صنعاء ـ علي ربيع
انفجرت عبوة ناسفة، ظهر الخميس، زرعها مجهولون في أحد أحياء العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفة سيارة تتبع إحدى مؤسسات الجيش، ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص ،كما أحبطت السلطات انفجار عبوة أخرى بالقرب من مجلس النواب اليمني(البرلمان).ويأتي هذا غداة اعتذار الحكومة اليمنية عن الحروب التي شنها النظام السابق في عهد الرئيس الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، ضد الانفصاليين الجنوبيين والمتمردين الحوثيين في الشمال، وفي وقت
تجددت فيه المواجهات بين عناصر الحوثيين ومسلحين سلفيين في منطقة دماج بصعدة، مع أنباء عن سقوط نحو 6 أشخاص قتلى.
وقال مصدر أمني لموقع وزارة الدفاع اليمنية، إن سيارة عسكرية احترقت بالكامل في منطقة شعوب بالعاصمة صنعاء بعد تعرضها لانفجار عبوة ناسفة، وإصابة أحد المارة ويدعى أحمد المتوكل".
وأضاف المصدر "أن الطقم العسكري يتبع ضابط أمن المؤسسة الاقتصادية اليمنية(تابعة لوزارةالدفاع) وأنه احترق بسبب انفجار بعبوة ناسفة وضعت بجوار الطقم عند نزول السائق من مباشرة بجانب السوق", مشيراً إلى انه يجري جمع الاستدلالات لمعرفة دوافع الحادث ومعرفة الجناة لتعقبهم والقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة".وفي سياق متصل، أبطل خبراء المتفجرات، الخميس، عبوة ناسفة زرعت جوار مقر مجلس النواب)البرلمان) في العاصمة صنعاء،زرعها مجهولون،واستعانت الشرطة بالكلاب البوليسية للبحث عن متفجرات أخرى داخل المبنى بحسب ما أفاد مصدر أمني لـ"العرب اليوم".وكانت الحكومة اليمنية، وجهت اعتذاراً عن الحروب السابقة التي شنها نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على الجنوب في عام 1994 وعلى صعدة بين عامي(2004-2010) في سياق المطالب التي اشترطت لنجاح الحوار الوطني الدائر في صنعاء في جولته الأخيرة المرتقب اختتامها في أيلول/سبتمبر المقبل.وقالت الحكومة في بيان لها بثه التلفزيون الحكومي، إنها من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا فإن حكومة الوفاق الوطني نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف 1994 وحروب صعدة أو شاركت فيها تعلن اعتذارها لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى ممن كانوا ضحية تلك الحروب ولكافة ضحايا الصراعات السياسية السابقة".
واعتبرت تلك الحروب والأسباب التي قادت إليها خطأ أخلاقياً تاريخياً لا يجوز تكراره" وقالت إنها ملتزمة بالعمل على توفير ضمانات عدم تكرارها من خلال اتخاذ الخطوات الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والسعي إلى إصدار القوانين الكفيلة بتحقيق كل ذلك".
على صعيد منفصل، تجددت المواجهات في محافظة صعدة(شمال اليمن) بين مسلحي جماعة الحوثي التي تسيطر على الأرض وبين أتباع الحركة السلفية في منطقة دماج، وسط استنفار كبير من الجانبين ومساع حكومية لوقف هذه المواجهات.
وقال مصدر سلفي في دماج لـ"العرب اليوم"إن الحوثيين قصفوا منطقة دماج بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وتمركزوا في محيط المنطقة استعداداً لفرض حصار عليها مؤكداً مقتل 6 أشخاص الأربعاء خلال القصف من أتباع الحركة السلفية.
ويوجد في دماج مدرسة للعلوم الدينية السلفية يرتادها طلبة من مختلف العالم، وسبق أن خاض السلفيون والحوثيون أكثر من مواجهة في العامين الأخيرين.
من جهته اتهم الناطق الرسمي لجماعة السلفيين بدماج سرور الوادعي في بيان حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، جماعة الحوثي بالقيام بهجوم شرس على سكان المنطقة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة .
وقال البيان الذي نشره الوادعي"إن الحوثيين هاجموا قرية الطلول بداية, ثم شمل الهجوم منطقة دماج, وما زالت المعارك مستمرة بضراوة وقد نتج عن هذا الهجوم تفجير بعض المنازل.
وأضاف أن الحوثيين قاموا "بقطع جميع طرق دماج ومنع دخول المواد الغذائية والطبية, وجميع مستلزمات الحياة, وعزلها عن بقية مناطق المحافظة, ومنع إسعاف الجرحى إلى مستشفيات المحافظة, وقطع بث أبراج الهاتف النقال فارضين بذلك حصارا مطبقا وشاملا على منطقة دماج" بحسب قوله.
في غضون ذلك التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي زعماء قبليين في صنعاء وأمرهم بمواصلة الجهود لإنهاء المواجهات بين الحوثيين والسلفيين، وقال هادي" السلفيون والحوثيون ضمن كل القوى السياسية والمجتمعية باعتبارهم جزء لا يتجزأ من المكون العام والخلافات وكل القضايا العالقة مطروحة على طاولة الحوار الوطني الشامل وعلى الجميع الالتزام بذلك وعدم التمنطق بالسلاح وقطع الطريق وإقلاق السكينة العامة وخلق أجواء الفتنة التي لا تبقي ولا تذر ويكفي محافظة صعدة ما عانته في السابق من حروب وتشريد وآلام".
وتضم لجنة الوساطة القبلية" كل من" الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر والشيخ عبدالله بدرالدين والشيخ يحيى منصور أبو اصبع والشيخ علوي الباشا بن زبيع والشيخ علي القوباني".