بيروت ـ جورج شاهين
دعا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان الجميع، ومن دون استثناء، إلى وقفة شجاعة وقرار وطني مسؤول، ينأى عن المصالح الخارجية والإقليمية، ويأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية الداخلية، والالتقاء ضمن حكومة جامعة وحول طاولة هيئة الحوار الوطني من دون شروط مسبقة لدرء المخاطر التي تهدد الوطن واستباحة إراقة الدم بلا تمييز، مشددا على وجوب أن تكون إرادة الالتقاء وشجاعة القرار أقوى من أي اعتبار آخر وفوقه، "حتى لا نقع في تجربة الانقسام والتقاتل مرة جديدة" وتوجه إلى اللبنانيين، في كلمة ألقاها مباشرة على الهواء عند الثامنة والدقيقة العاشرة مساء السبت بعدما وجه الدعوة إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا العاشرة والنصف قبل ظهر الاثنين المقبل لبحث آخر التطورات والخطوات اللازمة لمعالجة الأوضاع، بالقول "هذه مسؤوليتنا جميعا، فلنثبت أهليتنا لها ليبقى لنا وطن نستحقه ونفخر بانتمائنا إليه، فلا يقع فريسة لعبة الأمم"، معتبرا أن اغتيال لبنان يضرب فكرة العيش الواحد بين الجماعات الدينية ويهدد أمن العالم المتعدد ودعا الرئيس سليمان السلطات العسكرية والأمنية إلى رفع نسبة جهوزيتها إلى الدرجات القصوى من أجل مراقبة وملاحقة المجرمين والإرهابيين وأي متربص بأمن اللبنانيين وسلامتهم وسلمهم، والمواطنين إلى أن يحافظوا على هدوئهم ووحدتهم وتضامنهم وروح الشجاعة التي يتميزون بها، وأن يتعاونوا مع السلطات الأمنية ويمحضوها ثقتهم الكاملة فيكونوا عينا ساهرة ومساعدة لها في الإبلاغ عن أي حراك مشبوه يتهدد السلامة العامة كما توجه إلى السياسيين وأهل السلطة وأصحاب الرأي والنفوذ والقيادات والمرجعيات الدينية، داعيا إياهم كي يتبعوا نهج التهدئة والاعتدال في خطابهم السياسي ويعملوا من جديد لضمان عودة الأطراف جميعها إلى الالتزام قولا وفعلا بثوابت إعلان بعبدا، من دون أن يستثني وسائل الإعلام كافة التي حضها على المشاركة في تحمل المسؤولية الوطنية وقال الرئيس سليمان "في هذا الظرف العصيب والضاغط، والألم الكبير يعتصر قلوب اللبنانيين وأفئدتهم، أود أن أتقدم بداية باسمي وباسم اللبنانيين من ذوي شهداء وضحايا التفجيرات الإرهابية والإجرامية التي أدمت أهل الوطن وأرضه، وآخرها تفجيرات الضاحية وطرابلس العزيزتين، بعد الجرائم المرتكبة بحق الجيش اللبناني بتعازي القلبية الحارة وبمشاعر التعاطف والتضامن، وأتمنى لمئات الجرحى والمنكوبين الذين أصيبوا وتضرروا جراء هذه الاعتداءات البربرية الآثمة، الشفاء العاجل، وأدعو الإدارات والأجهزة المختصة إلى استنفار شامل لمساعدة هؤلاء ومنحهم ما يستحقون من رعاية مادية ومعنوية وفي خضم ما تشهده منطقة الشرق الأوسط وعالمنا العربي من تحولات واضطرابات، وبإزاء ما ينتاب المواطنين اللبنانيين من قلق نعيشه معهم ونشعر به، وما يحوط الوطن من مخاطر، وعلى رأسها الخطر الإرهابي المتعاظم، والخوف من انزلاق لبنان إلى أتون الفتنة الذي تدفع باتجاهه قوى الشر والعدوان والجريمة والإرهاب، فضلا عن استمرار التهديدات والخروقات الإسرائيلية، وفي ظل الجمود الناتج من وقف أعمال هيئة الحوار الوطني وتفويت فرصة إجراء الانتخابات النيابية وعدم التزام إعلان بعبدا، والتعثر في تشكيل الحكومة، وشيوع الدعوات إلى الأمن الذاتي وما تنطوي عليه من مخاطر وأفخاخ، لا بد لي من موقع المسؤولية الدستورية التي أحملها والمؤتمن عليها، أن أطلع الشعب اللبناني على ما أراه متوجبا علينا جميعا اتخاذه من إجراءات وخطوات وتدابير ملموسة تتعدى عبارات الاستنكار والإدانة وتتجاوزها، لمواجهة التحديات والمخاطر التي بات يواجهها وطننا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، أدعو السلطات العسكرية والأمنية إلى رفع نسبة جهوزيتها إلى الدرجات القصوى من أجل مراقبة وملاحقة المجرمين والإرهابيين وأي متربص بأمن اللبنانيين وسلامتهم وسلمهم وأدعو المواطنين اللبنانيين إلى أن يحافظوا على هدوئهم ووحدتهم وتضامنهم وروح الشجاعة التي يتميزون بها، وأن يتعاونوا مع السلطات الأمنية ويمحضوها ثقتهم الكاملة فيكونوا عينا ساهرة ومساعدة لها في الإبلاغ عن أي حراك مشبوه يتهدد السلامة العامة وأتوجه بصورة خاصة إلى السياسيين وأهل السلطة وأصحاب الرأي والنفوذ والقيادات والمرجعيات الدينية كي يتبعوا نهج التهدئة والاعتدال في خطابهم السياسي ويعملوا من جديد لضمان عودة جميع الأطراف إلى الالتزام قولا وفعلا بثوابت إعلان بعبدا ضنا بمصلحة لبنان العليا وانسجاما مع رأي الغالبية العظمى من اللبنانيين وأدعو وسائل الإعلام كافة إلى المشاركة في تحمل المسؤولية الوطنية، ولديها القدرات والكفايات العالية لمواكبة هذه المرحلة بشجاعة ومسؤولية، والعديد من هذه الوسائل والقيمين عليها له محطات مشرقة ومضيئة على هذا الصعيد وإزاء هذه المخاطر التي تهدد الوطن وتستبيح إراقة الدم بلا تمييز، أدعو الجميع، ومن دون استثناء إلى وقفة شجاعة وقرار وطني مسؤول، ينأى عن المصالح الخارجية والإقليمية، ويأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية الداخلية، والالتقاء فوراً ضمن حكومة جامعة وحول طاولة هيئة الحوار الوطني من دون شروط مسبقة، لإنجاز هذه الاستحقاقات، معزّزة بارادة الالتقاء وشجاعة القرار وإعلائه على أي اعتبار آخر، حتى لا نقع في تجربة الانقسام والتقاتل مرة جديدة، ولنعمل على تجاوز الاعتبارات الخارجية كلها حتى لا تضيع الفرصة ونخسر السلام والاستقرار. وهذه مسؤوليتنا جميعا، فلنثبت أهليتنا لها ليبقى لنا وطن نستحقه ونفخر بانتمائنا إليه، فلا يقع فريسة لعبة الأمم فهو يستحق الحياة والبقاء لأن اغتياله يضرب فكرة العيش الواحد بين الجماعات المتعددة الأديان ويهدد أمن العالم المتنوع، هذا ما يريده اللبنانيون، فلنخضع لمشيئتهم وللإرادة الوطنية الجامعة، حمى الله لبنان واللبنانيين."