسرائيليين بشأن الهولوكوست ومعسكرات اعتقال النازي، وتخيّل البعضُ ما حدث لأقاربهم عندما شاهدوا وجوه الأطفال السوريين بعد تعرضهم للهجوم الكيميائي.
ومع ذلك، يشعر البعض في إسرائيل بالرضا وهو يرى عدو بلاده يعاني من انفجار داخلي.
ويقول مواطن إسرائيلي "إنه كلما مات المزيد منهم كان ذلك أفضل"، وهناك من يُعرِب عن سعادته لقيام الجيش بقمع الإسلاميين، وإن كان يرفض الطريقة التي تم بها ذلك.
وتقول أستاذة الأدب في جامعة تل أبيب حنا نافيه "إنه عندما يذهب الإسرائيليون إلى ملاجئ الحماية من الغارات فإن معنوياتهم ترتفع، وهناك إحساس عامّ بالتوحّد والتضامن الهائل في ما بينهم".