القاهرة ـ أكرم علي، علي رجب
دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، إلى المشاركة في فعاليات، الجمعة، والتي بدأت بـ 28 مسيرات عقب تأدية صلاة الجمعة. ورصد "مصر اليوم"، صباح الجمعة، تمركز قوات الجيش في ميدان عبدالمنعم رياض ومحيط المتحف المصري، لتأمين ميدان التحرير ومحيط المنطقة الحيوية في وسط المدينة، فيما انتشرت مدرعات الجيش في محيط ميدان مصطفى محمود في منطقة المهندسين في الجيزة، منعًا لخروج أي
تظاهرات من مسجد مصطفى محمود، وانتشرت قوات الجيش والشرطة في ميدان رمسيس، ومنعت الصلاة داخل مسجد الفتح، بسبب ترميمه من أحداث الأسبوع الماضي، الذي شهد اشتباكات عنيفة بين أنصار مرسي والأهالي.
وأكد مصدر عسكري، لـ"مصر اليوم"، أن القوات المسلحة شددت من وجودها على مداخل ومخارج القاهرة، وستفرض وجودها على الأماكن التي من المتوقع أن تشهد تجمعات كبيرة، مثل دار القضاء العالي، منعًا لأي شغب أو أحداث الفوضى على غرار الأيام الأخيرة.
وانطلقت مسيرات أنصار مرسي في أرجاء القاهرة الكبرى، بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، لرفض ما وصفوه بـ"الانقلاب العسكري"، والمطالبة بعودة الرئيس السابق محمد مرسي.
وتظاهر العشرات في ميدان الكيت كات، عقب صلاة الجمعة مباشرة، مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة، فيما شهد حي الخلفاوي في شبرا مصر اشتباكات بين أنصار مرسي وبين أهالي شبرا، بعد تجمع عدد من أعضاء الجماعة، أمام مسجد الفتح، وترديدهم هتافات معادية للقوات المسلحة.
وقال شهود عيان لـ"مصر اليوم"، "إن أنصار مرسي رفعوا لافتات تسبّ وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ما أغضب أهالي شبرا، فتصدوا لهم بالمياه والحجارة، ومزقوا اللافتات المهينة للوزير. وفي منطقة مصر القديمة أمام مسجد عمرو بن العاص، نشبت اشتباكات بين عدد من المصليين، وبين أنصار مرسي، بعد سبهم السيسي، بمجرد الانتهاء من صلاة الجمعة.
وأعلن مجلس الوزراء المصري أن حصيلة الإصابة في تظاهرات أنصار مرسي، الجمعة، بلغت 27 مصابًا في محافظة القاهرة.
وقال المجلس في بيان صحافي، إنه "وفقاً للتقارير الواردة من وزارة الصحة، الجمعة، حتى الساعة الرابعة عصراً بتوقيت القاهرة، فقد بلغ عدد الإصابات في القاهرة 27 مصاباً، وفى مدينة طنطا، محافظة الغربية، 25 مصاباً، وفى محافظة الدقهلية مصابين"، وأكد المجلس أنه لم يتم رصد أي حالات وفاة من جانبه في تظاهرات أنصار مرسي في القاهرة ومحافظات مصر.
وفي الغربية، قال مدير أمن الغربية اللواء حاتم عثمان لـ"مصر اليوم" سقوط القتيل محمدعبدالله من جماعة "الإخوان المسلمين" وإصابة 23 فرد معظمهم من مؤيدي وباقي من القوي الثورية خلال اشتباكات الجمعة، بعد محاولة أنصار مرسي في طنطا الوصول إلي مبني محافظة الغربية، فاعترضهم الأهالي في شارع سعيد المؤدي إلي المبني، وجاءنا بلاغات كثيرة تفيد حدوث اشتباكات بين الأهالي ومناصري مرسي، فكثفت قوات الأمن علي الفور قواتها لفض الاشتباكات واستطعنا فضها.
وفي الجامع الأزهر، أدى المصلون صلاة الغائب على أرواح "شهداء الواجب الوطني"، الذين لقوا حتفهم منذ أيام في سيناء، وذلك عقب صلاة الجمعة، حيث قام بالإمامة الشيخ متولي الصعيدي، متحدثًا عن الاستقرار الذي لا تقوم إلا به دولة الإسلام، مشيراً أن "منهج الرسول هو التسامح ونبذ العنف".
وقال خطيب الجامع الأزهر الشيخ الصعيدي، "إن نعم الله علينا كثيرة، ومنها الاستقرار الذي أرساه الإسلام، ودعا إليه الرسول وأسس لاستقرار المجتمعات، ويطلبه الإسلام، ولأن الحياة بلا استقرار هي خداع، وأن مسايرتنا للحياة لا يكون من دون تحقيق مبدأ الاستقرار الإنساني والذي يمكن النيل من أداء واجباته ومطالبهم، وأن مبدأ الاستقرار ينبذ العنف الذي يمنع التمكين للإسلام، والاستقرار في الإسلام يعني التكامل والتوازن، ومشاركة الجميع في بناء الوطن والثبات والسكون، وأن الرسول نظم أول دولة دعمًا للاستقرار والسكون، لتمكين الإسلام من الانتشار بعد الهجرة، وبنى أولاً المسجد لتنظيم علاقة المسلم بربه، ونظم علاقة المسلم بالمسلم ثم بغير المسلم، وكل ذلك دعمًا للاستقرار، وعمل على استقرار الدولة الإسلامية، وإذابة الفوارق بين المسلمين، ليس على هدف حزبي أو سياسي، ولكن على (لا إله إلا الله)، وأن الرسول حارب العنف، وأن من يُقدم على العنف لا يقرّ منهج الرسول، فالمؤمن من أمنه الناس، وأن ترويع الآمنين حرام شرعًا، وأن يتحلى الجمع بالعدالة في القول وألا يغيّر فيه، وتطبيق القانون العادل يكون على الجميع، وأن الاستقرار في الدنيا يؤهلنا إلى الاستقرار في الآخرة"، مشددًا على أن "شريعة الإسلام تعمل على استقرار الأسر الصغيرة، والأسرة الكبيرة وهي المجتمع ككل"، داعيًا إلى أن يعمل الجميع على نبذ العنف والخلاف والحفاظ على المؤسسات.